البرهان يأمر بحل قوات الدعم السريع.. طالب بإعلانها قوة “متمردة”، وحرب بيانات بين الطرفين

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/17 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/17 الساعة 15:50 بتوقيت غرينتش
عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني / تويتر

أمر القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة "متمردة"، في وقت تخوض فيه القوات شبه العسكرية مواجهات دامية مع الجيش، وهي المواجهات التي عرقلت مساعي الانتقال إلى الحكم المدني، ودفعت الولايات المتحدة إلى الدعوة لوقف إطلاق النار.

في سياق متصل، فقد ادعى الجانبان تحقيق مكاسب في صراعهما العنيف على السلطة في البلاد. وقالت لجنة الأطباء المركزية، وهي جماعة نشطاء غير حكومية، إن 97 مدنياً على الأقل و45 جندياً قتلوا وأصيب 365 في المجمل منذ بدء القتال في مطلع الأسبوع. ولم تنشر الحكومة أعداد الضحايا في القتال الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب أهلية أكبر.

العاصمة السودانية الخرطوم – رويترز

قصف وغارات تهز الخرطوم

قال شهود إن عمليات قصف وغارات جوية هزت الخرطوم، الإثنين، وشملت مناطق قريبة من المقرات العسكرية وفي مدينة بحري المجاورة للعاصمة قرب قاعدة أخرى. وتصاعد الدخان من مدرج في مطار العاصمة الدولي، وعرضت محطات التلفزيون لقطات لانفجارات وحرائق.

كما امتدت أعمال العنف، التي نادراً ما تحدث في العاصمة، إلى مناطق أخرى من السودان؛ مما وضع القوات المسلحة في مواجهة مع قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا سابقة كان من المقرر أن تندمج مع الجيش، ويشغل قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم. ويترأس البرهان مجلس السيادة.

جيش السودان قوات الدعم السريع السودان البرهان حميدتي
القتال في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش يوقع قتلى بصفوف المدنيين – رويترز

حرب بيانات بين الجيش السوداني وقوات الدعم 

في حين زعم الطرفان تحقيق مكاسب. وقالت قوات الدعم السريع إنها استولت على مطار وقواعد عسكرية، بينما قال الجيش إنه يسيطر على مقراته رغم ما وصفها بأنها "اشتباكات محدودة" في محيطها.

فيما تحققت رويترز من مقطع فيديو يظهر قوات الدعم السريع في بعض من تلك المواقع؛ لكنها لم تتمكن من التحقق من مزاعمها في ساحة المعركة.

من جهة أخرى ،فقد استعاد الجيش السيطرة على مقر تلفزيون السودان الذي انقطع بثه لفترة وجيزة بعد سماع إطلاق نار أثناء بث حي. وبدأ التلفزيون في بث مقاطع فيديو تظهر قوات الجيش وهي تدمر مركبات قوات الدعم السريع بعد يوم من إعلانها الاستيلاء على المبنى.

ينذر الصراع على السلطة بخطر وقوع السودان في براثن حرب أهلية بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة، فضلاً عن عرقلة الجهود المدعومة دولياً لإطلاق عملية انتقالية نحو الحكم المدني، والتي كان مقرراً التوقيع على الاتفاق الخاص بها في وقت سابق هذا الشهر.

دعوات لوقف إطلاق النار

في حين أن مصر، التي طالما كان التغيير السياسي في الخرطوم مبعث قلق لها، أهم الداعمين للقوات المسلحة السودانية. وأقام حميدتي علاقات مع عدة قوى أجنبية شملت الإمارات وروسيا.

كما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه يجب وقف إطلاق النار على الفور. ودعت ألمانيا الجانبين إلى وقف التصعيد.

فيما ذكر بلينكن على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في اليابان: "هناك قلق عميق مشترك تجاه القتال والعنف الدائر في السودان، التهديد الذي يمثله على المدنيين والذي يشكله للأمة السودانية ويحتمل أن يشكله حتى على المنطقة".

الخرطوم
سكان الخرطوم يواجهون الخوف من مواجهات الجيش وقوات "الدعم السريع" – رويترز

الخارجية السودانية ترفض الوساطات 

في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، إن ما يحدث في السودان شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية، وأضافت أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أمر بحل قوات الدعم السريع، ووصفها بأنها "مجموعة متمردة".

بينما أعربت الخرطوم عن تقديرها لجهود الدول العربية والإفريقية والمجتمع الدولي الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد، وذلك في إشارة لإعلان الوساطات التي أعلنت عنها دول عربية وإفريقية وعزم بعض الزعماء زيارة الخرطوم.

كما أوضحت الخارجية السودانية في البيان أن الأحداث المؤسفة التي بدأت، السبت 15 أبريل/نيسان، "نتجت عن تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في عدد من المواقع بالعاصمة وبعض المدن الأخرى، بعد الهجوم على مقر سكن رئيس مجلس السيادة الانتقالي ببيت الضيافة المجاور للقيادة العامة للقوات المسلحة.

بينما قالت إن الهجوم حدث في يوم الاجتماع المقرر ذاته بين رئيس مجلس السيادة القائد العام وقائد قوات الدعم السريع. "الأمر الذي يدل على سوء النية من طرف الدعم السريع"، على حد تعبير بيان الخارجية.

حيث قالت إنه بناءً عليه تصدت القوات المسلحة "لدحر الهجوم وطرد قوات الدعم السريع من محيط القيادة العامة، وكذلك المقارّ الأخرى التي حاولت تلك القوات المتمردة الاستيلاء عليها، كالقصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون".

كما أشار بيان وزارة الخارجية إلى أن كافة الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو بالاندماج في القوات المسلحة قد فشلت؛ "لتعنت أولئك القادة في قبول هذا الأمر".

تحميل المزيد