أعلن قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رفضه الجلوس مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، واصفاً قواته بـ"المتمردة على الدولة"، لكنه أشار إلى أنه طرح على "حميدتي" عرضاً يقضي بتنحي كليهما عن المشهد، لكنه "رفض ذلك".
جاء ذلك في مقابلة لقائد الجيش، أجرتها معه قناة الحرة الأمريكية، الجمعة، 28 أبريل/نيسان 2023.
وتعيش مدن السودان، وخصوصاً العاصمة الخرطوم، منذ 15 أبريل/نيسان، اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.
وأوضح البرهان أنه قال لحميدتي: "إذا كانت مشكلتنا شخصية، فالحل أن يتنحى كلانا من منصبه"، وأضاف أن الأخير رفض هذا العرض.
فيما اتهم البرهان قوات الدعم السريع بـ"افتعال هذه الحرب بسبب رفضها الاندماج في القوات المسلحة".
وتحدّث قائد الجيش السوداني عن المبادرات الرامية لوقف القتال في البلاد، وأشار إلى أنه قد يوفد "ممثلاً لمبادرة إيجاد حل إذا قبل بها الطرف الآخر"، كما أكد البرهان أن "المبادرة الأمريكية جادة، ويمكن البناء عليها".
على الصعيد الميداني، اتهم البرهان "قوات الدعم السريع بانتهاك الهدنة منذ صباح الجمعة"، فيما نفى "سيطرة قوات الدعم السريع على المطار".
وقال البرهان إن قوات الجيش "تستهدف فقط نقاط ارتكاز قوات الدعم السريع ولا نستهدف الأحياء السكنية"، مبيناً أن طيران الجيش لا ينفذ طلعاته الجوية إلا حين يرصد تحركات لتلك القوات.
ونفى البرهان الاتهامات التي وجهتها قوات الدعم السريع، والمتعلقة باستعانة الجيش بجهات خارجية خلال المواجهات، مضيفاً بالقول: "إطلاقاً، ليست هناك أي جهة خارجية تتعاون معنا.. لا نريد أن يتم تدويل الصراع أو أن تتدخل فيه أطراف أخرى خارجية".
وفي رد على سؤال بشأن مصير الرئيس المخلوع عمر البشير بعد هروب معاونين له من السجن، قال البرهان إنه "موجود تحت الحراسة داخل السودان".
اشتباكات رغم الهدنة
وتجددت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الجمعة، في مدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم، رغم تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة بدأت منتصف الليلة الماضية.
حيث قالت مصادر إعلامية محلية إن "معارك عنيفة اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الريف الجنوبي لمدينة أم درمان"، وأفادت بأن "سلاح الطيران شارك في هذه المعارك".
من ناحيتها، نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو عبر صفحتها على فيسبوك تظهر فيه مجموعات من المسلحين، قالت إنه لمقاتليها من "داخل القصر الجمهوري".
وأفادت قوات الدعم السريع، في مقطع الفيديو الذي سُمع فيه دوي انفجارات، بأن "سلاح الطيران السوداني ما زال يواصل توجيه الضربات الجوية لهم".
وكانت "الدعم السريع" قالت في بيان سابق، إن قوات الجيش "خرقت الهدنة عبر شنها هجوماً على مواقعنا في قاعدة جبل أولياء (جنوب الخرطوم) ومدينة أم درمان".
من جانبه، أفاد الجيش السوداني في بيان، بأن "المتمردين باشروا منذ صباح الجمعة، شن هجوم فاشل على قواتنا في جبل أولياء".
كما ذكر الجيش أن قواته "تمكنت من التصدي للهجوم بنجاح، وتكبيد المهاجمين خسائر كبيرة وتدمير عدد من المركبات".
ومساء الخميس، أعلن الجيش السوداني والدعم السريع في بيانين، موافقتهما على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة إضافية، بناء على مساعٍ أمريكية-سعودية.
وفي منتصف ليلة 24 أبريل/نيسان الجاري أعلن الجيش و"الدعم السريع" موافقتهما على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية-سعودية تنتهي منتصف ليلة الخميس، بهدف "فتح ممرات إنسانية، وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين، وإجلاء البعثات الدبلوماسية".
منذ 15 أبريل/نيسان الجاري، تشهد مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.