أرسلت الإمارات، الأربعاء 3 مايو/أيار 2023، طائرة تحمل على متنها إمدادات غذائية عاجلة إلى مطار أبشي على الحدود السودانية التشادية، بحجة توفير الدعم العاجل للاجئين السودانيين المتضررين من الظروف الحالية التي يشهدها السودان، فيما كشفت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، أن الطائرة حملت إسناداً لـ"الدعم السريع".
بحسب مصادر "عربي بوست" نقلاً عن جهات استخباراتية، فإن الطائرة الإماراتية حملت إسناداً لوحدات الدعم السريع التي تعبر تشاد وجنوب ليبيا إلى السودان عبر الجنينة، فيما لم توضح ما هذه الإسنادات.
كما أفادت المصادر أن الاستخبارات الأرترية تقوم بعمليات إسناد لوجستي للدعم السريع داخل الأراضي السودانية وأن الجنرال تخلي مانجوس قائد قطاع البحر الأحمر في الجيش الأرتري، والجنرال حمد كاريكاري قائد القوات البحرية يقدمان الدعم المباشر للدعم السريع والعمليات الأمنية التي تطلبها الإمارات في المنطقة كما يعملان على إدخال السلاح إلى الدعم السريع من خلال القنوات الصحراوية بين كسلا والخرطوم
يقول مراقبون إن الإمارات قدمت دعماً مباشراً لقوات الدعم السريع، على الرغم من نفي أبوظبي العلني لذلك.
حيث أكد نائب رئيس الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أن بلاده "تحرص على دعم جميع الحلول والمبادرات السياسية السلمية الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان"، مشدداً على "ضرورة تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي وإعلاء مصالح السودان العليا، والحفاظ على أمنه واستقراره".
جهود لـ"هدنة طويلة"
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة جنوب السودان، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" اتفقا "من حيث المبدأ" على هدنة جديدةٍ مدتها 7 أيام، وتسمية ممثلين عنهما للانخراط في مفاوضات سلام.
وأكد بيان لوزارة خارجية جنوب السودان، أن الأطراف في السودان "وافقت على التهدئة"، بناءً على تدخُّل وطلب من رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، الذي دعا أطراف الصراع في السودان إلى بدء مباحثات السلام "في أقرب وقت ممكن".
وذكر البيان أن الهدنة الجديدة تبدأ ليل الخميس المقبل، على أن تنقضي بحلول الـ11 من مايو/أيار الحالي، فيما أوضحت حكومة جنوب السودان أن "الأطراف المتصارعة في السودان عليها اختيار مكان انعقاد مفاوضات السلام".
ولم يتضح بعدُ مدى تماسك هذا الاتفاق بين البرهان وحميدتي؛ نظراً إلى خرق اتفاقات سابقة بوقف إطلاق النار لمدد بين 24 و72 ساعة، حيث تسبّب مزيد من الضربات الجوية وإطلاق النار بمنطقة الخرطوم في تعطيل أحدث هدنة قصيرة الأجل.
والثلاثاء، قال مسؤولون بالأمم المتحدة إن الحرب في السودان أجبرت 100 ألف على الفرار عبر الحدود، وإن القتال الذي دخل أسبوعه الثالث يتسبب في أزمة إنسانية.
وينذر الصراع بكارثة أوسع نطاقاً في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة لاجئين، ويعوق القتال تسليم المساعدات في بلد يعتمد ثلثا سكانه بالفعل على مساعدات خارجية.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للمنظمة، مارتن غريفيث، يعتزم زيارة السودان اليوم الثلاثاء، لكن لم يتأكد الموعد بعد.
في حين ذكر برنامج الأغذية العالمي، الإثنين 1 مايو/أيار، أنه سيستأنف العمل في الأجزاء الأكثر أماناً بالسودان بعد تعليق العمليات مؤقتاً في وقت سابق من الصراع الذي قُتل فيه بعض موظفي البرنامج.
وقال مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق إفريقيا: "الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية".
ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع أي مؤشر على التراجع، ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع فيما يبدو، مما أثار مخاوف من نشوب صراع طويل الأمد قد يجتذب قوى خارجية.