يُعرف المر على نطاق واسع بأنه أحد هدايا الطبيعة الغنية بالعديد من الفوائد والخصائص الصحية للجسم. ويُستخرج من حصى المر البلوري المعروف أيضاً باسم "اللبان" زيت المر المركز الذي يُستخدم بشكل شائع اليوم كعلاج لمجموعة متنوعة من الأمراض.
وخلال العقود الأخيرة، أصبح الباحثون مهتمين بالمر ومستخلصاته الطبيعية بسبب نشاطه القوي كمضاد للأكسدة، وإمكانية استخدامه كعلاج للسرطان ومضاد للالتهابات والحساسية وغيرها من الخصائص.
ما هو المر؟ وكيف يتم استخلاص الزيت منه؟
المر هو مادة صمغية تأتي من شجرة كوميفورا المر الشائعة في إفريقيا والشرق الأوسط. ويُعد زيت المر أحد الزيوت الأساسية الأكثر استخداماً في العالم.
تتميز شجرة المر بأزهارها البيضاء وجذعها المعقود الخشبي. وفي بعض الأحيان، تحتوي الشجرة على عدد قليل جداً من الأوراق بسبب الظروف الصحراوية الجافة حيث تنمو. كما يمكن أن تتخذ الشجرة أحياناً شكلاً غريباً وملتوياً بسبب الطقس القاسي والرياح.
من أجل حصاد المر، يجب قطع جذوع الأشجار لتحرير مادة الصمغ في خشب الشجرة. وبعد أن يجف ويتم حصاده، يتم تقطيره بالعملية التقليدية لاستخلاص الزيت المركز منه.
ومن بين فوائد زيت المر الطبيعي المثبتة علمياً التالي:
1- زيت المر المضاد للبكتيريا
استخدم قدماء المصريين نبات المر والزيوت الأساسية الأخرى لتحنيط المومياوات، لأن الزيوت لا توفر فقط رائحة لطيفة، ولكن أيضاً تحمي الشيء من التأكسد والتلف. لذلك فهو يُستخدم حتى اليوم في مكافحة البكتيريا والميكروبات.
إضافة لذلك، فهو يُحرق مع البخور والزيوت العطرية الأخرى للمساعدة في تنقية الهواء ومنع انتشار الأمراض المعدية، بما في ذلك الأمراض التي تسببها البكتيريا المعدية، والتي يمكنها أن تكون محمولة في الهواء بنسبة 68%، بحسب موقع "هيلث لاين" (Healthline) للصحة والمعلومات الطبية.
2- يدعم صحة الفم ويعالج التهابات اللثة
نظراً لخصائصه المضادة للميكروبات، فقد استُخدم المر تقليدياً لعلاج التهابات الفم واللثة. لذلك تحتوي بعض غسولات الفم ومعجون الأسنان الطبيعي على زيت المر الطبيعي.
ويتضح وفقاً للدراسات العلمية أنه عندما استخدم الأشخاص المصابون بأمراض التهاب اللثة، غسول الفم الغني بزيت المر الطبيعي لعلاج تقرحات الفم 4 مرات يومياً لمدة أسبوع، تمكن 50% منهم من الشعور بتسكين كامل للألم، و19% تعافوا تماماً من تقرحات الفم، وساعد أيضاً في علاج التهاب اللثة بسبب تراكم البلاك.
3- يدعم صحة الجلد، وقد يساعد في التئام القروح
تشمل الاستخدامات التقليدية للمر علاج الجروح والالتهابات الجلدية. وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على خلايا الجلد البشرية في المختبر أن مزيجاً من الزيوت العطرية يحتوي على نبات المر يساعد في التئام الجروح.
كما لاحظت دراسات أخرى نُشرت بنفس المجلة الصحية أنه عند استخدام زيت المر الممزوج بزيت خشب الصندل، كان المزيج فعالاً بشكل خاص في قتل الميكروبات التي تصيب جروح الجلد، ويحمي من نمو الفطريات التي تسبب الأمراض الجلدية، بما في ذلك القدم الرياضي.
4- يكافح الألم والتورم
وفقاً لموقع "ويب إم دي" (WebMD) للمعلومات الطبية، يحتوي زيت المر على مركبات تتفاعل مع مستقبلات المواد الأفيونية وتخبر العقل بأنه لا يعاني حالة من الألم. في المقابل، يمنع زيت المر عند التدليك الموضعي الإحساس بالألم، ويقلل من إنتاج المواد الكيميائية الالتهابية التي يمكن أن تؤدي إلى التورم والألم.
كذلك عند تناول الأشخاص المعرضين للصداع مكملاً متعدد المكونات يحتوي على مركبات مسكنة للألم من زيت المر الطبيعي، يشعرون بتراجع آلام الصداع لديهم بنحو 60% تقريباً.
5- زيت المر غني بمضادات الأكسدة
قد يكون المر من مضادات الأكسدة القوية، وهو مركب يقاوم الأكسدة والالتهابات والبكتيريا وغير ذلك، وهو ما يجعله مثالياً في مكافحة الضرر التأكسدي من الجذور الحرة بسبب الشيخوخة وبعض الأمراض.
ويتضح أن زيت المر الطبيعي كان أكثر فعالية من فيتامين E، أحد مضادات الأكسدة القوية، في محاربة الجذور الحرة. بالإضافة إلى ذلك، ساعد زيت المر على حماية الكبد من الأضرار التأكسدية التي يسببها الرصاص.
مخاطر زيت المر والآثار الجانبية المحتمَلة
يُنصح الأشخاص بعدم تناول كميات كبيرة من نبات المر؛ لأنه يمكن أن يسبب اضطرابات شديدة في القلب. بالإضافة إلى ذلك، قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من حساسية البشرة من التهاب الجلد التماسي التحسسي عند استخدام زيت المر المركز موضعياً.
لذا بشكل عام، يجب على النساء الحوامل تجنب تناول المر عن طريق الفم؛ لأنه قد يكون سبباً في الإجهاض ومشاكل الحمل الخطيرة.
وقد تشمل الآثار الجانبية لزيت المر بحسب موقع "ميديكال نيوز توداي" (Medical News Today) للمعلومات الصحية:
- قد يجعل الحمى أسوأ.
- قد يسبب مشاكل قلبية.
- قد يخفض ضغط الدم.
- قد يؤدي إلى نزيف الرحم.
ومن الضروري الحصول على الزيت من المصادر الموثوقة، لكي لا يكون ملوثاً بالعناصر الضارة بالصحة والجسم. وعند ملاحظة أي آثار جانبية من الضروري استشارة الطبيب منعاً لأي مضاعفات.