انطلق صاروخ في مهمة خاصة تنظمها شركة أكسيوم سبيس الأمريكية، الأحد 21 مايو/أيار 2023، إلى محطة الفضاء الدوليّة مع طاقم يضم أوّل سعوديَّين أحدهما امرأة، حيث يمضي الطاقم عشرة أيام على متن المحطة الفضاء وإجراء حوالي 20 تجربة أثناء إقامتهم.
وانطلق صاروخ "فالكون 9" من إنتاج "سبيس إكس"، الذي يقل ريانة برناوي وعلي القرني، من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأمريكية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ويضم الطاقم أيضاً بيغي ويتسن رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) التي توجهت إلى المحطة الدولية 3 مرات من قبل، وستتولى قيادة المهمة، ورجل الأعمال الأمريكي جون شوفنر، الذي سيقود المركبة.
وسيمضي هذا الطاقم 10 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، التي يتوقع أن يصل إليها الإثنين حوالي الساعة 13,30 بتوقيت غرينتش.
من جهتها، قالت برناوي التي درست العلوم، في مؤتمر صحفي خلال الأسبوع الجاري: "من دواعي سروري وشرف كبير لي أن أكون أول رائدة فضاء سعودية، وأن أمثل المنطقة".
وأكدت أنها متحمسة للتحدث مع أطفال من محطة الفضاء الدولية. وقالت إن "رؤية وجوههم عندما يشاهدون رواد فضاء من منطقتهم للمرة الأولى أمر مثير للاهتمام".
وفي حياته العادية، يعمل القرني طياراً حربياً، وقال: "كان لدي دائماً شغف لاستكشاف المجهول وتأمل السماء والنجوم"، معتبراً أن "هذه فرصة رائعة بالنسبة إلي لمتابعة هذا الشغف والتحليق بين النجوم هذه المرة".
وكانت السعودية أرسلت أحد مواطنيها إلى الفضاء في الماضي، بينما شارك الأمير السعودي سلطان بن سلمان في مهمة أمريكية عام 1985.
لكن هذه الرحلة الفضائية الجديدة جزء من استراتيجية المملكة المحافظة لتحسين صورة البلاد.
وأنشأت المملكة هيئة الفضاء السعودية في 2018، وأطلقت العام الماضي برنامجاً لإرسال رواد فضاء إلى الفضاء.
تجارب علمية
ويفترض أن يجري أفراد الطاقم الأربعة حوالي 20 تجربة في أثناء إقامتهم، تتعلق واحدة منها بدرس سلوك الخلايا الجذعية في انعدام الوزن.
وسينضم هؤلاء إلى رواد الفضاء السبعة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية، وهم 3 روس و3 أمريكيين ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي أصبح الشهر الفائت أول مواطن عربي يسير في الفضاء.
وهذه المهمة المسماة "إيه إكس-2" (Ax-2)، هي الثانية المنبثقة من شراكة بين وكالة الفضاء الأمريكية و"أكسيوم سبيس"، التي توفر رحلات فضائية مماثلة لقاء ملايين الدولارات.
وتتولى الشركة تدريب رواد الفضاء المبتدئين، واستئجار وسائل نقل، وتسهيل فترة إقامتهم في الفضاء.
وكانت مهمة أولى أطلق عليها "إيه إكس- 1" (Ax-1) نقلت في نيسان/أبريل 2022 ثلاثة رجال أعمال ورائد فضاء سابقاً هو مايكل لوبيز-أليغريا، لقضاء أسبوعين في محطة الفضاء الدولية.
كما أشار بعض رواد الفضاء الموجودين في محطة الفضاء الدولية إلى أنهم اضطروا لتخصيص قسم من وقتهم الثمين للاهتمام بهؤلاء السياح.
محطات فضائية خاصة
وتشكل هذه المهمات بالنسبة إلى "أكسيوم سبيس" خطوة أولى نحو هدفها الطموح، المتمثل في بناء محطة فضائية خاصة بها يفترض أن تطلق النموذج الأولي منها في نهاية 2025.
وسيكون هيكلها متصلاً بداية بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن يفصل عنها ويصبح مستقلاً.
وتعتزم ناسا وقف العمل بمحطة الفضاء الدولية بحلول عام 2030، وإرسال روادها إلى محطات خاصة.
وتعهدت روسيا أخيراً بتمديد مدة العمل في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2028، بعدما هددت بالانسحاب منها عقب بدء الحرب في أوكرانيا، ما أثار تساؤلات بشأن استمرار المحطة.
وعلى غرار الولايات المتحدة، يلتزم الشركاء الدوليون الآخرون في المحطة، وهم اليابان وكندا ووكالة الفضاء الأوروبية، مواصلة عملياتهم في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2030.