قال الجيش السوداني، السبت، 29 أبريل/نيسان 2023، إن القوات المسلحة لن تكون رافعة لأي كيان للانقضاض على السلطة، بل ملتزمة بالعملية السياسية التي تقود إلى قيام السلطة المدنية، في حين رأى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات، رغم نفيهما قبول التفاوض وخرقهما الهدن المتتالية.
وفي بيان مقتضب للجيش السوداني على صفحته "فيسبوك"، قال: "القوات المسلحة لن تكون رافعة لأي كيان أو حزب أو جماعة للانقضاض على السلطة، وهي ملتزمة بالعملية السياسية التي تقود إلى قيام السلطة المدنية".
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات، وأقرا بأن الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر.
ونقلت رويترز عن المبعوث، فولكر بيرتس، إن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية، أو في جوبا بجنوب السودان، لكنه استطرد قائلاً إن ثمة سؤالاً عملياً حول إذا ما كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين "للجلوس معاً فعلياً"، مضيفاً أنه لم يُحدد جدولاً زمنياً لإجراء محادثات.
وبدت احتمالات إجراء مفاوضات بين قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي، واهية حتى الآن.
والجمعة، قال قائد الجيش في مقابلة إنه لن يجلس أبداً مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، ووصفه بأنه "زعيم التمرد"، بينما قال حميدتي إنه لن يُجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال.
وقُتل المئات منذ 15 أبريل/نيسان 2023، حينما تفجّر صراع طويل على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع متحولاً إلى قتال.
وأشار بيرتس إلى أنه قال لمجلس الأمن إن كلاً من الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وذلك خلال أحدث إفادة منذ يومين، لكنه قال أيضاً إن المواقف تتغير.
كما أضاف "يعتقد كلاهما أنه سينتصر، لكن كليهما أكثر انفتاحاً نوعاً ما على المفاوضات. لم تكن كلمة 'مفاوضات' أو 'محادثات' حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك".
وذكر بيرتس أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه "الاستسلام أو الموت"، يقولان أيضاً "حسناً، إننا نتقبّل… شكلاً ما من المحادثات".
وتابع "أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر".
وبينما يشن الجيش ضربات جوية يومية، ويقول إنه لا يزال يسيطر على المنشآت المهمة، يقول السكان إن قوات الدعم السريع لديها وجود قوي على الأرض في العاصمة الخرطوم.
وتسبب القتال بين الطرفين في إلحاق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء والمياه والاتصالات، واجتاحت أعمال النهب الشركات والمنازل. وفرّ عشرات الآلاف من السودانيين إما إلى بلدات أخرى، أو إلى الدول المجاورة.
إلى ذلك، قال بيرتس إن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات التي وافق الطرفان عليها عدة مرات، لكنها فشلت في إيقاف القتال.
وطُرحت جدة كمكان للمحادثات "العسكرية الفنية"، بينما طُرحت جوبا في إطار مقترح إقليمي من دول شرق إفريقيا كساحة للمحادثات السياسية.
وأوضح بيرتس أن علامات على قرب اندلاع صراع كانت ظاهرة في بداية أبريل/نيسان، إذ كافح الوسطاء الدوليون والمحليون لتخفيف حدة التوتر، لكنهم اعتقدوا أن "وقف تصعيد مؤقت" تحقق في الليلة السابقة لاندلاع القتال.