أصدرت محكمة أمريكية، الخميس 25 مايو/أيار 2023، حكماً على قائد ميليشيا أمريكية يمينية متطرفة بالسجن 18 عاماً بتهمة إثارة "الفتنة" والمشاركة في الاقتحام الشهير لمبنى الكونغرس، في عقوبة هي الأشد التي تصدر إلى الآن في قضية، حسبما قالت وكالة "فرانس برس".
وأصر مؤسس ميليشيا "أوث كيبرز"، ستيوارت ردوس، على تحدي المحكمة قائلاً قبيل صدور الحكم: "أنا سجين سياسي، جريمتي الوحيدة أنني عارضت من يدمرون بلادنا".
لكن القاضي الفيدرالي أميت ميهتا رد عليه: "لست سجيناً سياسياً، أنت هنا لأن 12 من المحلفين (…) اعتبروا أنك مذنب بتهمة إثارة الفتنة، إحدى الجرائم الأكثر خطورة التي يمكن أن يرتكبها أمريكي".
كان المدعون طالبوا بعقوبة السجن 25 عاماً بحق ستيوارت رودس، الذي قالوا إنه "أشرف على مؤامرة لمعارضة نقل السلطة بالقوة".
من جانبهم، طلب محاموه من القاضي الفيدرالي المسؤول عن هذا الملف المثير للاهتمام، الاكتفاء بعقوبة تعادل المدة التي قضاها في السجن، أي 16 شهراً.
وأضاف القاضي الفيدرالي مبرراً الحكم الشديد الصادر بحق رودس: "إنك تشكل تهديداً دائماً وخطراً على البلاد".
من بين ألف شخص اعتُقلوا منذ الهجوم على الكابيتول، أدين فقط عشرة ناشطين من جماعات اليمين المتطرف- ستة أعضاء من "أوث كيبرز" وأربعة من "براود بويز"- بتهمة "التمرد" في ختام ثلاث محاكمات منفصلة في واشنطن.
"جنرال في ساحة المعركة"
بعد أسابيع من جلسات الاستماع، اعتبر المحلفون أن المتهمين استعدوا وجمعوا الأسلحة، واقتحموا مبنى الكابيتول لوقف عملية الاعتراف رسمياً بهزيمة دونالد ترامب.
ووفقاً للمدعين العامين اضطلع ستيوارت رودس بدور محوري في الهجوم.
كتبوا إلى القاضي ميهتا قبل الجلسة: "لقد استخدم نفوذه (…) وبراعته في التلاعب بالأشخاص لإقناع نحو عشرين مواطناً أمريكياً باستخدام القوة (…) لفرض نتيجته المفضلة في الانتخابات الرئاسية".
بالطبع يوم الهجوم بقي خارج مبنى الكابيتول، لكن وفقاً للادعاء كان يوجه أتباعه عبر اللاسلكي "كجنرال في ساحة المعركة".
خلال محاكمته، نفى أنه "خطط" للهجوم، وأكد أن "مهمة" أوث كيبرز كانت ضمان أمن التظاهرة التي دعا إليها دونالد ترامب للتنديد بـ"التزوير الانتخابي المزعوم".
ادعى أنه وُضع أمام الأمر الواقع، معتبراً من "الغباء" دخول كيلي ميغز الذي يترأس فرع المجموعة في فلوريدا وأدين أيضاً بتهمة التمرد، إلى مبنى الكابيتول. وقال: "فتح ذلك البابَ لاضطهادنا السياسي، وانظروا أين وصلت بنا الأمور".
"الاستفادة من الفوضى"
وأسس هذا الرجل الخمسيني الذي تخرج في جامعة يال ويحمل شهادة في الحقوق، مجموعة "أوث كيبرز" في 2009، وجند عسكريين سابقين أو شرطيين أصلاً لمحاربة الدولة الفيدرالية "القمعية".
على غرار الجماعات المتطرفة الأخرى، جذب خطاب دونالد ترامب المناهض للنخبة هذه المجموعة، واقتنعت كلياً بمزاعم التزوير في الانتخابات التي لوح بها الرئيس الجمهوري حينها.
في حججهم التي أرسلها محامو رودس إلى القاضي ميهتا، أكدوا أن "أوث كيبرز" ليسوا من اليمين المتطرف لكنهم مدافعون عن "المثل الأمريكية".
وفي الماضي عمد هؤلاء "المحسنون" الى "المساعدة" في مواجهة مخاطر أعمال الشغب بعد الكوارث الطبيعية أو أثناء التظاهرات احتجاجاً على عنف الشرطة.
وردّ المدعون في وثيقة أخرى: "بالنسبة لرودس، تدخُّل أفراد أوث كيبرز في حالات الأزمات لم يكن للمساعدة بل للمساهمة في زرع الفوضى والاستفادة منها"، مطالبين بعقوبة قاسية تكون "رادعة".