قتلت وأصابت المئات منهم.. الاشتباكات في السودان تتحوّل إلى كوابيس للأطفال الناجين من الحرب

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/18 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/18 الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش
سودانيون وأجانب يصلون العاصمة المصرية هرباً من الحرب في السودان/ رويترز

بعد أن نجت لأسابيع من القتال الدائر في الخرطوم، تمكنت سناء محمود أخيراً من نقل أسرتها إلى بر الأمان في القاهرة، لكنها تقول إن ابنتها ما زالت تستيقظ أثناء الليل وهي تصرخ بسبب ذكريات الاشتباكات في السودان وإطلاق النار والضربات الجوية في الحي السكني الذي كانت تقطنه في العاصمة السودانية.

قالت سناء، من ملجأ في القاهرة لاذت به مع ابنتيها "شافوا بعنيهم.. احنا في البيت قاعدين الطلقات تقع عندنا في البيت. وشافوا الأحداث وشافوا الحريق… شافوا مناظر بشعة". وأضافت "لحد دلوقتي تصرخ بالليل. بالليل بتعيط بتقولي ليه الناس دي يريدوا يقتلونا؟"

وفق ما جاء في تقرير لوكالة رويترز الخميس، 18 مايو/أيار 2023، حكت سناء كيف كانت تهرع ابنتها إليها فزعاً في الخرطوم كلما سمعت أصوات الطائرات الحربية وهي تحوم في السماء؛ خوفاً من أن يكونوا في خطر.

أطفال سودانيون في مصر/ رويترز
أطفال سودانيون في مصر/ رويترز

قصة سناء ليست سوى نذر يسير من صدمة يعانيها مئات الآلاف من الأطفال في السودان؛ حيث يخوض الجيش وقوات الدعم السريع صراعاً منذ أسابيع، ما أودى بحياة المئات.

يقول صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 368 ألف طفل اضطروا لترك منازلهم بسبب الاشتباكات في السودان، وإن 82 ألفاً آخرين فروا إلى بلدان مجاورة. ويقدر أن 190 طفلاً قُتلوا في أول 10 أيام من الحرب، وأصيب 1700.

كما قالت مانديب أوبراين، مديرة "يونيسيف" في السودان لرويترز "قبل الصراع كان لدينا بالفعل 7 ملايين طفل بلا تعليم في سن الالتحاق بالمدارس، وتتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً. كان لدينا بالفعل 611 ألف طفل تحت سن الخامسة ويعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، و3 ملايين طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية إجمالاً".

أضافت "وفي ظل هذا الصراع شهدنا إغلاقاً للمدارس والمؤسسات التعليمية في عموم البلاد". وأردفت قائلة "يعيش الأطفال محنة رهيبة، خاصة في المناطق الساخنة في هذا الصراع بسبب القصف المستمر وتبادل إطلاق النار. شهدنا هذا وعايشناه بأنفسنا".

معاناة الأطفال بسبب الحرب في السودان/ رويترز
معاناة الأطفال بسبب الحرب في السودان/ رويترز

في مدينة بورتسودان، التي تطل على البحر الأحمر، فر الآلاف إليها أملاً في الإجلاء، تطوعت مجموعة من الفنانين لتنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال؛ بغية تخفيف الضغوط عنهم وحرصاً على صحتهم النفسية.

قالت رشا محمد طاهر، رئيسة قسم الصحة النفسية التابع لوزارة الصحة السودانية في ولاية البحر الأحمر "عندنا كمية من الحالات.. أطفال عندهم اضطراب ما بعد الصدمة. تمت إحالتهم إلى المستشفى النفسي، والآن عندنا حالات أيضاً من ناس كبار".

أضافت طاهر "حالياً اللي نقدر نقدمه للأطفال هو أننا ندعمهم ونخفف عنهم عبء الأثر النفسي السيئ عليهم".

تحميل المزيد