يواجه علماء روس متخصصون في صناعة الصواريخ الفرط صوتية، اتهامات بتسريب أسرار إلى الصين، ومن بينهم ألكسندر شيبليوك، مدير معهد كريستيانوفيتش للميكانيكا النظرية والتطبيقية في سيبيريا، والذي تم اعتقاله مع خبيرين آخرين في تكنولوجيا الصواريخ، للاشتباه بارتكابهم جريمة الخيانة.
جاء هذا بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين على القضية – ولم تذكر اسميهما – وقالا إن شيبليوك يُشتبه في أنه سلم مواد سرية في مؤتمر علمي بالصين عام 2017.
من جانبه، يصر شيبليوك البالغ من العمر 56 عاماً على براءته، ويقول إن المعلومات المعنية لم تكن سرية، وأنها متاحة على الإنترنت، وقال أحد المصادر للوكالة إن شيبليوك "مقتنع بحقيقة أن المعلومات لم تكن سرية، ويدفع ببراءته".
لم تُعلن سابقاً طبيعة الاتهامات الموجّهة لمدير المعهد الذي أُلقي القبض عليه في أغسطس/آب 2022، وسيجعل وجود صلة بين الاتهامات والصين قضية شيبليوك، أحدث حلقة في سلسلة قضايا لعلماء روس قُبض عليهم في السنوات الماضية بتهمة إفشاء أسرار لبكين.
في رده على سؤال حول الاتهامات الموجّهة لخبراء المعهد والقضايا السابقة المرتبطة بالصين، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن "أجهزة الأمن يقظة بشأن القضايا المحتملة المتعلقة بتهمة خيانة الوطن الأم"، فيما لم يستجب جهاز الأمن الاتحادي الروسي حتى الآن لطلبات التعليق، وفقاً لرويترز.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية، رداً على مزاعم بأن بكين تستهدف علماء روساً للحصول على أبحاث ذات طبيعة حساسة، إن "العلاقات الصينية الروسية تقوم على عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أطراف ثالثة".
بحسب رويترز، فإن القضايا التي يواجهها شيبليوك وزميلاه أناتولي ماسلوف وفاليري زفيجينتسيف سرية للغاية، وستجري محاكمتهم سراً، وكان من المقرر عقد جلسة استماع في قضية ماسلوف في سان بطرسبرغ اليوم الأربعاء، 24 مايو/أيار 2023، وهو أول شخص قُبض عليه من بين الثلاثة، وكان ذلك في يونيو/حزيران 2022.
فيما احتجز زفيجينتسيف في شهر أبريل/نيسان 2023، وتصدرت التحقيقات حول العلماء الثلاثة عناوين الصحف العالمية الأسبوع الماضي، عندما وقع زملاؤهم في المعهد على خطاب مفتوح لدعمهم.
قال زملاء للعلماء إنه سيكون من المستحيل على العلماء أداء عملهم إذا كانوا مهددين بخطر القبض عليهم بسبب كتابة مقالات أو إلقاء محاضرات في مؤتمرات دولية، ورفض الموقِّعون على الخطاب فكرة اتهام الثلاثة بإفشاء أسرار، وقالوا إن جميع المواد التي نشروها أو طرحوها فُحصت بدقة للتأكد من أنها ليست سرية.
ودائماً ما يتحدث الرئيس فلاديمير بوتين عن أن روسيا رائدة عالمياً في مجال صناعة الصواريخ فرط صوتية، وهي صواريخ متطورة قادرة على حمل رؤوس حربية وتصل سرعتها إلى عشرة أمثال سرعة الصوت، ويمكنها اختراق أنظمة الدفاع الجوي.
على خلفية الحرب في أوكرانيا، كان البرلمان الروسي قد صوَّت الشهر الماضي على زيادة الحد الأقصى لعقوبة الخيانة؛ لتصل إلى السجن مدى الحياة بدلاً من 20 عاماً.
كما أيَّد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس النواب، يوم الثلاثاء، 23 مايو/أيار 2023، مشروع قانون يشدد القيود على الوصول إلى أسرار الدولة، قائلاً إن 48 روسياً أُدينوا بالخيانة العظمى بين عامَي 2017 و2022.