تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع محلية سودانية لقطات فيديو توثق خروج العشرات من المساجين من سجن كوبر الواقع شمالي السودان، الأحد، 23 أبريل/نيسان 2023، ويضم السجن عدداً من السجناء من قادة النظام السابق وعلى رأسهم عمر البشير الرئيس المعزول ونائبه علي عثمان محمد طه.
في حين تضاربت الأنباء بشأن خروج البشير وقادة النظام السابق بسبب خطورة الأوضاع الأمنية بحي كوبر والمناطق المجاورة. كما تداول ناشطون عدداً من الفيديوهات تظهر المساجين وهم يسيرون في شوارع منطقة كوبر وهم يرتدون زي السحن الأبيض.
خروج سجناء من سجون في السودان
في حين سبق أن تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن اقتحام سجن الهدى وإخراج المساجين. وخلال الأيام الماضية خرج آلاف المساجين من عدة سجون بالعاصمة الخرطوم "سجن الهدى بأم درمان وسجن سوبا جنوبي الخرطوم، ودار التائبات بأم درمان" بسبب انعدام الأكل والماء.
في سياق متصل، قال صحفي سوداني تحفظ على ذكر اسمه في اتصال مع "عربي بوست" إن الحديث عن خروج عمر البشير من سجن كوبر أمر غير صحيح، إذ إن الجيش السوداني لن يقدم على هذه الخطوة خوفاً من اتهامه باللجوء إلى الاسلاميين وفلول النظام السابق لدعمه في مواجهة حميدتي.
أشار الصحفي إلى أن من خرج من سجن كوبر هم السجناء الجنائيون فقط وأن سجن كوبر خاضع للمخابرات العسكرية ومن ثم فمن يتحكم في السجن هو الجيش السوداني، مشدداً على أن أطرافاً إقليمية ودولية تنتظر أي خطوة من جانب البرهان تخص تقاربه مع الإسلاميين أو نظام البشير من أجل "تجييش" النظام الدولي ضده؛ ما يرجح معه كفة دقلو في الصراع الدائر حالياً.
الدعم السريع ينتقد الجيش السوداني
من جانبها، أدانت قوات "الدعم السريع" ما وصفته بـ"إخلاء جميع سجناء سجن كوبر". وقالت في بيان: "كان واضحاً منذ بدء الحرب، والتداعيات التي سبقت ذلك أن قيادة الانقلاب والمتطرفين يريدون إدارة عجلة الزمان إلى الوراء باستعادة نظام الحكم في البلاد".
في حين ذكر أن "الدعم السريع تدين تنفيذ قادة الانقلاب عملية إخلاء بالقوة الجبرية لجميع السجناء المتواجدين بسجن كوبر الذي يضم جميع قادة النظام البائد". واعتبرت قوات الدعم السريع، أن "إجلاء السجناء من سجن كوبر تصرف يتنافى مع القوانين المحلية والإقليمية والدولية كافة".
كما حمّل البيان "قيادة القوات المسلحة الانقلابية (في إشارة إلى الجيش) المسؤولية كاملة عن تقويض ثورة الشعب التي ضحى من أجلها الشباب والشابات".
اشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم
يذكر أنه ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان اشتباكات بين الجانبين في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.
في حين أنه في عام 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.
كانت مصر، أعلنت في بيان للخارجية، مساء الأحد 23 أبريل/نيسان 2023 "بدء إجراءات إجلاء المواطنين من المناطق الآمنة بالسودان". وذلك وسط تواصل الاشتباكات السودانية بين قوات الجيش وعناصر "الدعم السريع". وأفادت الخارجية، في البيان ذاته، بأنها "بدأت إجراءات الإجلاء بالتنسيق مع السلطات السودانية"، دون تحديد عدد الأشخاص الذين تقوم بإجلائهم.
أضافت: "تستمر قنصليتنا في الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا في التنسيق مع المصريين الجاري إجلاؤهم".
كذلك كانت الخارجية المصرية، دعت في بيان سابق الأحد "مواطنيها الموجودين خارج مدينة الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة من بين مقر قنصليتها بمدينة بورتسودان ومكتبها القنصلي بمدينة وادي حلفا"، تمهيداً لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية".
تنبيهات للمصريين في السودان بالابتعاد عن الاشتباكات
كما دعت الوزارة "المصريين الموجودين بمدينة الخرطوم (التي تشهد معظم الاشتباكات) للبقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة، وبما يسمح بإجلائهم في إطار خطة الإجلاء الموضوعة لجميع المصريين في السودان".
في وقت سابق الأحد، كشف السفير أحمد أبو زيد متحدث الخارجية المصرية، في بيان أن عدد أفراد جالية بلاده بالسودان تتجاوز "الـ10 اَلاف مواطن". وأكد "إصابة أحد أعضاء السفارة المصرية بطلق ناري بالفعل"، دون تفاصيل بشأن حالته أو الجهة التي استهدفته.
أوضح أن هذا الاعتداء "يؤكد مرة أخرى ضرورة توخي أقصى درجات الحذر حفاظاً على سلامة مواطنينا وأعضاء بعثاتنا في السودان".
في حين وفي يوم السبت، بدأت عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، وأعلنت الخارجية السعودية في بيان، تنفيذها "عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعودياً، و66 أجنبياً من 12 دولة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون".
الجيش السوداني يتهم قوات الدعم باستهداف الدبلوماسيين
في سياق موازٍ اتهم الجيش السوداني، الأحد، قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية بارتكاب عدة "اعتداءات" على بعثات دبلوماسية أجنبية أثناء القيام بعمليات إجلاء من العاصمة الخرطوم. وذكر الجيش في بيان، أن "الدعم السريع" قامت "بالاعتداء اليوم (الأحد) على موكب إجلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان (شرق) وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة".
أضاف: "تمت سرقة السيارة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي أثناء تسوقه بعد إنزاله من عربته وهروبهم بها والاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار، مما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإخلاء".
تحدث البيان عن "إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص، إضافة إلى مهاجمة مقر البعثة في بري (وسط الخرطوم)". ولم يصدر على الفور تعليق من البعثات الأجنبية المذكورة على ما أورده الجيش السوداني.
من جانبها، أعلنت قوات "الدعم السريع"، الأحد، "إصابة أحد الرعايا الفرنسيين ونجاة آخرين أثناء عملية إجلاء طاقم البعثة الفرنسية من العاصمة الخرطوم". وذكرت القوات في بيان: "تعرضت قوات الدعم السريع صباح (الأحد) إلى هجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسيين من سفارة بلادهم (بالخرطوم) مروراً ببحري (شمال شرقي الخرطوم) إلى أم درمان (غربي الخرطوم)، مما عرّض حياة الرعايا الفرنسيين للخطر بإصابة أحدهم ونجاة بقية الرعايا".
أضاف: "أثناء تحرك الموكب تحت حماية قواتنا تعرض إلى هجوم غادر بالطيران من قوات الانقلاب (تقصد الجيش السوداني) فيما تصدت قوات الدعم السريع للهجوم وأسقطت الطائرة". ولم يصدر على الفور تعليق من الجيش السوداني أو البعثة الفرنسية على ما أوردته "الدعم السريع".