تُعد حمية دورة الكربوهيدرات أو "كارب سايكل" نظاماً غذائياً حديثاً اشتهر في السنوات الأخيرة، وفيه يستهلك الناس كمية كبيرة وصغيرة من النشويات والكربوهيدرات بالتوالي والتتابع، على مدار أيام معينة.
ويُعتقد أن لهذا النظام الجديد العديد من الفوائد الصحية للجسم، مثل المساعدة على خسارة الوزن، وزيادة طاقة الجسم والأداء الرياضي، وإدارة أعراض الحالات المزمنة المختلفة.
ولكن لأي مدى يمكن فعلاً لحمية دورة الكربوهيدرات أن تحقق كل هذا؟ في هذا التقرير نستعرض ما هو نظام الـ"كارب سايكل"، وكيفية القيام به، وبعض فوائد النظام الغذائي التي تم إثباتها علمياً.
ما هو نظام "دورة الكربوهيدرات" الغذائي؟
نظام الـ"كارب سايكل" أو الدورة الكربوهيدراتية هو نظام غذائي صارم للغاية، يستخدمه على الأغلب الرياضيون الجادون ولاعبو كمال الأجسام الذين يرغبون في إنقاص دهون الجسم بسرعة، وفي الوقت نفسه يرغبون في الحصول على المزيد من الكتلة العضلية، أو تخزين المزيد من الكربوهيدرات لممارسة الرياضة لمسافات طويلة مثل جري الماراثون.
وبالرغم من اختصاصه لكنه أصبح أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يرغبون في إنقاص وزنهم، رغم أن الكثير من الوزن الذي يُفقد خلال اتباع هذا البرنامج يحدث بسبب خسارة الماء.
ويوضح موقع "ويب إم دي" للطب، أن الجسم البشري يحتاج إلى الكربوهيدرات ليعمل بالطريقة التي يجب أن يعمل بها. لأن الكربوهيدرات والبروتينات والدهون هي الطريقة التي يحصل بها على الطاقة، وهي تُقاس بالسعرات الحرارية.
طريقة تنفيذ نظام دورة الكربوهيدرات
يوصي الخبراء بالحصول على ما يتراوح بين 50% إلى 55% من السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات، و10% إلى 15% من البروتينات، وأقل من 30% من الدهون.
ولأن بعض الكربوهيدرات صحية أكثر من غيرها، فهي توجد بشكل طبيعي في منتجات الألبان والأطعمة النباتية مثل الفول والحبوب والفواكه والخضراوات، في حين تتم إضافتها إلى الأطعمة المصنعة الأقل فائدة للجسم، مثل السكريات أو النشويات البسيطة.
عندما يهضم الجسم الكربوهيدرات فهي تتحلل إلى غلوكوز، والذي يستخدمه الجسم كوقود، لذا بمجرد التوقف عن الاعتماد على الكربوهيدرات لتزويد الجسم بالطاقة فقد يشعر الشخص برغبة أقل في تناول الكربوهيدرات ويكون لديه المزيد من الطاقة.
إلى هنا، يتضمن نظام دورة الكربوهيدرات التناوب بين الأيام التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، والأيام منخفضة الكربوهيدرات، أو حتى "الخالية تماماً من الكربوهيدرات".
ويكون اليوم العالي في الكربوهيدرات متزامناً مع برنامج لممارسة الرياضة الشاقة، ففي تلك الأيام يحتاج الجسم لمزيد من الوقود والطاقة، لذلك يمكن تناول من 2 إلى 2.5 غرام من الكربوهيدرات لكل نصف كيلوغرام من وزن الجسم.
في المقابل، يتم استهلاك كمية أقل من الكربوهيدرات في الأيام التي يكون فيها الشخص أقل نشاطاً. بمقدار 0.5 غرام لكل نصف كيلوغرام من وزن الجسم. كذلك يمكن تضمين يوم "خالٍ من الكربوهيدرات"، وفيه يتم استهلاك أقل من 30 غراماً من الكربوهيدرات في اليوم.
خيار آخر هو اتباع خطة تقضي بتخصيص 3 أيام يتم فيها استهلاك كمية قليلة من الكربوهيدرات: حوالي 100-125 غرام كل يوم، ثم بعد ذلك يُخصص يومان لاستهلاك كمية عالية من الكربوهيدرات (تتراوح بين 175 إلى 275 غراماً) في الأيام التي يكون فيها الشخص أكثر نشاطاً.
الفوائد الصحية لنظام الـ"كارب سايكل"
تشير دراسات علمية متخصصة إلى أن الطاقة المتقطعة وتقييد ما يستهلكه الشخص من الكربوهيدرات قد يحسن حساسية الأنسولين، وإمكانية إدارة الوزن الصحي وخسارة الوزن.
كذلك فإن أخذ فترات راحة قصيرة لتدوير الكربوهيدرات يمكن أن يمنح الجسم فرصة لحرق الدهون بدلاً من حرق الكربوهيدرات وأنسجة العضلات.
لكن من المهم تذكُّر أنه إذا لم يمارس الشخص المتبع لهذا النظام الغذائي الكثير من التمارين أو التدريب المكثف، فإن الأيام التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات قد تُسهم في كسب وزن إضافي.
كما يوضح موقع "هيلث لاين" للصحة والمعلومات الطبية، أن حمية الدورات الكربوهيدراتية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لاكتساب العضلات وتعزيز الأداء البدني.
إذ قد يساعد استهلاك الكربوهيدرات في أيام التدريبات في التعافي السريع، وتوصيل المغذيات للعضلات والأطراف، وهو بدوره ما قد يعزز نمو العضلات.
كما قد تشمل فوائد فترات الكربوهيدرات المنخفضة أيضاً تحسين حساسية الأنسولين بالجسم، وزيادة حرق الدهون، وتحسين مستويات الكوليسترول، وتعزيز كفاءة التمثيل الغذائي.
وقد يكون للتغذية عالية الكربوهيدرات تأثيرات إيجابية على الهرمونات أثناء النظام الغذائي، بما في ذلك تعزيز هرمونات الغدة الدرقية والتستوستيرون واللبتين.
ويمكن أن تقلل فترات الكربوهيدرات العالية أيضاً الالتهاب وتساعد الجسم على الاستفادة من الحديد. وبالتالي قد تلعب هذه العوامل دوراً مهماً في نجاح النظام الغذائي على المدى الطويل، لأن الهرمونات تلعب دوراً رئيسياً في الجوع والتمثيل الغذائي والقدرة على أداء التمارين.
السلبيات المحتملة
من الناحية الأخرى، قد تكون هناك أيضاً سلبيات لنظام دورة الكربوهيدرات، فبالنسبة للمبتدئين مثلاً قد يكون من الصعب الحفاظ على نظام غذائي معقد بهذا الشكل.
كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت الفوائد المحتملة ستكون طويلة الأمد، وهناك حاجة لمزيد من الدراسات العلمية المتخصصة بهذا الشأن. لذا من الضروري استشارة طبيب التغذية المتخصص قبل اتباع أي نظام غذائي خاص، لمعرفة الأمثل لجسمك واحتياجاتك.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.