دارفور على شفا حرب أهلية.. فراغ أمني ونهب وحرق للمنازل مع استمرار المواجهات بالسودان

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/30 الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/30 الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش
مقاتلون من حركة تحرير السودان في إقليم دارفور غرب السودان، أرشيفية/ Getty

بعد تعثّر وقف إطلاق النار في العاصمة السودانية، أدى القتال المستمر منذ أسبوعين بين جيش البلاد وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى إشعال أعمال العنف في دارفور، وهي منطقة خرّبها عقدان من صراع الإبادة الجماعية الذي خلّف ما يصل إلى 300 ألف قتيل.

حيث تسبّب القتال أيضاً في حدوث فراغ أمني في دارفور، استغلته الميليشيات والقبائل المسلحة؛ ما أثار مخاوف من اندلاع صراع واسع النطاق ووحشية، في منطقة واجهت موجة من الهجمات العشوائية ضد المدنيين في السنوات الأخيرة، وفق ما ذكرته صحيفة The New York Times الأمريكية، السبت 29 أبريل/نيسان 2023.

نهب وحرق للمنازل في دارفور

فقد نهبت الجماعات المسلحة في دارفور مرافق الرعاية الصحية وأحرقت المنازل، بينما اشتعلت النيران في الأسواق. وبدأ المدنيون هناك في تسليح أنفسهم ضد الميليشيات المقتحمة وضد قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية تقاتل الجيش السوداني.

قال أحمد قوجة، مراقب حقوق الإنسان في نيالا، أكبر مدن دارفور: "التوترات والاقتتال اللذان نواجههما يمكن أن يؤديا إلى حرب أهلية".

خلّف الصراع الأوسع في السودان بين الفصيلين المتحاربين أكثر من 500 قتيل و4500 جريح، منذ اندلاع القتال في الخرطوم في 15 أبريل/نيسان. وفرّ عشرات الآلاف من البلاد، وهي محاولة محفوفة بالمخاطر في كثير من الأحيان للوصول إلى بر الأمان في البلدان المجاورة مثل مصر وتشاد وإثيوبيا.

فقد تصاعدت التوترات منذ عقود بين الجماعات العرقية العربية والإفريقية في دارفور، لكن عدم الاستقرار الأخير يعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما جنّد الديكتاتور السابق للبلاد، عمر حسن البشير، والجيش السوداني، مقاتلين عرباً يُعرَفون باسم الجنجويد، لسحق الجماعات غير العربية المتمردة على الدولة.

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان، المعروف باسم حميدتي، ينحدر من دارفور، ويخشى المحللون أنه قد يحاول اللجوء إلى منطقته الأصلية إذا هزم الجيش السوداني قواته في الخرطوم.

بينما تفاوت حجم العنف في أنحاء دارفور منذ اندلاع الصراع هذا الشهر. فقد عانت نيالا في جنوب دارفور، والفاشر في الشمال، من قتال عنيف في الأيام الأولى من الصراع. 

لكن في الأيام الأخيرة، انحسر القتال في كلتا المنطقتين، وفي نيالا ظهرت لجان مدنية محلية لفرض وقف إطلاق النار، على حد قول مراقب حقوق الإنسان في نيالا أحمد قوجة.

الوضع أخطر في الغرب

بينما يزداد الوضع خطورة في غرب دارفور، لا سيما في مدينة الجنينة، حيث أبلغت الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة عن مقتل ما لا يقل عن 100 مدني.

بحسب إدريس حسن الزهاوي، مراقب المجتمع المدني المحلي، اشتبك الجيش السوداني، الخميس 27 أبريل/نيسان، مع قوات الدعم السريع، وهاجمت الميليشيات عدة أحياء في المدينة. 

كما قال الزهاوي في رسالة صوتية: "لقد اتخذ الصراع هناك بعداً اجتماعياً"، في إشارة إلى التوترات المتزايدة بين المجموعات العرقية العربية والإفريقية.

فيما تعرض أحد المستشفيات الرئيسة في المنطقة للنهب، ولم يتمكن موظفو منظمة أطباء بلا حدود، الذين يعملون في المستشفى، من الوصول إليه. وأضافت المنظمة، في بيان، أنها اضطرت إلى قطع معظم أنشطتها في غرب دارفور.

وفقاً للأمم المتحدة، عبر أكثر من 20 ألف شخص من دارفور إلى تشاد المجاورة منذ بداية الصراع، ولجأ 3000 آخرون إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.

لكن المنظمات الإنسانية تتوقع تدفقاً أكثر حدة للاجئين في الأسابيع المقبلة، إذ تقول الأمم المتحدة إنَّ ما يصل إلى 270 ألف شخص يمكن أن يعبروا الحدود إلى تشاد وجنوب السودان إذا استمر العنف والقتال.

تحميل المزيد