لم يكن خوسيه لويس تشيلافيرت مجرد حارس مرمى يبرع في التصدي للتسديدات القوية والبعيدة، ويحمي عرينه من الأهداف فقط، بل تعدى ذلك إلى تسجيلها، حيث هز شباك المنافسين عشرات المرات طوال مسيرته الاحترافية، ووصل به الأمر لتسجيل "هاتريك" في مباراة واحدة.
معلومات عن تشيلافيرت الحارس الهداف
بدأ تشيلافيرت مشواره مع كرة القدم عام 1980، مع فريق متواضع من باراغواي وهو سبورتيفو لوكينو، الذي كان ينشط في مسقط رأسه لوكي.
وبعد عام من ذلك سجّل حارس المرمى أول أهدافه، ثم أحرز 3 أهداف في نفس الموسم ليتم اعتماده أحد المتخصصين بتسديد الضربات الثابتة في الفريق.
وفي عام 1984، انتقل تشيلافيرت إلى غواراني، ومعه ذاق حلاوة المجد ليساعده على التتويج بلقب الدوري في باراغواي.
كانت محطة غواراني هي الأخيرة لتشيلافيرت في باراغواي، ليرحل عن البلاد ولم يعد إليها كلاعب محترف حتى نهاية مسيرته الاحترافية.
من غواراني رحل تشيلافيرت إلى سان لورينزو الأرجنتيني، ثم سافر إلى إسبانيا ليدافع عن ألوان ريال سرقسطة، ثم عاد إلى الأرجنتين مع بوابة فيليز سارسفيلد.
حزم تشيلافيرت حقائبه نحو أوروبا مجدداً، وهذه المرة إلى فرنسا، ليرتدي قميص ستراسبورغ، ثم انضم إلى بينارول في أورغواي، قبل أن يعتزل مع سارسفيلد عام 2004.
وكانت مرحلة سارسفيلد هي الفترة الأطول والأنجح لتشيلافيرت، ليس على الصعيد الجماعي فقط، بل أيضاً من الناحية الشخصية، حيث سجل 48 هدفاً في 341 مباراة.
ونجح تشيلافيرت في تسجيل ثلاثة أهداف (هاتريك) في مباراة واحدة، وذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 1999، خلال مباراة سارسفيلد وفيريرو في الدوري الأرجنتيني.
9 بطولات في مسيرة تشيلافيرت
خلال هذه المسيرة الطويلة، رفع تشيلافيرت 9 ألقاب، منها 7 مع سارسفيلد، هي الدوري الأرجنتيني (4)، كوبا ليبارتادوريس (1)، وكأس الإنتركونتيننتال (1)، ريكوبا سود أمريكانا (1)، أما اللقبان المتبقيان فهما الدوري في أوراغواي (1)، وكأس فرنسا مع ستراسبورغ (1).
ويُعد تشيلافيرت واحداً من أبرز حراس المرمى الذين يتمتعون بمهارات عالية في اللعب بالقدمين، وهو أمر لم يكن منتشراً كثيراً في القارة الأوروبية.
ويؤمن تشيلافيرت أن على حارس المرمى إتقان اللعب بقدميه مثل يديه، ومن أجل ذلك أمضى ساعات طويلة في التدرب على تسديده الكرة، حيث كان يسدد بانتظام ما بين 80 و120 ركلة حرة بعد التدريب، وفق موقع goal العالمي.
واستعاد تشيلافيرت ذكريات البداية في تصريحات لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا": قائلاً: "كان الكثير من الناس ضد ذلك، عندما بدأت في الخروج بقدمي بالكرة عام 1988 أثناء وجودي مع ريال سرقسطة، كان المشجعون يفزعون، ثم يصرخون في وجهي ويطالبونني بالعودة إلى المرمى".
وأضاف: "أما أنا فكنت أرى في ذلك وسيلة لمساعدة الفريق على الفوز، إذا كان لدى أي فريق حارس مرمى يجيد التسديد فيجب الاستفادة منه".
وأوضح تشيلافيرت: "لم أولِ اهتماماً بما يقوله الناس، كنت أثق في قدراتي، وبعد فترة أعطتني الأندية حق تسديد ضربات الجزاء والركلات الحرة".
سجل هدفاً في أول مباراة دولية
ودافع تشيلافيرت عن ألوان منتخب بلاده باراغواي في 74 مباراة، تمكن خلالها من تسجيل ثمانية أهداف، فضلاً عن قيامه بواجبه الأساسي بالتصدي للكثير من الفرص المحققة للتسجيل.
سبعة من تلك الأهداف الثمانية، أحرزها تشيلافيرت في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لنسخ 1990، 1994، 1998، 2002، بينما سجل الثامن في بطولة كوبا أمريكا 1997.
اللافت أن تشيلافيرت سجل هدفه الدولي الأول، في أول ظهور له مع المنتخب، وحدث ذلك يوم 27 أغسطس/آب 1989، حين هز عبر ركلة جزاء شباك كولومبيا في الدقيقة 90+6 من المباراة التي فاز فيها باراغواي بنتيجة 2-1، في تصفيات مونديال إيطاليا 1990.
وامتدت مسيرة تشيلافيرت مع منتخب باراغواي لمدة 14 عاماً، ظهر خلالها في نهائيات كأس العالم مرتين (1998، 2002)، وفي بطولة كوبا أمريكا 3 مرات (1993، 1997، 2001).
ويُعد تشيلافيرت أول حارس مرمى في تاريخ نهائيات كأس العالم يسدد ركلة حرة مباشرة خلال إحدى المباريات، حيث فعل ذلك في لقاء باراغواي وبلغاريا في دور المجموعات من مونديال فرنسا.
تقدّم تشيلافيرت لتنفيذ الضربة الحرة المباشرة، القريبة من منطقة الجزاء، وسددها بطريقة رائعة، وكاد يضعها في الشباك، لكنه اصطدم بتألق نظيره البلغاري زدرافكو زدرافكوف.
67 هدفاً رصيد تشيلافيرت
وفي مجمل مسيرته الاحترافية مع الأندية والمنتخب، سجل تشيلافيرت 67 هدفاً، أعظمها على الإطلاق ذلك الهدف الذي هز فيه شباك ريفر بليت من مسافة 60 متراً.
علّق تشيلافيرت على هذا الهدف بالقول: "سجل بعض اللاعبين أهدافاً من مسافات بعيدة، لكن ذلك كان بالصدفة في العادة".
وأضاف: "لكن هدفي كان مختلفاً"، وتابع ضاحكاً: "لمحت بورغوس (حارس ريفر بليت) خارج منطقة الجزاء يشاهد الطيور بدلاً من التركيز على المباراة، لذلك بدأت في الجري وسددت الركلة الحرة المباشرة، اعتقدت أن الكرة كانت عالية جداً".
وختم: "لكن بعد ذلك بدأت في النزول بسرعة، وعندما حاول بورغوس اللحاق بها فات الأوان، ودخلت الكرة إلى الشباك، حتى لاعبو ريفر هنأوني، كان الأمر مميزاً جداً بالنسبة لي، حيث كان والدي يتعافى من جراحة في القلب، فأهديته الهدف".
وبعيداً عن كرة القدم، أعلن تشيلافيرت في السابع عشر من يونيو/حزيران 2022، الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في بلاده، وفي حال فوزه فيها فإنه سيكون أحد اللاعبين الذين ترأسوا بلادهم إلى جانب الليبيري جورج ويا.
وأكد تشيلافيرت، البالغ من العمر 57 عاماً، أنه سيخوض انتخابات الرئاسة في باراغواي كمرشح مستقل.