علم موقع "عربي بوست" من مصادر سودانية، الجمعة 26 مايو/أيار 2023، أن يوسف عزت، مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والمتحدث باسم "الدعم"، قد زار إثيوبيا، الخميس 25 مايو/أيار 2023، ضمن جولة كبيرة يقوم بها من أجل حشد الدعم الدولي في مواجهة الجيش السوداني، في الوقت نفسه لجأ قادة بالجيش السوداني إلى تغيير مقر إقامتهم هرباً من استهداف الدعم السريع لهم.
زيارة يوسف عزت، مستشار قائد قوات الدعم السريع، إلى إثيوبيا جاءت بعد أيام من زيارة سابقة له إلى أوغندا، مساء الخميس 18 مايو/أيار 2023؛ للقاء الرئيس الأوغندي، يوويري موسيفيني، وذلك في إطار جولته الإفريقية لحشد الدعم السياسي والعسكري لقوات الدعم السريع في صراعها ضد الجيش السوداني.
مستشار قوات الدعم السريع في جولة دولية لحشد الدعم
كان عزت قد صرح، في أثناء زيارة سابقة له في جنوب السودان، بأن قائد تلك القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) على استعداد لوقف إطلاق النار والأعمال القتالية في السودان، وذلك خلال استقبال سلفاكير ميارديت، رئيس جنوب السودان، له في جوبا، بحسب بيان لمكتب رئيس جنوب السودان، وهي الزيارة التي عبرت عن رفضها وزارة الخارجية السودانية.
مصادر قريبة من قوات الدعم السريع قالت لـ"عربي بوست" إن يوسف عزت سوف يسافر إلى أوروبا بعد انتهاء زيارته في إثيوبيا والتي ناقش فيها مع المسؤولين مسارات الحرب في السودان، وكذلك محاولة إقناع إثيوبيا بدعم قوات الدعم السريع حال طرح ملف الحرب السودانية في الاتحاد الإفريقي، إذ تتمتع إثيوبيا بنفوذ واضح في الاتحاد الإفريقي.
كذلك قالت المصادر إن زيارة يوسف عزت إلى أوروبا، والتي سوف تبدأ السبت 27 مايو/أيار 2023، ستركز في المقام الأول على ملفين مهمين؛ الملف الأول يخص دعم الدول الأوروبية للمتضررين من الحرب في السودان، من المدنيين، وفق ما ترى "الدعم السريع"، وكذلك ملف الخلاف العسكري المدني، ومصير الاتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، والذي تسببت الحرب في تعطيله إلى أجل غير مسمى.
مستشار قوات الدعم في جولة أوروبية
إذ تسعى قوات الدعم من خلال مبعوثها يوسف عزت، حسبما قالت المصادر لـ"عربي بوست"، لعرض وجهة نظر الدعم على الأوروبيين بأن الجيش السوداني هو المسؤول عن "نسف" المسار السياسي في السودان، وأنه هو الذي عطل إنجاز الاتفاق الإطاري، وأن "الجيش هو الذي انقلب على قوات الدعم السريع وليس العكس".
في سياق مواز، كشفت مصادر داخل السودان قريبة من الجيش السوداني أن قيادات كبرى في الجيش السوداني وقيادات سابقة لجأوا في الأيام القليلة الماضية إلى تغيير أماكن إقامتهم في الخرطوم بسبب مخاوف من وصول قوات الدعم إليهم ومن ثم اعتقالهم أو اغتيالهم.
المصادر كشفت أن القيادات العسكرية، منهم من ذهب إلى الاستقرار في مقر القيادة العامة، وذلك بعد التنسيق مع الجيش الذي سهل لهم الوصول إلى داخل القيادة العامة، ومنهم من لجأ إلى تغيير أماكن سكنه، إلى مناطق أخرى للاختباء وسط الأهالي؛ هرباً من أي استهداف، خاصة أن قيادات الجيش يعيشون في مناطق سكنية مخصصة لقادة الجيش، وبالتالي من السهل الوصول إليهم وخطفهم أو قتلهم على يد قوات الدعم السريع.
في الوقت نفسه، كشفت المصادر أن قوات الدعم السريع باتت تسيطر على ارتكازات كثيرة ومهمة داخل الخرطوم؛ ما يعرقل الحياة العامة بشكل أساسي، وكذلك يعرقل قدرة الجيش السوداني على استعادة الوضع في الخرطوم، وأن قوات الدعم باتت تقوم بعمليات خطف ونهب حال توقيفها أي سيارات أو مواطنين.
تسليح متقاعدي الجيش في السودان
جدير بالذكر أن وزارة الدفاع السودانية قد دعت متقاعدي القوات المسلحة للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية للتسلّح "بغية تأمين أنفسهم والعمل وفق خطط مناطقهم". جاء ذلك في بيان لوزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، بثه التلفزيون الرسمي، وتابعه مراسل الأناضول.
حيث قال إبراهيم إن "قوات التمرّد (قوات للدعم السريع) تواصل انتهاكات الهدنة الإنسانية وتعتدي على عدد من المقار والمؤسسات". واتهمها بأنها "تمادت في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على معاشيي (متقاعدي) القوات النظامية (الجيش)".
كما خاطب الوزير متقاعدي الجيش بالقول: "نهيب بكل معاشيي القوات المسلحة من الضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح، التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم لتأمين أنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وأعراضهم والعمل وفق خطط منطقتهم".
في حين أثنى على "وفاء هذا الشعب العظيم والتفافه حول القوات المسلحة"، مشدداً على أنه "دعم يجد التقدير، وتجتهد القوات المسلحة لمقابلته بما يليق".
اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السودان
يذكر أنه وفي يوم الإثنين قد بدأ سريان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الجيش والدعم السريع، لكنهما تبادلا بعد ذلك الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار قصير المدى المعلن بين الجانبين
حيث ذكر الجيش في بيان أن "الدعم السريع" قامت بـ"انتهاك الهدنة المعلنة منذ بدايتها يوم الإثنين الموافق 22 مايو/أيار 2023، طبقاً لاتفاق جدة، بالهجوم على مدينتي الجنينة وزالنجي (غرب) ومواصلة احتلال المستشفيات وآخرها مستشفى أحمد قاسم (بالعاصمة الخرطوم)، واستمرار محاولات حصار مدينة الأبيض (جنوب)".
من جانبها، ذكرت قوات "الدعم السريع"، في بيان، أن الجيش "خرق الهدنة الإنسانية المعلنة وقام بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري". وأضاف البيان: "استخدمت قواتنا حق الدفاع عن النفس وعن مواقع تمركزها واستطاعت صد هجوم في منطقة شارع الغابة (وسط الخرطوم) والاستيلاء على 3 دبابات وتدمير أخرى، فيما لا تزال عمليات الحصر مستمرة لخسائر القوات المعتدية".
في حين يشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"،إثر خلافات بينهما، ما دفع جهات إقليمية ودولية للتدخل على خط المفاوضات سعياً للتوصل لوقف لإطلاق النار.