اختتم وفد سعودي، الخميس 13 أبريل/نيسان 2023، جولة محادثات سلام في العاصمة اليمنية صنعاء مع جماعة الحوثي من دون اتفاق نهائي إنما بتفاهم "مبدئي" حول هدنة وعقد جولة من المحادثات، حسبما أفاد مسؤولان حوثيان ومسؤول حكومي يمني لوكالة فرانس برس، وبالتزامن وصل مطار عدن الدولي جنوبي اليمن، وزير الدفاع في الحكومة الشرعية، محسن الداعري، لاستقبال الأسرى القادمين من صنعاء يتقدمهم وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي.
فيما قال مسؤول في صفوف الحوثيين لوكالة فرانس برس مفضلاً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول التحدث إلى الإعلام، إن "الوفد السعودي غادر صنعاء ليل الخميس"، مشيراً إلى أن "هناك اتفاقاً مبدئياً على هدنة قد يتم الإعلان عنها لاحقاً اذا تم التوافق حولها بشكل نهائي". وأضاف: "هناك اتفاق على عقد جولة أخرى من المحادثات لبحث نقاط الاختلاف".
وأكد مصدر حكومي مطلع على المحادثات هذه المعلومات، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً إن الوفد السعودي "سيحمل شروطاً لنقلها إلى القيادات السعودية".
من جهته، كتب المسؤول في صفوف الحوثيين محمد علي الحوثي على تويتر: "قالوا أجواء إيجابية، وموعد لجولة أخرى" فيما لم تعلن الرياض رسمياً مغادرة الوفد صنعاء.
عملية تبادل الأسرى
وبالتزامن قال مصدر ملاحي في مطار عدن، إن "وزير الدفاع في الحكومة الشرعية ووزير الدولة محافظ عدن أحمد لملس، وصلا إلى المطار لاستقبال الأسرى القادمين من صنعاء".
وأضاف أن "قيادات عسكرية وأمنية كبيرة ومئات المواطنين، توافدوا إلى المطار لاستقبال الأسرى، بعد الإفراج عنهم، ضمن اتفاق التبادل الذي دخل عملياً حيز التنفيذ".
وفي وقت سابق، أعلن الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عدنان حزام، بدء تنفيذ عملية تبادل الأسرى في اليمن، وقال حزام: "بدأت اليوم عملية إطلاق سراح مجموعة من المحتجزين طبقاً للاتفاقية التي تمت في سويسرا في مارس/آذار الماضي".
وأضاف: "هذه لحظات رائعة جداً أن يعود هؤلاء المحتجزون سابقاً إلى أهاليهم.. هي خطوة مهمة جداً في بناء العلاقة بين أطراف الصراع في اليمن".
عودة العلاقات بين السعودية وإيران
وجرت الزيارة بعد إعلان السعودية وإيران اللتين تدعمان أطرافاً مختلفة في النزاع، توصلهما الشهر الماضي، إلى اتفاق على استعادة علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبع سنوات من القطيعة.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً يدعم الحكومة اليمنية، في حين تدعم إيران الحوثيين الذين دخلوا العاصمة في 2014. وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر واعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
كما أتت لتتوج محاولات حثيثة للبناء على التقارب السعودي الإيراني.
بحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخّراً على تصوّر سعودي بشأن حلّ النزاع بعد مباحثات سعودية-حوثية برعاية عُمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقضي التصوّر السعودي وفقاً للمصادر نفسها، بالموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمرّ سنتين، يتمّ خلالها التفاوض حول الحلّ النهائي بين كلّ الأطراف.
وتتضمّن المرحلة الأولى إجراءات لبناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كلّ المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار، وكانت أطراف النزاع توصّلت العام الماضي لهدنة في 2 أبريل/نيسان بوساطة من الأمم المتحدة انتهت مفاعيلها في أكتوبر/تشرين الأول.
وقُتل في النزاع مئات الآلاف من الأشخاص لأسباب مباشرة وغير مباشرة، فيما نزح 4.5 مليون شخص داخلياً، وأصبح أكثر من ثلثي سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.