قال أشخاص مطلعون على الاقتتال في السودان لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء 19 أبريل/نيسان 2023، إن الجنرال الليبي خليفة حفتر أرسل دعماً عسكرياً إلى قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فيما أرسل الجيش المصري دعماً إلى الجيش السوداني الذي يقاتل حميدتي.
الصحيفة نقلت عن مصادرها -لم تسمهم- قولهم إن حفتر الذي تسيطر قواته على شرق ليبيا، أرسل على الأقل طائرة واحدة من ليبيا إلى السودان، تنقل إمدادات عسكرية إلى قوات "الدعم السريع" يوم 17 أبريل/نيسان 2023، وفي ذلك اليوم قال الجيش السوداني إن "حميدتي" يحشد قوة كبيرة بقاعدة جوية لتأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية من جهات إقليمية.
سبق أن ساعد "حميدتي" وحفتر (المدعوم من الإمارات وروسيا) أحدهما الآخر، إذ أرسل قائد قوات "الدعم السريع" مقاتلين لمساعدة حفتر بعد محاولة فاشلة منه للاستيلاء على العاصمة الليبية طرابلس من الحكومة المعترف بها دولياً عام 2019.
تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن كلاً من حفتر و"حميدتي" تحالفا مع الإمارات، التي ساعدت حفتر عسكرياً لمحاربة خصومه السياسيين، كما "استأجرت" رجال "حميدتي" للقتال في اليمن، مضيفةً أن الاثنين عملا أيضاً مع شركة "فاغنر" المدعومة من الكرملين.
مصادر الصحيفة كشفت أيضاً، أن القاهرة التي دعت رسمياً إلى إنهاء القتال، أرسلت طائرات مقاتلة وطيارين إضافيين لدعم قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قبل اندلاع القتال مباشرة مع قوات "الدعم السريع".
نقلت الصحيفة عن مسؤول بالجيش السوداني، قوله إن مقاتلة مصرية دمرت مستودعاً للذخيرة يسيطر عليه الجنرال "حميدتي" ظهيرة يوم الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023.
كان مقاتلون في صفوف قوات "حميدتي" قد اعتقلوا قوة مصرية تم نشرها في قاعدة سودانية؛ لمنعهم من التدخل لدعم البرهان، ونقلوهم بعد ذلك إلى الخرطوم، حيث كانت القوات الجوية السودانية تقصف مواقع قوات "الدعم السريع".
مطلعون قالوا للصحيفة إن الجنود المصريين المعتقلين "كان بينهم ضباط في المخابرات العسكرية"، وأضافوا أنه "تم الاستيلاء أيضاً على الطائرات المصرية التي كانت موجودة في القاعدة التي لحقت بها أضرار بالغة".
لم يرد المتحدثون باسم البرهان وحفتر ووزارتي الخارجية المصرية والإماراتية على طلبات التعليق التي تقدمت بها صحيفة "وول ستريت جورنال"، كما لم يعلق مسؤول العلاقات العامة في قوات "حميدتي".
كانت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية قد أظهرت أن طائرة مصرية على الأقل من طراز ميغ-29 قد دُمّرت في قاعدة مروي الجوية السودانية، بعد استيلاء قوات "الدعم السريع" على القاعدة، وفق ما أفادت به مجلة "ذا وور زون" الأمريكية، الثلاثاء 18 أبريل/نيسان 2023.
أفادت المجلة بأنه من المحتمل أن تكون هناك طائرات مصرية من الطراز ذاته قد تعرضت كذلك لأضرار بالغة أو دمّرت، مشيرة إلى أن الصور التي حصلت عليها تعود لتاريخ 17 أبريل/نيسان 2023.
اعتبرت أن تدمير أي من طائرات ميغ-29 المصرية في السودان يعتبر "أمراً مهماً" للقوات الجوية المصرية، لأنها مقاتلات جديدة نسبياً وتتميز بقدرات حديثة.
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد قال إن موقف القاهرة هو عدم التدخل في شؤون الجارة السودان، مؤكداً أن بلاده مستعدة للوساطة من أجل وقف إطلاق النار في السودان.
يأتي هذا فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، لليوم الخامس على التوالي، وأعلن الطرفان مساء الأربعاء، الموافقة على هدنة جديدة في البلاد مدتها 24 ساعة.
يُذكر أن الجيش وقوات "الدعم السريع" تبادلا اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، إضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما، فيما وصف الجيش "الدعم السريع" بـ"المتمردة".