يبحث كل من بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي على ما يشبه "المعجزة" للعبور إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد أن خسرا في ذهاب ربع النهائي أمام مانشستر سيتي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني على التوالي.
وسقط بايرن ميونيخ في إنجلترا بنتيجة 3-0، وبات مطالباً الآن بتسجيل 4 أهداف في مباراة الإياب دون تلقي أي هدف لضمان الصعود، فيما خسر تشيلسي في مدريد 2-0، ويتعين عليه تسجيل ثلاثية للتأهل المباشر إلى نصف النهائي.
ورغم أنَّ فارق الأهداف في المباراتين ليس كبيراً جداً، وسبق لفرق عديدة تعويضه في مباريات الإياب؛ فإن أداء ومستوى الفريقين الخاسرين في مباراتي الذهاب ليس مبشراً، ولا يوحي بقدرتهما على تحقيق المفاجأة.
ويقول تاريخ أمجد البطولات الأوروبية إن فرقاً عديدة خسرت ذهاباً خارج ملاعبها بفارق 3 أهداف أو أكثر، ونجحت في التدارك والتأهل إياباً، وبالطبع هناك فرق أكثر خسرت بهدفين ثم قلبت الطاولة إياباً.
وإن كانت المهمة أشبه بالمستحيل، فإن كرة القدم لم تفرد مساحة لهذه الكلمة في قاموسها، فهي لعبة عوّدتنا على المفاجآت المدوية.
أشهر مباريات الريمونتادا في دوري الأبطال
وفي السطور التالية نسلط الضوء على المباريات التي تمكنت فيها الأندية من العودة إياباً بعد الخسارة ذهاباً بفارق ثلاثة أهداف وأكثر، في تاريخ دوري أبطال أوروبا.
ديبورتيفو لاكرونيا – ميلان (2004)
كانت جميع الترشيحات تصب في جانب ميلان من أجل تجاوز ديبورتيفو، وزادت بعد فوز "الروسينيري" بنتيجة 4-1 في مباراة ذهاب ربع نهائي نسخة موسم 2003-2004 على ملعب "سان سيرو".
لم يكن أكثر المتشائمين قبل مباراة الإياب يتوقع خروج ميلان القوي حينها أمام فريق ليس له أي تاريخ في البطولة، لكن المعجزة حدثت على ملعب "ريازور" يوم 7 أبريل/نيسان 2004.
في تلك المباراة صعق ديبورتيفو ضيفه الإيطالي بثلاثة أهداف في الشوط الأول، عن طريق والتر باندياني وخوان كارلوس فيرون وألبير لوكي، قبل أن يختتم فرانسيسكو فران الرباعية في الشوط الثاني، ليدوّن واحدة من أشهر مباريات "الريمونتادا" على مر التاريخ.
روما – برشلونة (2018)
وصل برشلونة إلى العاصمة الإيطالية مدعوماً بفوز في ذهاب الدور ربع النهائي على روما بنتيجة 4-1، وهو فارق كان يبدو مريحاً بالنسبة للفريق "الكتالوني"، ويصعب تعويضه بالنسبة للمضيف، بحكم فارق الإمكانيات بين لاعبي الفريقين.
لكن هذه الفروقات ذابت على أرضية ملعب "الأولمبيكو" يوم 10 أبريل/نيسان 2018، وتسلح لاعبو روما بالأمل والروح القتالية، ومن خلفهم جمهور متحمس.
لاعبو روما صدموا جماهيرهم أكثر من غيرهم، وهزوا شباك برشلونة وحارسه الألماني مارك أندريه تيرشتيغن، ثلاث مرات عن طريق إيدين دزيكو في الشوط الأول، ودانييلي دي روسي وكوستاس مانولاس في الشوط الثاني.
استفاد الفريق الإيطالي من قاعدة الأهداف المسجلة خارج الديار، التي كانت سارية المفعول في ذلك الوقت، ليبلغ نصف النهائي، وسط أجواء وصاخبة في "الأولمبيكو".
ليفربول – برشلونة (2019)
بعد عام واحد تقريباً من تلك المباراة، عاد برشلونة ليُلدَغ من الجحر نفسه، وبات ليلة 7 مايو/أيار 2019، ضحية للمرة الثانية لواحدة من أهم مواجهات "الريمونتادا" في دوري الأبطال.
وصل برشلونة إلى ملعب "أنفيلد" لمواجهة ليفربول، محصناً بفوز رائع في الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة، لكنه وقع في الخطأ نفسه أمام روما، واستقبل هدفاً مبكراً سجله البلجيكي ديفوك أوريغي، بعد 7 دقائق من البداية، هدف زاد من جنون جماهير "الريدز".
وانهار الفريق "الكتالوني" في الشوط الثاني ووصل ليفربول إلى شباك شتيغن ثلاث مرات عن طريق الهولندي جورجينيو فينالدوم (هدفين)، والرابع سجله أوريغي.
برشلونة – باريس سان جيرمان (2017)
في الرابع عشر من فبراير/شباط 2017، عاش برشلونة ليلة قاسية سقط فيها أمام باريس سان جيرمان في العاصمة الفرنسية، بأربعة أهداف نظيفة، في ذهاب الدور ثمن النهائي.
ولم تعرف البطولة فريقاً عاد بالنتيجة بعد خسارته في الذهاب بفارق أربعة أهداف، وفق الموقع الرسمي لـ"اليويفا"، وهو الأمر الذي بث الطمأنينة والراحة في قلوب لاعبي سان جيرمان، الذين وصلوا إلى قناعة تامة بأن عليهم خوض مباراة الإياب التزاماً بنظام المنافسة ليس أكثر.
لكن الاستثناء صنعه برشلونة في ليلة 8 مارس/آذار 2017 على ملعب "كامب نو"، حيث أنعش لويس سواريز الآمال بالعودة بهدف مبكر بعد 3 دقائق من البداية، وعززها أندريس إنيستا بهدف ثانٍ في الدقيقة الـ40، وضاعفها ليونيل ميسي من علامة الجزاء في الدقيقة الـ50.
لكن أديسون كافاني أسكت مدرجات "كامب نو" بهدف باريسي في الدقيقة الـ62، فرض على برشلونة تسجيل ثلاثة أهداف أخرى، وهو ما حدث بالفعل في سيناريو خارج التوقعات، على اعتبار أنها جاءت في ظرف 7 دقائق من بينها الوقت بدل الضائع، بواسطة نيمار مرتين، وسيرجي روبيرتو، صاحب هدف "الريمونتادا".
وبات برشلونة تلك الليلة، الفريقَ الوحيد- وما زال حتى ساعة كتابة هذه السطور- الذي يعود بالنتيجة بعد الخسارة بفارق أربعة أهداف.