هزَّت ضربات جوية وقصف مدفعي الخرطوم، الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، في آخر أيام الهدنة الهشة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إذ قصف الجيش أرتالاً من قوات الدعم السريع المتحركة من الغرب إلى الخرطوم، فيما تصاعدت أعمدة دخان في أحد فروع البنك المركزي السوداني وسط العاصمة، تزامناً مع تواصل إجلاء آلاف الأجانب من السودان.
ودمّر الجيش السوداني فجر الأحد أرتالاً للدعم السريع جنوب الزريبة بولاية شمال كردفان، والمويلح فتاشه غربي أم درمان، وفقاً لبيان الجيش على صفحته على "فيسبوك"، مشيراً إلى أنه دمر أيضاً رتلاً في منطقة فتاشه "كان بصدد إسناد قوة المتمردين المتحركة بشارع الصادرات".
البيان أضاف: "نواصل رصد تحركات أرتال العدو المتحركة من الغرب إلى العاصمة، ما يؤكد استمراره في انتهاك الهدنة".
وتابع البيان: "المتمردون حوّلوا مستشفى شرق النيل إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح، ومركز قيادة للعمليات، والاستمرار في العمل العدائي بعد إخلائه من المرضى، بما فيهم الحالات الحرجة بالعناية المكثفة".
وتبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة، التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، في منتصف الليل.
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان عبر تويتر: "الانقلابيون هاجموا بالمدافع والطائرات مواقع تمركز قواتنا في عدد من المناطق بولاية الخرطوم، ويستعدون منذ أمس للهجوم على قواتنا في الحلفايا وأم درمان".
وأكد الدعم السريع "التزام قواته بالهدنة الإنسانية المعلنة، لفتح مسارات آمنة وتسهيل عملية إجلاء الرعايا الأجانب".
حريق بفرع بنك السودان المركزي
يأتي ذلك فيما أظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، حريقاً في فرع للبنك السوداني المركزي، وسط استمرار الاشتباكات في منطقتي المهندسين وصالحة بالخرطوم.
ولم تكشف السلطات الرسمية عن تفاصيل هذا الحريق، الذي اندلع صباح اليوم الأحد في مقر البنك المركزي السوداني، أو تنفيه، كما لا توجد معلومات حول الجهة التي نفذته.
ولدى بنك السودان المركزي 17 فرعاً، مقسمة في ولايات السودان المختلفة.
ارتفاع ضحايا المدنيين
وتسببت المعارك منذ بدايتها، منتصف أبريل/نيسان 2023، في مقتل 425 مدنياً وإصابة 2091 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها نقابة أطباء السودان الأحد 30 أبريل/نيسان.
بينما نزح حوالي 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة: مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.
تواصُل إجلاء الأجانب
وحول عمليات إجلاء الأجانب من السودان، أعلنت وزارة الدفاع الصينية إجلاء 940 شخصاً من رعاياها من السودان، وسط اشتباكات مستمرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
وقال متحدث الوزارة تان كيفي، في بيان "إن سفينتين تابعتين لجيش التحرير الشعبي الصيني نقلتا المواطنين الصينيين الـ940 و231 أجنبياً إلى ميناء في جدة بالمملكة العربية السعودية، من الأربعاء إلى السبت".
كما أجرت الولايات المتحدة، السبت، أول عملية إجلاء لرعاياها العالقين في السودان بسبب المعارك الدائرة منذ نحو أسبوعين.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مئات الأمريكيين الهاربين من الأعمال القتالية في السودان وصلوا ميناء بورتسودان شرقي البلاد، في أول عملية إجلاء تجريها الولايات المتحدة، بعد استكمال رحلة برية محفوفة بالمخاطر تحت حراسة طائرة مسيّرة مسلحة.
فيما أفاد إعلام سعودي، مساء السبت، بـ"وصول طائرة إيرانية إلى جدة غربي المملكة، لنقل رعايا لطهران أجلتهم السعودية من السودان"، وسط أزمة سودانية لا تزال تتصاعد.
ونقلت قناة العربية السعودية، في نبأ عاجل "وصول طائرة إيرانية إلى جدة لنقل رعايا إيرانيين، أجلتهم سفينة سعودية من السودان"، دون تفاصيل أكثر.
وفي 22 أبريل/نيسان الجاري، بدأت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، وشرعت أكثر من 50 دولة بعمليات الإجلاء، إما براً، لا سيما عبر مصر وإثيوبيا، أو بحراً عبر ميناء بورتسودان، أو جواً.