تضاربت الأنباء في الساعات القليلة الماضية، حول مصير مساعد الملحق العسكري المصري في السودان، السيد محمد الحسين محمد الراوي، إذ أعلن الجيش السوداني في بيان رسمي، مقتل الدبلوماسي المصري على يد قوات الدعم السريع، في حين أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً نفت فيه الحادث برمته.
الجيش السوداني كان قد أعلن في بيان رسمي على صفحته في فيسبوك، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، مقتل مساعد الملحق العسكري المصري بالخرطوم، السيد محمد الحسين محمد الراوي، في أثناء مروره بسيارته في شارع السيد عبد الرحمن بالخرطوم، وقال الجيش إن قوات الدعم السريع هي التي ارتكبت هذه الجريمة.
وقال الجيش في بيانه، إن "القوات المسلحة السودانية إذ تترحم على روح الفقيد، وتعزي الشعب المصري الشقيق فيه، تدين بأشد عبارات الاستنكار استهداف ميليشيا الدعم السريع المتمردة لأرواح الناس بلا تمييز أو اعتبار، بما فيهم البعثات الدبلوماسية بالبلاد أو المدنيون، وما حادثة المواطن الفرنسي ببعيد".
في المقابل قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي على صفحتها في فيسبوك: "اتصالاً بما تناولته بعض وسائل الإعلام بشأن استشهاد مساعد الملحق العسكري المصري في الخرطوم، أكد السفير المصري في الخرطوم هاني صلاح، أن جميع أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بخير، بما في ذلك أعضاء مكتب الدفاع". وأكد السفير "استمرار البعثة والمكاتب الفنية المصرية في القيام بمهامهم وسط ظروف في غاية التعقيد".
إجلاء مصريين من السودان
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، إن إجراءات إجلاء عدد من المصريين من المناطق الآمنة بالسودان بدأت، وإنها تجري بالتنسيق مع السلطات السودانية. وأضاف البيان: "وتستمر قنصليتنا في الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلي بوادي حلفا في التنسيق مع المصريين الجاري إجلاؤهم من خلال بورتسودان ووادي حلفا".
كانت مصر قد حثت مواطنيها خارج الخرطوم على التوجه إلى قنصليتيها في بورتسودان ووادي حلفا بالشمال استعداداً لإجلائهم، وحثت رعاياها في الخرطوم على الاحتماء بمنازلهم حتى يتحسن الوضع.
وقالت إنه يجب تنفيذ عملية "محكمة وآمنة ومنظمة" لإجلاء مواطنيها البالغ عددهم عشرة آلاف في السودان. وأضافت أن أحد دبلوماسييها أُصيب بطلق ناري، دون الخوض في تفاصيل.
فيما قال مصدران أمنيان لـ"رويترز"، إن عدد المصريين الذين تم إجلاؤهم من السودان سواء براً أو جواً، بلغ ما يقرب من 500 مصري. وأكد المصدران استمرار وجود بعض موظفي السفارة المصرية بالسودان، وأضافا أن السفارة لم تعلق عملها حتى الآن.
السيسي يبحث ملف السودان مع ريشي سوناك
في سياق متصل فقد سبق أن قال أحمد فهمي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، الأحد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى الأحد، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، تناول الأحداث الجارية في السودان.
قال المتحدث إن الزعيمين عبّرا عن "القلق البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال في السودان"، كما تناولا "جهود إجلاء رعايا البلدين من السودان". وأضاف في منشور على فيسبوك، أن الرئيس المصري استعرض خلال الاتصال جهود مصر "من أجل تشجيع كافة الأطراف على التوصل لوقف لإطلاق النار، ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني".
كما قال إن السيسي أكد ضرورة "تفعيل الحوار والمسار السياسي بهدف تجنيب السودان النتائج الكارثية لهذا الصراع على استقراره".
يذكر أن الجيش المصري قد قال إن ثلاث طائرات تابعة له أعادت جنوداً مصريين كانوا في السودان إلى القاهرة، مضيفاً أن مجموعة منفصلة تضم عدداً من الجنود نُقلت إلى مقر السفارة المصرية بالخرطوم.
في حين قالت قوات الدعم السريع السودانية إنها احتجزت جنوداً مصريين بعدما اقتحمت قاعدة مروي الجوية بشمال السودان يوم السبت.