استبعد المنسق العام للحوار الوطني في مصر، ضياء رشوان، 3 قضايا رئيسية من المناقشة بين قوى سياسية حضرت الجلسات الفعلية لأول حوار وطني بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء 3 مايو/أيار 2023، وفق مواقع محلية.
وشملت القضايا الثلاث: الدستور، والسياسة المصرية الخارجية، والأمن القومي الاستراتيجي، حسبما أوضح رشوان خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للحوار.
حيث قال: "لا مساس بالدستور المصري القائم الآن، بل هناك انصياع كامل لكل مواده، لذلك لن يتم التطرق للدستور ومواده في مناقشات الحوار".
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال رشوان إن أدواتها "متفق عليها بالإجماع، ولا نقاش للسياسة الخارجية"، لافتاً إلى أن الخارجية المصرية تتعامل مع كل القضايا بمحددات "معروفة للجميع".
أما عن الأمن القومي الاستراتيجي، فأشار رشوان إلى أن هذا الملف يُدار من قبل القوات المسلحة، وأضاف بالقول: "لا يوجد خط أحمر سوى الدستور والقانون، ولا اشتراك لمن مارس العنف أو حرّض عليه".
في ظل الخطوط الحمراء التي ستكون عصيَّة على النقاش بين الأطراف السياسية المتجمعة، انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ما وُصف بـ"اللاءات الثلاث" متسائلين عن نوع الملفات التي ستكون محل الحوار.
صعوبات ومشاكل في الداخل
من جانب آخر، تحدث وزير خارجية مصر السابق، عمرو موسى، عن صعوبات وتحديات "خطيرة وغير مسبوقة"، مضيفاً: "لا أقول إن التحديات كلها تأتي من الخارج، هناك تحديات بسبب أخطاء في الداخل، يجب أن نكون صرحاء ويجب أن نعالجها سريعاً"، بحسب ما نقلته مواقع محلية.
أضاف أن "هناك تساؤلات مهمة لا يتوقف الناس عن مناقشتها بل عن افتقادها، مثل حرية الرأي والرأي الآخر، والذي نبدأ في التعامل معه اليوم بطريقة مختلفة كما يأمل المصريون جميعاً".
في حين عبّر عن تفاؤله، لأن "قدرة الشعب المصري وتجاربه وآماله، يمكنها أن تحقق النقلة المطلوبة، وتقف في وجه التهديد بالانهيار سواء اقتصادياً أو مجتمعياً".
في سياق متصل، كان من اللافت غياب حمدين صباحي رئيس التيار الشعبي ومؤسس حزب الكرامة، خلال الكلمة الافتتاحية للحوار الوطني، وذلك بسبب وفاة شقيقته الكبرى.
لكن صباحي أرسل كلمة للمشاركين في الحوار، ألقاها ضياء رشوان، متقدماً بالشكر إلى صباحي بالقول: "نشكره على دوره الكبير والمتميز منذ اللحظة الأولى التي صافحه فيها الرئيس في حفل إفطار الأسرة المصرية عقب دعوته للحوار الوطني، وهو في مقدمة المشاركين بالحوار الذين بذلوا جهوداً لإنجاح هذا الحوار".
وقال صباحي في الرسالة: "أتمنى التوفيق والنجاح في الوصول إلى ما نأمله من نتائج يكون من شأنها الوصول إلى الغاية من الحوار وتحقيق ما نصبوا إليه وهو نجاح الحوار في وضع أسس تكون كفيلة بالمساعدة بالنهوض بكل ما يتعلق بالوطن والمواطن".
وفي أبريل/نيسان 2022، دعا السيسي إلى أول حوار وطني من نوعه منذ توليه الرئاسة عام 2014، وفي 5 يوليو/تموز 2022، بدأ الحوار على مستوى مجلس أمناء معنيين بإعداده، قبل أن ينطلق فعلياً الأربعاء.
والإثنين 1 مايو/أيار، أعلن مجلس أمناء الحوار الوطني في بيان، أن جلسات الحوار الفعلية "يشارك بها كافة فئات الشعب المصري على طاولة واحدة، لمناقشة العديد من القضايا والمقترحات المقدمة بهدف الوصول إلى مخرجات لصالح المواطن المصري".
ومجلس أمناء الحوار الوطني، يضم 19 شخصية بينهم محسوبون على المعارضة ومستقلون، ويترأسه ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية.
ومنذ بدء جلسات مجلس أمناء الحوار الوطني، توالت قرارات الإفراج عن "قرابة 1400 شخص"، وفق بيان لمجلس أمناء الحوار في 26 أبريل/نيسان الماضي، بشأن محبوسين في "قضايا رأي".