كشفت تسريبات جديدة من وثائق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الصين وافقت على تقديم مساعدات عسكرية فتاكة لروسيا التي تشنّ هجوماً على أوكرانيا منذ أكثر من عام، وأنها خططت لإخفاء هذه المعدات العسكرية بتقديمها في هيئة أغراض مدنية، بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الخميس 13 أبريل/نيسان 2023.
وأشارت الوثيقة إلى أن جهاز الاستخبارات الروسي أفاد بأن اللجنة العسكرية المركزية الصينية "وافقت على تزويد إضافي" للأسلحة وأرادت إبقاءها سرية.
تحمل الوثيقة عنوان "تقرير المراقبة"، وهي مصنفة على أنها سرية للغاية مع توزيع "مقيّد" للغاية، في حين أن المعلومات الخاصة بالصين مدرجة تحت عنوان فرعي هو "بكين توافق على شحنات خفية للمساعدات الفتاكة لروسيا".
الصين تعلق
من جانبها، علقت الصين على تلك التسريبات، الجمعة 14 أبريل/نيسان، مشددة على أنها "لن تبيع" أي أسلحة إلى أطراف متورطة في الصراع في أوكرانيا، وفق ما صرح به وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، خلال مؤتمر مع نظيرته الألمانية، أنالينا بربوك، في بكين.
الوزير الصيني قال إن بكين "لا تصدر أسلحة إلى أطراف الصراع في أوكرانيا"، مشيراً إلى أن بلاده ستعمل أيضاً على "تنظيم عملية تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري وفقاً للقوانين واللوائح".
أضاف: "فيما يتعلق بتصدير المعدات العسكرية، تتبنى الصين موقفاً مسؤولاً"، لافتاً إلى استعداد بلاده للمساعدة في تسهيل المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا، وقال إن جميع الأطراف يجب أن تظل "موضوعية وهادئة".
في السياق ذاته، نفى مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية رؤية دليل على أن الصين نقلت أسلحة أو قدمت مساعدات قاتلة إلى روسيا، وفق ما نقلت واشنطن بوست.
أضاف مستدركاً: "لكننا لا نزال قلقين ونتابع المراقبة عن كثب"، فيما اتفق مسؤول دفاعي أمريكي كبير مع هذا التقييم، دون أن تذكر الصحيفة اسم المسؤولَين، حيث تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما.
تحذيرات غربية
تأتي هذه المعلومات بعد تصريحات لمسؤولين أمريكيين حذروا فيها الصين من تقديم مساعدات عسكرية قاتلة لروسيا.
وفي فبراير/شباط الماضي، زعم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في مقابلة مع قناة "سي بي إس"، أن بكين "تدرس الآن توفير دعم فتاك" لروسيا يتراوح بين "الذخيرة والأسلحة بحد ذاتها".
كذلك أدلى بلينكن بتصريحات مماثلة في سلسلة مقابلات خلال تواجده في ألمانيا قبل شهرين؛ حيث شارك في مؤتمر ميونيخ للأمن والتقى نظيره الصيني، وانغ يي.
لكن بكين نددت في المقابل بما وصفتها باتهامات "زائفة" صدرت عن واشنطن، تفيد بأن الصين تدرس إمكانية تسليح روسيا في حربها ضد أوكرانيا.