قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مقابلة استمرت نحو 70 دقيقة، أجراها مع صحيفة "The Asahi Shimbun" اليابانية، إن بلاده "ستواجه تداعيات اقتصادية وصعوبات"، في حال استقبالها مزيداً من السودانيين، في خضم الأزمة الجارية بين الأطراف المتصارعة في بلدهم.
في حين نشرت الصحيفة اليابانية المقابلة، الثلاثاء 2 مايو/أيار 2023 على موقعها الإلكتروني، بعد 3 أيام من إجرائها بالعاصمة المصرية القاهرة، السبت. وأضاف السيسي أن "العديد من السودانيين يفرون إلى مصر" بينما تواجه بلاده "صعوبات"، وذلك في معرض الحديث عن الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم، على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، لا سيما أسعار السلع والأغذية.
السيسي يحذر من استضافة السودانيين في مصر
السيسي في حواره تابع: "إذا وافقنا على استقبال مزيد من السودانيين، فسوف تشعر مصر بالتأكيد بهذه الآثار (الاقتصادية)". وزاد: "لدينا بالفعل ملايين السودانيين في مصر ونعتبرهم ضيوفاً وليسوا لاجئين، لكن في خضم الصعوبات الاقتصادية التي خلفتها الحرب الروسية في أوكرانيا، وفرار العديد من السودانيين، تواجه مصر أيضاً مشكلات".
أشار إلى أن المصريين يعانون بالفعل من "تصاعد التضخم، والارتفاع المتزايد في أسعار الاحتياجات اليومية". وفي السياق، تحدث السيسي عن وجود ما بين 8 و9 ملايين لاجئ بشكل عام في مصر، وقال إن بجانب السودانيين هناك من جاءوا من سوريا، وليبيا، واليمن، وغيرها من الدول الإفريقية.
عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
في حين شدد الرئيس المصري على أن بلاده "لن تتدخل" في الصراع القائم بالسودان، عملاً بمبدأ "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، قائلاً: "لا نريد زيادة الأمور تعقيداً". ولفت إلى أن مصر "ستوفر الدعم اللازم لبدء الحوار بين السودانيين، بهدف وضع حد للصراع وتحقيق الهدنة".
أشار في حديثه إلى أهمية "تأسيس حكومة مدنية مؤقتة في السودان، وإجراء الانتخابات بهدف تنصيب حكومة مدنية" في نهاية المطاف. وعن التداعيات السلبية للصراع في السودان، أكد السيسي أن استمرار النزاع "سيؤثر على المنطقة بالكامل". واستطرد: "نبذل قصارى جهدنا لعقد مباحثات بين الجيش وقوات الدعم السريع".
يذكر أنه وفي 30 أبريل/نيسان 2023 استقبل السيسي رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في القاهرة، حيث تعهد الأخير في مؤتمر صحفي مشترك، بأن تقدم بلاده "مساعدات إنسانية للاجئين السودانيين الفارين من بلدهم باتجاه الدول المجاورة".
أما يوم الجمعة فقد قالت الخارجية المصرية إنها رصدت حتى 27 أبريل/نيسان "دخول 14 ألف لاجئ سوداني إلى الأراضي المصرية". ووفقاً لأحدث بيانات صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في أغسطس/آب 2022 وصل عدد المهاجرين الذين يعيشون في مصر إلى 9 ملايين شخص من 133 دولة، يمثلون نحو 8.7% من إجمالي سكان البلاد (103 ملايين عند إعداد الإحصاء الأممي).
ملايين السودانيين يعيشون في مصر
حيث قالت المنظمة في بيان إن السودانيين جاءوا في مقدمة القائمة، حيث بلغ عددهم في مصر 4 ملايين، يليهم السوريون (1.5 مليون)، واليمنيون (مليون)، والليبيون (مليون).
حيث تشكل هذه الجنسيات الأربع 80% من المهاجرين الدوليين المقيمين حالياً في مصر، وفقاً للمنظمة الأممية.
في سياق متصل، قال مسؤولون في الأمم المتحدة الثلاثاء، إن الحرب في السودان أجبرت 100 ألف على الفرار عبر الحدود، وإن القتال الذي دخل أسبوعه الثالث يتسبب في أزمة إنسانية، فيما تردد دوي إطلاق النار والانفجارات في أنحاء العاصمة في انتهاك لوقف آخر لإطلاق نار.
أزمة لاجئين تواجه جيران السودان
في حين يخاطر الصراع بمواجهة كارثة أوسع في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة لاجئين، ويعيق القتال تسليم المساعدات في بلد يعتمد ثلثا سكانه بالفعل على بعض المساعدات الخارجية.
فيما قال مسؤولون بالأمم المتحدة إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للمنظمة مارتن جريفيث يعتزم زيارة السودان اليوم الثلاثاء، لكن لم يتم تأكيد الموعد بعد. وذكر برنامج الأغذية العالمي أمس الإثنين، أنه سيستأنف العمل في الأجزاء الأكثر أماناً في البلاد، بعد تعليق العمليات مؤقتاً في وقت سابق من الصراع الذي قُتل فيه بعض موظفي البرنامج.
قال مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق إفريقيا: "الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية".
فيما لا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية أي مؤشر على التراجع، ومع ذلك لا يبدو أنهما قادران على تحقيق نصر سريع. وأثار ذلك مخاوف من نشوب صراع طويل الأمد قد يجتذب قوى خارجية. وتقاسم الطرفان السلطة في السابق، في إطار عملية انتقال بدعم دولي نحو انتخابات حرة وحكومة مدنية.
يذكر أنه ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 تشهد ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.