قال دبلوماسي سعودي، الإثنين 8 مايو/أيار 2023، إن مفاوضات لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" والمنعقدة بمدينة جدة "لم تحرز تقدماً"، ما يضعف الآمال بالتوصل إلى وقف سريع للاقتتال بين طرفي النزاع، والذي يتواصل بينهما رغم محادثات الطرفين.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن الدبلوماسي -دون أن تذكر اسمه- قوله إن "المفاوضات لم تحرز تقدماً كبيراً حتى الآن"، وأوضح أنّ "وقفاً دائماً لإطلاق النار ليس مطروحاً على الطاولة. كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة".
كانت المحادثات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" قد بدأت يوم السبت 6 مايو/أيار 2023، ووصفت السعودية وأمريكا المحادثات بأنها "أولية"، ومنذ بدئها لم يقدم المسؤولون السودانيون والسعوديون سوى معلومات قليلة عن جدول المباحثات أو مدتها.
كان الجيش السوداني قد ذكر في وقت سابق أنّ وفده إلى المفاوضات "لن يتحدث سوى عن الهدنة وكيفية تنفيذها بالشكل المناسب لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية".
يأتي هذا، فيما وصل مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى جدة، أمس الأحد 7 مايو/أيار 2023، بهدف لقاء ممثلي طرفي النزاع، إلا أنّ دوره في المفاوضات غير واضح حتى الآن.
متحدثة باسم غريفيث، قالت إن المفوض الأممي يسعى لبحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان، في حين قال مسؤول ثانٍ في الأمم المتحدة للوكالة الفرنسية، إن غريفيث "طلب الانضمام للمفاوضات"، مشيراً إلى أنه لم تتم الموافقة على طلبه بعد.
المعارك مستمرة
بالموازاة مع انعقاد المحادثات في مدينة جدة، يتواصل القتال بين الجيش السوداني الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" التي يقودها محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، الذي كان قد تعهد إما بالقبض على قائد الجيش أو قتله.
ودار قتال في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى، الأحد 7 مايو/أيار 2023، بين طرفي النزاع، وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن صوت المدفعية دوّى في محيط القيادة العامة والقصر الرئاسي بالخرطوم.
كما حلقت طائرات حربية في سماء مدينة بحري شمالي العاصمة، التي شهدت احتراق بعض المصانع جراء الاشتباكات بين الجانبين، وفق الشهود.
ومنذ اندلاع المواجهات، في 15 أبريل/نيسان 2023، أُعلن عدة مرات عن هدنة تم خرقها بشكل واضح، وأسفرت المعارك المستمرة عن مقتل ما لا يقل عن 479 شخصاً وأكثر من 2500 مصاب، وفق تقدير لنقابة أطباء السودان.
كما أدى اندلاع النزاع إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص في الداخل ونحو دول مجاورة، ما دفع المجتمع الدولي للتحذير من أزمة إنسانية "كارثية".