ممثلون عن حماس عادوا من القاهرة، ونتنياهو يدعو وزراءه لاجتماع.. كواليس التحضير لصفقة بين الحركة وإسرائيل!

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/02 الساعة 21:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/05 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
Palestinian protestors stand in front of an Israeli tank during a protest next to Gaza's border with Israel, east of Khan Younis, Gaza Strip, Tuesday, April 3, 2018. Israel's defense minister said Tuesday that the military will not change its tough response to Hamas-led mass protests, warning that those who approach the border are putting their lives at risk. Eighteen Palestinians were killed by Israeli fire last Friday, the first day of what Hamas says will be six weeks of intermittent border protests against a stifling blockade of the territory. (AP Photo/Khalil Hamra) NYTCREDIT: Khalil Hamra/Associated Press

ممثلون عن "حماس" عادوا من القاهرة، وبنيامين نتنياهو يلغي سفره ويدعو وزراءه لاجتماع عاجل، هذه بعض من كواليس التحضير لصفقة بين الحركة وإسرائيل

 وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس 2 أغسطس/آب 2018، إلغاء رحلته المقررة إلى كولومبيا، قائلاً إنَّ السبب هو "الوضع في الجنوب".

وكشفت صحيفة Haaretz الإسرائيلية أن إلغاء الرحلة يتزامن مع تقارير عن تحقيق تقدُّم في المحادثات بين إسرائيل وقيادة "حماس" بقطاع غزة، بوساطةٍ من مصر والأمم المتحدة، في محاولةٍ للوصول إلى اتفاقٍ بين الطرفين.

مجلس الوزراء الإسرائيلي مدعوٌّ لاجتماع هام لبحث الهدنة مع غزة

ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الأحد 5 أغسطس/آب 2018؛ لمناقشة جهود تلك المفاوضات مع "حماس".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها القناة العاشرة الإسرائيلية، الخميس، إن "الكابينت سيجتمع برئاسة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ لبحث الجهود التي تقوم بها مصر ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف للوصول إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة".

وعادة ما يجتمع "الكابينت" من أجل اتخاذ القرارات الهامة.

ويوم الأحد 29 يوليو/تموز 2018، تحدث نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، عن المحادثات، واحتمالية التوصل إلى اتفاق لاستعادة الهدوء بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واصفاً إياها بـ"الإيجابية".

وقد التقى ملادينوف، يوم الأحد، وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة، وتحدث معه عن العنف الدائر مؤخراً في غزة والضفة الغربية، والأزمة الاقتصادية الحادة بغزة، وجهود المصالحة الفلسطينية بين حركة حماس في غزة وحركة فتح، التي تسيطر على السلطة الفلسطينية الموجودة بالضفة الغربية.

وكان ميلادنوف أعلن في سلسلة تغريدات على حسابه بـ"تويتر"، في الأيام الأخيرة، عن اجتماعات "بنّاءة" عقدها في إسرائيل ومصر وغزة ورام الله؛ "لوقف التدهور في غزة، وحل القضايا الإنسانية".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ألغى زيارة خارجية، بعد أنباء عن تطورات في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" حول الأوضاع الإنسانية في غزة.

وقالت وسائل الإعلام، وضمنها الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس"، إن نتنياهو ألغى زيارة مخططة إلى كولومبيا في أميركا الجنوبية، بعد الإشارة إلى "التطورات في الجنوب".

وكان آخر زيارة لنتنياهو إلى أميركا اللاتينية في سبتمبر/أيلول 2017، حينما زار الأرجنتين.

مصر تسعى لوقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني

وتقوم مصر باتصالات مكثفة مع الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس" بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وسماح إسرائيل بتنفيذ مشاريع في القطاع تُبعد شبح الأزمة الإنسانية.

وضمن جهوده، بالتعاون مع مصر ودول عربية أخرى، لتقديم مقترح لإنهاء العنف الدائر، التقى ملادينوف يوم السبت 28 يوليو/تموز 2018، ممثلين عن حركة حماس في غزة بعد لقائه مع نتنياهو ووزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، زعيم الحزب اليميني الإسرائيلي "البيت اليهودي".

ومن المقرر أن يسافر نتنياهو آخر هذا الشهر (أغسطس/آب 2018) إلى ليتوانيا وكرواتيا؛ لمقابلة قادة دول أوروبا الشرقية.

لذلك قام وفد من حركة حماس بزيارة القاهرة للتباحث

ومبكراً الخميس 2 أغسطس/آب 2018، أفادت تقارير إعلامية بأنَّ وفداً من كبار أعضاء حركة حماس متوجِّهٌ إلى القطاع؛ لمواصلة النقاش حول المقترح المصري الخاص بالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

ووصل قطاع غزة، قادماً من مصر، مساء الخميس، وفد من حركة حماس من خارج فلسطين برئاسة صالح العاروري، نائب رئيس الحركة، عبر معبر رفح البري.

وأفاد مراسل وكالة الأناضول بأن "وفداً من قيادات حركة حماس في الخارج وصل إلى قطاع غزة، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، وعضوية كل من موسى أبو مرزوق وعزت الرشق وحسام بدران".

وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها "العاروري" و"الرشق"، و"بدران" قطاع غزة. وفي وقت سابق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن وفداً قيادياً من الضفة الغربية وخارج فلسطين سيصل إلى قطاع غزة الخميس 1 أغسطس/آب 2018.

ممثلون عن
ممثلون عن "حماس" عادوا من القاهرة

وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة، في تصريح لصحيفة الرسالة (تابعة لحماس): "الوفد سيصل إلى غزة للتشاور في قضايا تهم شعبنا الفلسطيني، وعلى رأسها تحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة وإنهاء حصار غزة".

ووجّه برهوم شكره لـ"الجهود التي بُذلت -وما زالت- من أجل إنهاء الحصار عن غزة، خصوصاً الجهود المصرية، في التخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني والوصول للمصالحة على قاعدة تطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقاً".

وأكد حرص حركته "على وحدة الشعب وإنجاح كل الجهود، وعلى رأسها الجهود المصرية في تحقيق المصالحة على قاعدة الشراكة الوطنية والاتفاقات السابقة، خصوصاً اتفاق القاهرة 2011 ومخرجات لقاء بيروت 2017".

وبيّن أن رغبة "حماس" تتمثل "بالوصول مع الفصائل كافة إلى نظام سياسي واحد يشمل الكل الوطني".

وتصاعدت حدة التوتر في الشهور القليلة الماضية على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية أخرى "حماس" منظمة إرهابية. ونشبت 3 حروب بين إسرائيل و"حماس" منذ عام 2008، وكان آخرها في 2014.

وهو ما نتج عنه تهدئة مشروطة للاحتجاجات الحدودية من جانب قطاع غزة

وهدأت قليلاً الاحتجاجات الحدودية التي تخرج كل يوم جمعة منذ 30 مارس/آذار 2018، لكن المنظِّمين تعهدوا بالاستمرار حتى ترفع إسرائيل العقوبات الاقتصادية عن القطاع.

وقُتل ما لا يقل عن 155 فلسطينياً بالاحتجاجات، في حين قُتل جندي إسرائيلي برصاص قناص في غزة.

وخسرت إسرائيل قطاعات من الأراضي الزراعية والغابات؛ بسبب حرائق سبَّبتها الطائرات الورقية وبالونات الهيليوم التي يتم تحميلها بمواد حارقة وإطلاقها من غزة.

وقالت إسرائيل الأربعاء 1 أغسطس/آب 2018، إنها ستوقف شحنات الوقود والغاز إلى قطاع غزة.

وصرح وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، الخميس 2 أغسطس/آب 2018، بأن هذه الخطوة جاءت رداً على استمرار العنف عبر الحدود رغم تأكيدات من مصر، التي تحاول التوسط في هدنة، بأنه سينتهي.

وأعادت إسرائيل، الخميس، تشديد الحصار على قطاع غزة، ومنعت تسليم شحنات الوقود للفلسطينيين عبر معبر كرم أبو سالم، رداً على الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها فلسطينيون عبر الحدود نحو جنوب إسرائيل، وفي إشارة إلى أن التهدئة قد تكون في طريقها الى الانتهاء.

وتصاعد التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة منذ 30  مارس/آذار 2018، عندما بدأ الفلسطينيون بتنظيم "مسيرات العودة"؛ لتأكيد حق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم وبيوتهم التي هجِّروا منها عام 1948 لدى قيام دولة إسرائيل، وللمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2006.

وتتخلل التظاهرات المتكررة على حدود قطاع غزة مواجهات قُتل فيها منذ مارس/آذار 2018، 157 فلسطينياً وجندي إسرائيلي.

والشهر الماضي (يوليو/تموز 2018)، عاد الوضع العسكري إلى الاشتغال مرتين في حادثتين منفصلتين؛ الأولى في 14يوليو/تموز، وشهدت شن عشرات الغارات الإسرائيلية التي أودت بحياة فلسطينيَّين، في حين تم إطلاق نحو 200 صاروخ وقذيفة مورتر من القطاع نحو إسرائيل.

وكان هذا أخطر تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين في غزة منذ حرب 2014.

وفي 20 يوليو/تموز، شنت إسرائيل أيضاً موجة من الغارات على القطاع بعد مقتل جندي عند الحدود، وقتلت 3 مسلحين من "حماس".

وأسهمت مصر والأمم المتحدة في رعاية وقف لإطلاق النار  بعد التصعيد في 20 يوليو/تموز، ما أسهم في خفض التوتر.


تقديم المساعدة لغزة وتنمية اقتصادها ومفاوضات دبلوماسية شاملة.. هذه شروط القاهرة للموافقة على "عملية السلام"

تحميل المزيد