قال قائد مرتزقة "فاغنر" الروسية، يفجيني بريغوجين، الأحد 7 مايو/أيار 2023، إنه تلقى وعداً الليلة الماضية بالحصول على ما يكفي من الذخائر والأسلحة، لمواصلة المعارك التي تخوضها المرتزقة منذ شهور بمدينة باخموت الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي تدافع عنها كييف بشراسة.
يأتي هذا الإعلان عن تزويد "فاغنر" بالذخيرة، بعد يومين من إعلان بريغوجين في تعليقات أدلى بها على قناته على تطبيق تليغرام، عن خطط للانسحاب من باخموت، شاكياً من أن رجاله حُرموا من الذخيرة وتكبدوا نتيجة ذلك خسائر "لا فائدة منها وغير مبررة".
حتى الساعة الـ11:30 بتوقيت غرينتش لم يصدر أي تأكيد رسمي من روسيا حول إمداد "فاغنر" بالذخائر.
من شأن انسحاب قوات "فاغنر" من باخموت حيث يحاربون في الخطوط الأمامية، أن يجعل الجيش الروسي في موقع حرج، في وقت تستكمل فيه قوات كييف استعداداتها لشنّ هجوم واسع النطاق تؤكّد أنّه بات وشيكاً.
يتّهم بريغوجين منذ أشهر، هيئة الأركان الروسية بعدم إمداد مجموعته بكمية كافية من الذخائر؛ لمنعها من تحقيق انتصار في باخموت يعجز عنه الجيش النظامي، غير أن بريغوجين صعّد هجماته إلى مستوى غير مسبوق في مقطعي فيديو نشرهما جهازه الإعلامي يوم الجمعة الماضي، كاشفاً بذلك عن توتر شديد داخل صفوف قوات موسكو.
قال في أحد المقطعين: "كنّا على وشك السيطرة على مدينة باخموت قبل 9 مايو/أيار 2023″، تاريخ احتفال موسكو بالنصر على ألمانيا النازية في 1945، وأضاف: "عندما رأى البيروقراطيون العسكريون ذلك، أوقفوا إمدادات (الذخيرة). لذلك، اعتباراً من 10 مايو/أيار 2023، سننسحب من باخموت".
برّر بريغوجين قراره برفضه أن "يعاني رجالي من دون ذخيرة، خسائر لا داعي ولا مبرّر لها"، فيما رأى محللون أنّ هجومه الأخير على الجيش يهدف إلى الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لحضّه على التدخّل لصالحه.
وكشفت وثائق أمريكية مسربة عن وجود خلاف عميق بين الجيش الروسي وقائد مجموعة "فاغنر"، وقالت صحيفة The Washington Post الجمعة 5 مايو/أيار 2023، إن الوثائق الأمريكية تشير إلى أن القيادة العسكرية الروسية تواجه صعوبة في التعامل مع بريغوجين، وأن الأخير ناشد الرئيس بوتين شخصياً التدخل.
تتحدث الوثائق المسربة عن أن القيادة العسكرية الروسية مستاءة من تصريحات بريغوجين العدائية العلنية، وأنها ناقشت كيفية وقف انتقاداته.
مدينة باخموت هي مدينة صغيرة في إقليم دونباس، بشرق أوكرانيا، تستهدفها روسيا منذ شهور، بقتال ضارٍ ودمار كبير، فيما أصبحت أطول معارك الحرب وأكثرها دموية، وأفادت تقارير إعلامية غربية بأن الأمريكيين اقترحوا على الأوكرانيين مراراً الانسحاب من المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية المتوسطة، التي لا تستحق كل هذه الخسائر.
تكبّدت "فاغنر" خسائر فادحة في الأشهر الأخيرة في محاولتها للسيطرة على باخموت، وسيطر مقاتلوها على قسم كبير من المدينة، لكنّهم عاجزون عن الاستيلاء على آخر المواقع الأوكرانية.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.