قالت وزارة الإعلام في النظام السوري للصحفيين، في مذكرة مكتوبة الثلاثاء 18 أبريل/نيسان 2023 ، إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سيصل إلى دمشق في أول زيارة له منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011.
ويأتي هذا بعد زيارة وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى السعودية الأسبوع الماضي، وتعد هذه الزيارة خطوة جديدة نحو إنهاء العزلة التي يعيشها النظام السوري على مدى عقد.
زيارة وزير خارجية النظام السوري لجدة
ووصل وزير الخارجية في نظام بشار الأسد، فيصل المقداد، في وقت سابق إلى مدينة جدة بالسعودية، في خطوة من شأنها أن تطبع العلاقات بين نظام الأسد والرياض، بعد انقطاع العلاقات بين الجانبين منذ أكثر من عقد، بسبب المقاطعة العربية للأسد نتيجة قمعه العنيف للاحتجاجات.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبد الكريم الخريجي، استقبل المقداد في مطار الملك عبد العزيز بمحافظة جدة، مضيفةً أن المقداد يزور المملكة بدعوة من وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله.
الوكالة أفادت بأن الزيارة ستشهد "عقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا".
كان وزير الخارجية السعودي، قد قال في وقت سابق إن "هناك إجماعاً عربياً على عدم استمرار الوضع الراهن في سوريا"، وشدد على "أهمية معالجة الجانب الإنساني فيها، ووجود مسار واضح مع دمشق بشأنه".
كذلك قال بن فرحان إن هناك "إجماعاً عربياً على أن الوضع الراهن في سوريا يجب ألا يستمر، ولا بد من إيجاد توجه مختلف، وهذا التوجه لم نتوصل له بعد".
اجتماع جدة بشأن سوريا
وأعلنت الخارجية السعودية، الأسبوع الماضي، أن الاجتماع التشاوري الخليجي العربي بحث جهود حل أزمة سوريا وعودتها لمحيطها العربي، وأدان "اعتداءات إسرائيل" على المسجد الأقصى.
جاء ذلك في بيان للوزارة، في ختام الاجتماع الذي عقد ليل الجمعة-السبت على مائدة سحور استضافها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بمدينة جدة غربي المملكة، وشارك بالاجتماع وزراء خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومصر سامح شكري، والأردن أيمن الصفدي، وسلطنة عُمان بدر البوسعيدي، والكويت سالم عبد الله الجابر الصباح، والعراق فؤاد حسين، والبحرين عبد اللطيف الزياني، فضلاً عن المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش.
كما أفاد بيان اجتماع جدة: "أنه تم التشاور خلال الجلسة حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا.. ويعيدها إلى محيطها العربي".
فيما اتفق الحضور على "أهمية حل الأزمة الإنسانية بسوريا وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم"، وفق المصدر ذاته، كما اتفقوا على "أهمية اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية"، دون توضيح ماهية الإجراءات.
يأتي هذا مع تنامي التوجه الرسمي لدى دول عربية، لإعادة سوريا لمحيطها العربي، وذلك بعد زيارتين أجراهما وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، إلى جدة والقاهرة في أبريل/نيسان الجاري، لأول مرة منذ 2011، ووسط بدء إجراءات سعودية لإعادة الخدمات القنصلية مع دمشق.
وتم تجميد عضوية النظام السوري في منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية عام 2011، على خلفية قمع النظام للاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير، وتأتي تلك التطورات قبيل نحو شهر من انعقاد القمة العربية في الرياض.