دوّت انفجارات قوية بالعاصمة السودانية الخرطوم، السبت، 29 أبريل/نيسان 2023، جراء القصف المدفعي والجوي المتزايد بصورة عنيفة في عدة مناطق من المدينة. وبحسب وسائل إعلام محلية، تجددت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي في الخرطوم. في الوقت نفسه أعلن وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، العمل مع الجيش وقوات "الدعم السريع" وعدد من المنظمات؛ من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد.
فيما قال شهود عيان للأناضول، إن أصوات قصف مدفعي قوي ومكثف تُسمع في شمال مدينة بحري في حي "كافوري" بالخرطوم. وذكر الشهود أن المناطق التي يمر بها جسر "الحلفايا" الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان (بمحافظة العاصمة السودانية)، تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع"، وخاصة أحياء "الحلفايا" شمالي مدينة بحري.
اندلاع اشتباكات في السودان
كذلك اندلعت اشتباكات عنيفة في حي برّي شرقي الخرطوم، وهو أقرب الأحياء السكنية لمقر القيادة العامة للجيش السوداني، بحسب الشهود.
تأتي هذه التطورات رغم توافق الجيش و"الدعم السريع" ليلة 24 أبريل/نيسان الجاري، على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية ـ سعودية، وتجديدها ليلة الخميس.
يذكر أنه ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجّه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
مساعٍ لتثبيت وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم
في سياق متصل، أعلن وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، السبت، العمل مع الجيش وقوات "الدعم السريع" وعدد من المنظمات من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد.
قال إبراهيم الذي يرأس أيضاً حركة "العدل والمساواة"، في تغريدة: "نعمل مع طرفي القتال وعدد من المنظمات (لم يذكرها) لتثبيت وقف إطلاق النار من أجل الوضع الإنساني". وتابع: "هناك جثث على الأرض وجرحى يحتاجون للوصول إلى المستشفيات". وذكر الوزير أن "العاملين في المجال الصحي يحتاجون الوصول إلى المستشفيات لأداء عملهم".
في حين أنه ورغم توافق الجيش السوداني والدعم السريع ليلة 24 أبريل/نيسان على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية – سعودية، وتجديدها ليلة الخميس، فإن الاشتباكات بين الطرفين اندلعت مجدداً، صباح السبت.
تزايد ضحايا القتال في السودان
في الوقت نفسه فقد أعلنت وزارة الصحة السودانية، السبت، ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات في البلاد إلى 528 قتيلاً و4599 مصاباً منذ بداية المعارك منتصف أبريل/نيسان 2023.
كما قالت الوزارة في بيان: "جملة الوفيات بلغت 528 والإصابات 4599 إصابة تم تسجيلها بكل المستشفيات في ولايات البلاد (18 ولاية) في الفترة من 15 إلى 27 أبريل الجاري". وأشارت إلى أن عدد الولايات التي تأثرت بالاشتباكات بلغت 12 ولاية.
كانت "الصحة" قد أعلنت الأربعاء، مقتل 512 شخصاً وإصابة 4193 آخرين جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
قوات الدعم السريع تستهدف الجيش السوداني
ميدانياً، قالت قوات "الدعم السريع" في بيان، السبت، إنها "أسقطت طائرة حربية من طراز (ميغ) تتبع للجيش السوداني". وأفاد البيان: "تمكنت قوات الدعم السريع بأم درمان اليوم (السبت)، من إسقاط طائرة حربية طراز ميغ تتبع للجيش"، دون مزيد من التفاصيل.
فيما لم يصدر تعليق فوري من الجيش بشأن ذلك حتى الساعة 14:45 ت.غ.
من جهته، قال الجيش السوداني، السبت، إنه أحبط محاولة "فاشلة من قبل المتمردين وأعوانهم للاستيلاء على الحكم". وأضاف في بيان: "ما جرى إحباطه خلال الأسبوعين الماضيين كان محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وبغطاء سياسي كامل وهو في الحقيقة كان مشروعاً لاختطاف الدولة السودانية بكل تاريخها لصالح مشروع حكم ذاتي لشخص واحد".
أردف: "فشلت كل محاولات المتمردين (في إشارة إلى قوات الدعم السريع) وأعوانهم من عملاء الداخل والخارج (لم يسمهم) في التسويق لمشروعهم القائم على خداع الناس وتزييف الحقائق وشراء الذمم". وأشار البيان إلى أن "القنوات الفضائية (دون تحديد) أسفرت عن وجهها الحقيقي المعادي للقوات المسلحة، ومن حسنات الأزمات تمايز الصفوف".
تابع أن الجيش "يعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتتمكن الشرطة وبقية أجهزة الدولة من استئناف عملها وعودة الحياة لطبيعتها بأسرع وقت ممكن". وجدد البيان نداءات القيادة العامة للمتمردين بأن يتوقفوا ويسارعوا إلى التسليم لأقرب منطقة عسكرية والانضمام لصفوف القوات المسلحة.
كانت الاشتباكات قد تجددت بمناطق متفرقة في الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة مساء الخميس بين الطرفين لمدة 72 ساعة، بناء على مساعٍ أمريكية سعودية. ويتبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية والقيام بعمليات عسكرية في العاصمة الخرطوم.