فيروس روتا هو مرض شديد العدوى، كان لعقود هو السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب المعدة والأمعاء بين الرضع والأطفال اليافعين، وذلك قبل أن يتم التوصل إلى التطعيمات المتخصصة لمكافحته في عام 2006.
وعلى الرغم من أنه يستهدف صغار السن والأطفال الأكثر عرضةً لالتقاطه، لكن يمكن للفيروس أيضاً أن يصيب البالغين، إلا أن أعراضه لديهم غالباً ما تكون أقل حدة وخطورة عليهم.
يمكن أن تزول العدوى من تلقاء نفسها في غضون أسبوع تقريباً، لكن الغثيان والقيء المصاحبين للحالة لدى الصغار والكبار على حدٍ سواء يمكن أن يسببا الجفاف والمشاكل الصحية المترتبة على ذلك.
ما هو فيروس روتا ومخاطره؟
فيروس روتا هو عدوى معدية معوية تحدث عند الأطفال الصغار غالباً، ويسبب الإسهال والقيء. يميل الأطفال إلى التقاط العدوى بفيروس روتا خلال أواخر الشتاء وأوائل الربيع.
يوجد لقاحان لفيروس روتا في العالم اليوم، إذ تمت الموافقة على الأول من قبل حكومة الولايات المتحدة في عام 2006، والثاني في عام 2008، وهما مُستخدمان على نطاق واسع في مختلف الدول.
وبشكل عام، غالبية الأطفال الذين تم تطعيمهم لا يصابون أبداً بالفيروس. لكن بالنسبة لأولئك الذين يمرضون، فإن اللقاحات تقلل دائماً من شدة المرض لديهم وحدّة الأعراض.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس روتا؟
يمكن أن يصاب الناس من جميع الأعمار بفيروس روتا. ولكن، غالباً ما يصيب المرض الأطفال دون سن عام واحد، ما يجعله خطيراً عليهم بشكل خاص.
فهو مرض معدٍ للغاية، وقبل تطوير لقاحات الفيروس كان من الممكن أن يهدد الحياة إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح. واليوم لقاحا فيروس روتا المعتمدان عالمياً، وهما (Rotarix) و(Rotateq)، يمثلان جزءاً من التطعيمات المجدولة للطفل في مختلف الدول.
وبشكل رئيسي، عادةً ما يكون الأطفال المنتسبون إلى الحضانة أو البرامج الأخرى التي بها أعداد كبيرة من الأطفال أكثر عرضة لخطر التقاط العدوى.
ويميل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و3 سنوات من الذين لم يتم تطعيمهم إلى الإصابة بأشد الأمراض خطورة.
كذلك في بعض الأحيان، قد لا يتمكن بعض الأطفال من الحصول على اللقاح بسبب تاريخ من ردود الفعل التحسسية لمكونات اللقاح، أو لأسباب صحية أخرى يحددها مقدم الرعاية الصحية، ما يجعلهم عرضة للخطر.
فيروس روتا يصيب البالغين أيضاً
يمكن أن يُصاب البالغون أيضاً بالفيروس، لكنهم يميلون إلى أن يمرضوا أقل من الأطفال الصغار. ويشمل البالغون المعرضون لخطر الإصابة بفيروس روتا: كبار السن، والبالغين الراعين للأطفال المصابين بفيروس روتا، ومرضى ضعف جهاز المناعة البشرية.
وبحسب موقع "كليفلاند كلينيك" (Cleveland Clinic) للصحة والطب، يمكن أن ينتشر فيروس روتا من خلال ملامسة البراز بشكل أو بآخر. على سبيل المثال، يمكن للشخص الذي يقوم بتغيير حفاضة متسخة لطفل مصاب بالفيروس أن يلتقط العدوى، كذلك استخدام الحمامات العامة المتسخة قد يهدد الشخص بالإصابة بسبب التقاط العدوى من شخص مصاب.
لذلك إذا لم يقم المصابون بغسل أيديهم جيداً باستخدام الماء الفاتر والصابون لمدة 30 ثانية، فقد تنتقل جزيئات من الفيروس إلى الجسم، ما يهدد بالمعاناة من المرض ونقله للآخرين.
الأعراض ومتى ينبغي زيارة الطبيب؟
عادة ما تبدأ عدوى فيروس روتا في غضون يومين من التعرض للفيروس. الأعراض المبكرة هي الحمى والقيء كما أسلفنا، تليها 3 إلى 7 أيام من الإسهال المائي المصحوب أحياناً بآلام البطن.
وعلى الرغم من أنه من السهل إدارة تلك الأعراض عند الطفل أو البالغ المصاب، من خلال الحصول على الراحة، وشرب السوائل الدافئة والماء، والوجبات الخفيفة لتعويض خسارة أملاح الجسم والعقاقير المتاحة في الصيدليات دون وصفة طبية، لكن أحياناً قد تتطور الأعراض عند سوء إدارتها.
وفي الحالات التالية ينبغي زيارة الطبيب فوراً، خاصة في حال مرض طفل صغير السن بالفيروس، وفقاً لموقع "مايو كلينيك" (Mayo Clinic) للصحة والمعلومات الطبية:
- استمرار الإسهال لأكثر من 24 ساعة متواصلة.
- القيء المستمر.
- المعاناة من البراز الأسود.
- المعاناة من براز يحتوي على دم أو صديد.
- ارتفاع الحرارة ووصولها لـ38.9 درجة مئوية أو أعلى.
- التعب الشديد والانفعال والألم.
- الدوار وعدم الاتزان.
- المعاناة من أعراض الجفاف.
وتشمل أعراض الجفاف التي قد تهدد البالغ أو الطفل المصاب بفيروس روتا إذا لم يتم إدارة حالته جيداً: جفاف الفم، بكاء الطفل دون دموع بسبب الجفاف، قلة التبول أو انعدامه، النعاس غير المعتاد، عدم الاستجابة الطبيعية للجسم في رد الفعل.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.