حذّر رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين من أن إطلاق أوكرانيا هجوماً مضاداً قد يمثل "مأساة" لروسيا، كما كرر شكواه من شح الذخيرة لدى مقاتليه، بينما أكد الجيش الأوكراني، الإثنين 1 مايو/أيار 2023، أن حريق مستودع النفط جزء من الاستعداد لهجوم مضاد ضد روسيا.
يأتي ذلك بينما تحاول القوات الروسية منذ شهور السيطرة على باخموت، مركز النقل واللوجستيات في منطقة دونيتسك بأوكرانيا، والتي تعد جزءاً من منطقة دونباس الصناعية، لكن رئيس مجموعة فاغنر اشتكى من نقص في الإمدادات جعل قائدها يهدد بالانسحاب من المنطقة.
تحذيرات رئيس مجموعة فاغنر
بريغوجين الحليف للرئيس فلاديمير بوتين، الذي يخوض بصفته رئيس مجموعة فاغنر العسكرية صراع نفوذ مع وزارة الدفاع الروسية، قال: "نحن (فاغنر) لدينا 10-15% فقط من القذائف التي نحتاج إليها"، محمّلاً قيادة الجيش الروسي مسؤولية ذلك.
كما توقع يفغيني بريغوجين أن تشنّ أوكرانيا هجوماً مضاداً في منتصف مايو/أيار. وقال في هذا الصدد إن "الهجوم المضاد يمكن أن يصبح مأساة لبلدنا".
في تصريح سابق، هدد رئيس مجموعة فاغنر، بسحب جزء من مسلحيها من جبهة باخموت، في حال عدم تسليم الجيش الروسي الذخيرة اللازمة، في الوقت الذي تواجه الميليشيا خسائر تصل إلى ما يقرب من 65% من مجنديها الجدد.
حيث قال بريغوجين في مقابلة مع الصحفي الروسي سيميون بيغوف، السبت 29 أبريل/نيسان 2023، إن مقاتلي فاغنر فرضوا سيطرتهم على معظم مدينة باخموت، مشيراً إلى وجود نقص في الذخيرة لديهم.
بينما أعلنت أوكرانيا مؤخراً أنها بصدد الانتهاء من الاستعدادات لشنّ هجوم مضاد. وقال حاكم منطقة بريانسك في غرب روسيا، الأحد، إن أوكرانيا قصفت قرية حدودية، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 2 آخرين.
في اليوم السابق، استُهدف مستودع للوقود في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، ويشتبه في أنه هوجم بطائرة مسيّرة.
تمهيد لـ"هجوم مضاد" ضد موسكو
قالت متحدثة باسم الجيش الأوكراني إن تدمير قدرات الإمداد والتموين الروسية يمثل أحد عناصر الاستعداد للهجوم الأوكراني المضاد المتوقع ضد روسيا، وذلك بعد أن دمر حريق مستودع وقود روسياً كبيراً في شبه جزيرة القرم.
وبينما لم تقر كييف صراحة باستهداف منشأة تخزين الوقود في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم؛ قالت القيادة العسكرية الأوكرانية إن "حريقاً" دمر 10 صهاريج نفط بسعة 40 ألف طن تقريباً.
كما حمّل حاكم مدينة سيفاستوبول، الذي عينته موسكو، أوكرانيا، مسؤولية الحريق، وقال لاحقاً إن الحريق أُخمد قبل وقوع كارثة.
قالت السلطات المحلية إن أنظمة الدفاع الجوي صدت هجمات صاروخية في الساعات الأولى من صباح الإثنين بمنطقة كييف، وذلك بعد إنذارات من أجهزة الطوارئ بشأن غارات جوية في أنحاء أوكرانيا.
فيما قالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية لأوكرانيا، إن الحريق سبب قدراً كبيراً من "القلق" في الجيش الروسي.
كما نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن هومينيوك قولها للتلفزيون الوطني، اليوم الأحد: "قدرات الإمداد والتموين للعدو تتعرض للتدمير… هذا العمل يعد تحضيراً لهجوم كبير واسع النطاق يتوقعه الجميع". وأضافت: "لذلك يشعر العدو أن موارده تدمر وبدأ في المناورة".
بينما قالت أوكرانيا الجمعة الماضية إنها بصدد إنهاء الاستعدادات للهجوم المضاد ضد القوات الروسية، لكن المسؤولين لم يحددوا موعداً لذلك. وقالت كييف إنها تأمل في أن يغير هجومها المضاد المخطط اتجاهات الحرب التي اندلعت إثر غزو روسيا لأوكرانيا قبل 14 شهراً.