أعلنت شرطة الاحتياطي المركزي السودانية، التي يبلغ قوامها 80 ألف مقاتل، عن انتشارها في جنوب الخرطوم مطلع هذا الأسبوع، وقد شوهد أفرادها في شاحنات نصف نقل بيضاء، يرتدون زياً عسكرياً أصفر اللون ومجهزين بأسلحة رشاشة، في تطور جديد قد تغيِّر ميزان القوى في القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال محللون لموقع Middle East Eye البريطاني إن شرطة الاحتياطي المركزي سيكون لها دور حاسم في النزاع الدائر في العاصمة الخرطوم، وفي مساندة قوات الجيش السوداني.
عقوبات أمريكية على الشرطة السودانية
كان من الملاحظ غياب الشرطة السودانية وقوات الدفاع المدني خلال الأسابيع الأخيرة، وقد شهدت مناطق مختلفة من الخرطوم عمليات نهب وإحراق مبانٍ وشركات، وعلى الرغم من الإعلان عن هدنة مدتها 7 أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع، أخبر مواطنون سودانيون في الخرطوم موقع Middle East Eye، أنهم كانوا يسمعون أصوات إطلاق نار وطائرات مقاتلة تحلق فوق المدينة بعد ظهر الأربعاء 3 مايو/أيار.
فيما كانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت في مارس/آذار 2022 عن فرض عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي السودانية، بدعوى ارتكابها "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان". وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي (أوفاك) إن "شرطة الاحتياطي المركزي قد استخدمت القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية الذين احتجوا سلمياً على إزاحة قيادة الجيش للحكومة المدنية الانتقالية في السودان".
وجاء قرار العقوبات من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي بعد أن حلَّ الجيش السوداني الحكومةَ المدنية في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، ثم مقتل ما يقرب من 125 متظاهراً سلمياً في الاحتجاجات التي أعقبت ذلك.
فيما قالت وزارة الداخلية السودانية الأحد 30 أبريل/نيسان، إن شرطة الاحتياطي المركزي، المعروفة محلياً باسم "أبو طيرة"، ستتولى تأمين الأسواق والممتلكات من عمليات النهب والتخريب في الخرطوم.
من هي شرطة الاحتياط في السودان!
وأوضحت الوزارة أن ضباط الاحتياطي المركزي هم من خريجي كلية علوم الشرطة والقانون، وهو ما يتعارض مع ادعاء قوات الدعم السريع التي زعمت أن عناصر الاحتياطي المركزي ينتمون إلى قوات "الأمن الشعبي" المرتبطة بنظام الرئيس السابق عمر البشير.
تأسست شرطة الاحتياطي المركزي في عام 1974 لقمع التمردات القبلية، وشاركت في نزاع دارفور في فبراير/شباط 2003.
وقال محلل سوداني، طلب عدم الكشف عن هويته، لموقع MEE: "شرطة الاحتياطي المركزي أحسن تدريباً من الشرطة التقليدية، وقد تأسست ودُربت بوصفها قوة قتالية. وهي تشبه قوات الدعم السريع من حيث التدريب، وكونها قوة شبه عسكرية، وقدرتها على المناورة بسرعة على الأرض"، غير أنها "لن تنتشر في الخطوط الأمامية، وإنما ستدعم الجيش وتسيطر على المناطق بعد أن يخليها الجيش من مقاتلي الدعم السريع".
من جهة أخرى، قال علي الشيخ، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، لموقع MEE: إن "شرطة الاحتياطي المركزي مجهزة بأسلحة متطورة؛ مثل الأسلحة الرشاشة، والمدافع المضادة للطائرات، وبنادق القنص عالية الدقة"، و"قد تدربوا على القتال في حروب المدن".
شاركت شرطة الاحتياطي المركزي منذ عام 1990 في إخماد النزاعات في دارفور، وتألفت كوادرها عادةً من الجنود حديثي التخرج في الخدمة العسكرية، الذين يُدربون بعد ذلك على أيدي ضباط القوات الخاصة.
وقال الشيخ: "تختلف هذه القوات عن الجيش السوداني في أن لديها حرية أكبر في الحركة، وهي مسؤولة حالياً عن حفظ الأمن؛ ما يخفف الضغط على الجيش، ويوفر حماية خلفية له بتولي مهام القبض على المجرمين الهاربين وإعادتهم إلى السجن، وغير ذلك".
تعاقب العديد من الضباط على قيادة شرطة الاحتياطي المركزي خلال السنوات الماضية، لكن موقع MEE يقول إنه لم يتمكن من التحقق من هوية من يشغل هذا المنصب حالياً.
وشوهدت شرطة الاحتياطي المركزي يوم الأحد 30 أبريل/نيسان في حي الكلاكلة جنوب الخرطوم، وهي منطقة ليس لها أهمية استراتيجية غير أنها قريبة من المقر السابق لشرطة الاحتياطي المركزي. وزعمت القوة أنها اعتقلت 316 "متمرداً"، وأوصت المواطنين السودانيين بحمل وثائق هويتهم في الأماكن العامة.