يتواصل القتال في العاصمة السودانية، الخرطوم، الأحد 7 مايو/أيار 2023، في ظل صمت حول المحادثات التي يجريها الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، والتي جاءت بعد مبادرة سعودية أمريكية، تهدف إلى التوصل لحل ينهي القتال المستمر منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
منطقة الصحافة في جنوب الخرطوم شهدت اشتباكات بين طرفي النزاع، اليوم الأحد، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، وأسفرت المعارك الضارية المستمرة منذ 22 يوماً عن سقوط 700 قتيل و5 آلاف جريح، حسب بيانات موقع "النزاعات المسلحة ووقائعها" (أيه سي إل إي دي)، فضلاً عن نزوح 335 ألف شخص، ولجوء 115 ألفاً إلى الدول المجاورة.
كما أجبرت عدداً كبيراً من المواطنين على البقاء في منازلهم، حيث يعانون من انقطاع المياه والكهرباء، ومن نقص مخزون الطعام والمال.
تتزامن هذه المواجهات مع محادثات تُعقد في مدينة جدة بالسعودية، بين طرفي النزاع في السودان، وبدأت يوم السبت، 6 مايو/أيار 2023، وكانت الرياض وواشنطن قد ذكرتا أن الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" يتفاوضان على هدنة في السعودية، لكنهما لم يتحدثا عن بدء هذه المحادثات ولا مضمونها.
من جانبه، لم يُدلِ الجيش، بقياد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، بأية معلومات عن مناقشات بين مبعوثيهما.
تُشير الوكالة الفرنسية إلى وجود آمال كبيرة في المحادثات في جدة، بعد فشل كل محاولات التهدئة بين طرفَي النزاع في الأسابيع الأخيرة، ورحب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان "بوجود ممثلين من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، للحوار حول الأوضاع في وطنهم".
أضاف بن فرحان: "نأمل أن يقود هذا الحوار إلى إنهاء الصراع وانطلاق العملية السياسية، وعودة الأمن والاستقرار إلى جمهورية السودان".
ورحبت آلية ثلاثية دولية مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة "الهيئة الحكومية للتنمية" (إيغاد)، في بيان بالمبادرة السعودية الأمريكية للتوصل لتهدئة بالسودان، وعبرت عن أملها في أن "تسفر المحادثات التقنية بين ممثلي الطرفين في جدة عن تفاهمات تؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار"، مؤكدة أن ذلك "يتيح تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين، الذين يجب أن تظل حمايتهم مسألة ذات أهمية قصوى".
من جانبه، قال الباحث في جامعة غوتنبرغ في السويد آلي فيرجي، في تصريح للوكالة الفرنسية، إنه "ليكون وقف إطلاق النار هذا مختلفاً عن الهدنات السابقة، سيكون من الضروري تحديد التفاصيل العملية، ووضع آليات المراقبة والعقوبات".
شدد كذلك على الحاجة إلى "إطار جغرافي وعملي لوقف إطلاق النار"، يشمل خصوصاً "وقف الضربات الجوية أو انسحاب المقاتلين من البنى التحتية المدنية مثل المستشفيات".
تأتي هذه المحادثات بعد سلسلة من مبادرات إقليمية عربية، وأخرى إفريقية قامت بها خصوصاً دول شرق القارة عبر منظمة إيغاد، لم تُثمر.
في موازة ذلك، من المقرر أن يبحث وزراء الخارجية العرب الملف السوداني، اليوم الأحد، بينما تظهر بوادر انقسام بشأنه.
خطر الجوع
ومع استمرار المعارك، حذرت الأمم المتحدة من إمكانية أن يعاني 19 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة، وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة فرحان حق، يوم الجمعة الماضي، إن برنامج الأغذية العالمي يتوقع "أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقداناً حاداً في الأمن الغذائي في السودان، ما بين مليونين و2,5 مليون شخص".
وفق تقرير البرنامج مطلع 2023، كان 16,8 مليون من إجمالي عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وحذّرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية الأكثر تأثراً ستكون غرب دارفور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور.
يعتقد خبراء أن الحرب قد تطول مع عدم قدرة أي من الطرفين على حسم الأمر على الأرض.