أعلنت الرياض، في بيان لوزارة الخارجية السعودية مساء السبت، 22 أبريل/نيسان 2023، تنفيذها عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعودياً، و66 أجنبياً من 12 دولة، بينهم "دبلوماسيون ومسؤولون دوليون"؛ وذلك تزامناً مع استمرار الاشتباكات المسلحة في السودان رغم هدنة إنسانية معلنة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بمناسبة عيد الفطر. في الوقت نفسه بحث وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم، السبت، مع نظيريه المصري سامح شكري، والسعودي الأمير فيصل بن فرحان، جهود وقف إطلاق النار بالسودان.
من جانبها، أفادت الخارجية السعودية في البيان، بـ"وصول مواطني المملكة الذين تم إجلاؤهم من السودان وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون". وأوضحت أن تلك العملية قامت بـ"تنفيذها القوات البحرية الملكية السعودية بإسناد من مختلف أفرع القوات المسلحة".
إجلاء 91 سعودياً من السودان
وفق الخارجية السعودية "بلغ عدد المواطنين الذين تم إجلاؤهم 91 مواطناً، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الدول الشقيقة والصديقة نحو 66 شخصاً". وأوضح البيان أن جنسيات الـ66: "الكويت، وقطر، والإمارات، ومصر، وتونس، وباكستان، والهند، وبلغاريا، وبنغلاديش، والفلبين، وكندا، وبوركينا فاسو".
في حين قال سفير السعودية لدى الخرطوم: "رغم الأوضاع الأمنية استطعنا إخراج كل المواطنين السعوديين من الخرطوم، وعدد من رعايا دول خليجية ودول أخرى والذين يبلغ عددهم حوالي 158 شخصاً".
أوضح السفير في تصريحات لقناة (الإخبارية) "أنهم نجحوا في إخراجهم من منطقة الخطر في الخرطوم في البداية، ثم تم نقلهم في 3 مواكب عبر طريق بري وعبر 32 سيارة حتى وصلوا إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر، مساء الجمعة، مع توفير سيارات حماية لهم على طول الطريق، وكانت هناك 5 سفن سعودية جاهزة لنقل هؤلاء الرعايا".
في وقت سابق السبت، ذكرت الخارجية الكويتية في بيان، أنها بالتنسيق مع السعودية والسلطات السودانية، قامت بإجلاء مواطنيها "العالقين" بالسودان، وأنهم وصلوا جدة غربي المملكة، وجارٍ نقلهم للكويت، دون أن تذكر عددهم.
كانت الخارجية السعودية أعلنت في بيان سابق السبت، بدء إجلاء مواطنيها ورعايا "دول شقيقة وصديقة" من السودان إلى المملكة.
في حين أنه في يوم السبت، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر.
هدنة في السودان
أما مساء يوم الجمعة، أعلن الجيش السوداني في بيان، موافقته على هدنة لمدة 3 أيام، وذلك بعد ساعات من إعلان "الدعم السريع" موافقتها على هدنة من القتال الذي أودى بحياة 413 شخصاً منذ اندلاعه في 15 أبريل/نيسان الجاري، وفق منظمة الصحة العالمية.
يذكر أنه في عام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.
من جهته، بحث وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم، السبت، مع نظيريه المصري سامح شكري، والسعودي الأمير فيصل بن فرحان، جهود وقف إطلاق النار بالسودان.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الوزير السويدي بنظيريه في مصر والمملكة، وفق مصدرين رسميين، تزامناً مع تواصل الاشتباكات المسلحة بالسودان، رغم إعلان هدنة إنسانية.
أفادت الخارجية المصرية في بيان، بأن شكري تلقى اتصالاً هاتفياً من بيلستروم، تناول "تطورات الوضع في السودان وسبل دعم وتثبيت وقف إطلاق النار". وأعرب الوزير السويدي عن "قلق بلاده من التطورات الأخيرة، وتأثيرها على المدنيين والجاليات الأجنبية المتواجدة هناك"، وفق البيان ذاته.
كما تناول شكري مع الوزير السويدي "الجهود التي تضطلع بها مصر، من خلال اتصالاتها مع كافة الأطراف"، مشدداً على "أهمية العمل من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وتجنب كافة الخروقات".
فيما أكد وزير الخارجية المصري "ضرورة امتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يقوِّض من جهود التهدئة، وبما يسهم في إنجاح الجهود الهادفة لإخراج السودان من هذا الوضع الصعب"، دون أن يسمي جهة أو دولة.
تباحث سعودي سويدي حول السودان
في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء السعودية بأن وزير خارجية بلادها تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره السويدي، بحثا خلاله "مستجدات الأحداث في السودان".
ناقش الجانبان "الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء العنف وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها".
في حين تقود دول عربية منها السعودية ومصر، مبادرات مكثفة وتتلقى اتصالات من دول غربية منذ بداية الاشتباكات لتثبيت هدنة دائمة بالسودان ووقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات بشأن العودة للحوار بين الأطراف المتنازعة.