كشفت وثائق بريطانية نشرتها شبكة "بي بي سي" البريطانية، الجمعة 19 مايو/أيار 2023، أن الإدارتين الأمريكية والبريطانية في عهد جورج دبليو بوش وتوني بلير قبل 20 عاماً، توقعتا السلوك السياسي والاقتصادي والعسكري الذي تسلكه الصين الآن.
في فبراير/شباط 2001 كان بلير أول زعيم أجنبي يزور واشنطن بعد تولي بوش الابن الرئاسة، وكشفت الوثائق التي أُفرج عنها مؤخراً أن الصين كانت "واحدة من مصادر قلق يشغل بوش".
يشير جون سويرس، سكرتير بلير الشخصي الذي كتب النسخة البريطانية لمحضر المباحثات، إلى أن بوش لخص رؤيته للصين على النحو التالي: "ستكون الصين قوة عالمية رئيسية في خلال 50 عاماً، وصاحبة أحد اقتصادات العالم الكبرى. غير أن نوع هذه القوة لم يتضح بعد"، بحسب ما نقلت "بي بي سي".
في تلك المحادثات، اتفق الزعيمان على أنه "ينبغي أن نفكر بحرص في كيفية احتواء القوة الصينية".
وقال سويرس إن بوش راهن على دور محتمل للهنود، فعبر عن اعتقاده بأنه "سيكون للهند دور متزايد وخاصة في تحقيق توازن القوة مع الصين"، التي أبدى بوش "إعجاباً عظيماً بشعبها وبصبرهم".
كما تطرقت المحادثات ذاتها آنذاك، إلى دور تايوان، التي تتمتع بتأييد قوي من الولايات المتحدة، في نزاع توقعه الزعيمان مع الصين، حيث تنبأ بوش بأن إعادة توحيد الصين وتايوان "قادم لا محالة".
وعبّر عن اعتقاده بأنهما "سوف تتحدان مرة أخرى في الوقت الملائم، وبالدرجة الأولى عبر قوة رأس المال".
لم يمر سوى شهرين، وتفجرت أول أزمة بين واشنطن وبكين، ففي الأول من أبريل/نيسان عام 2001، وقع "حادث جزيرة هاينان"، وقالت الوثائق إن بلير كان هو ناصح بوش وملجأه الوحيد للتعامل مع الصينيين لتسويتها.
حيث كانت طائرة استطلاع استخباراتية تابعة للبحرية الأمريكية تحلق في المنطقة الاقتصادية الصينية في بحر الصين الجنوبي، اعترضتها طائرتان مقاتلتان صينيتان، وقُتل طيار صيني واحتجزت الصين طاقم الطائرة الأمريكية وحطامها.
واستعرت حرب إعلامية بين البلدين، فيما اعتبر الصينيون أن الأمريكيين خرقوا مجالهم الجوي بهدف التجسس، بينما أصر الأمريكيون على أنهم مارسوا حقهم في التحليق في أجواء دولية.
كان همُّ بوش الأول هو تسوية الأزمة واستعادة الطيارين والفنيين الأمريكيين، المحتجزين لدى الصين، قبل حلول عيد الفصح وعودة الكونغرس للانعقاد بعده.