قال مسؤول أردني كبير إن بلاده تدفع بـ"خطة سلام" عربية مشتركة يمكن أن تضع حداً لتبعات الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من 10 سنوات، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، الخميس 13 أبريل/نيسان 2023، وذلك قبل يوم واحد من انعقاد اجتماع خليجي وعربي في السعودية لمناقشة الملف السوري.
وأضاف المصدر أنه ستتم مناقشة الخطة في اجتماع تستضيفه السعودية في مدينة جدة بحضور وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي، لمناقشة إطلاق دور عربي رائد بعد جهود دولية أخفقت على مدى سنوات في إنهاء الصراع الدامي.
وعُلقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية رداً على حملة القمع الوحشية التي شنها رئيس النظام بشار الأسد على الاحتجاجات السلمية في بلده.
تشكيل مجموعة عربية
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن الأردن اقترح تشكيل مجموعة عربية مشتركة "تتعامل مع الحكومة السورية مباشرة بشأن خطة مفصّلة لإنهاء الصراع".
أضاف أن "خارطة الطريق التفصيلية تتناول جميع القضايا الرئيسية… وحل الأزمة حتى تتمكن سوريا من استعادة دورها في المنطقة، والانضمام مجدداً إلى جامعة الدول العربية".
وقال المسؤول إن اتباع نهج "خطوة بخطوة" في إنهاء الأزمة والسماح في نهاية المطاف لسوريا بالعودة إلى جامعة الدول العربية يمثل أساس خارطة الطريق التي يدفع بها الأردن، مضيفاً أن بلاده تستضيف 1.3 مليون لاجئ سوري.
وأردف المسؤول الكبير قائلاً إن خارطة الطريق مهمة "لمعالجة التبعات الإنسانية والأمنية والسياسية للصراع".
وقُتل مئات الآلاف في الحرب التي اجتذبت إليها العديد من القوى الأجنبية وقسمت البلاد.
مصالحة وطنية
كما تنشد الخطة إجراء مصالحة وطنية، وأن توضح دمشق مصير عشرات الآلاف ممن فقدوا خلال الصراع، والذين يُعتقد أن كثيرين منهم لقوا حتفهم في مراكز الاحتجاز، وفقاً لجماعات حقوقية غربية.
أضاف المسؤول أن وجود "ميليشيات طائفية"، في إشارة إلى الفصائل الشيعية المتحالفة مع إيران بقيادة حزب الله، يمثل مصدر قلق كبيراً للأردن والدول العربية.
وستحتاج سوريا أيضاً إلى اتخاذ خطوات للقضاء على تجارة تهريب المخدرات، التي تقدر بمليارات الدولارات، إلى الأردن والخليج من حدودها الجنوبية، والتي تقول كل من عمّان والرياض إن الفصائل المتحالفة مع إيران تقف وراءها.
في السياق ذاته، قال المسؤول الكبير: "نريد إنهاء هذه الأزمة، وإعادة الأمن والاستقرار لسوريا أمر ضروري لأمن المنطقة".
من جانب آخر، أشار المسؤول إلى أن الأردن أطلع حليفته واشنطن ودولاً أوروبية رئيسية على الخطة، مضيفاً أن هناك قضية رئيسية تتعين معالجتها، وهي عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من سوريا، وكثير منهم يخشى الانتقام إذا عاد.
وتابع قائلاً إن الحصول على دعم الغرب أمر حاسم لإنهاء الأزمة، وكذلك رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن دمشق لتمكين عملية إعادة إعمار ضخمة للبلد الذي مزقته الحرب، وتلبية احتياجاته الإنسانية الملحة.
تطبيع عربي مع الأسد
كان الأردن من أوائل الدول العربية التي نشب خلاف بينها وبين الأسد بشأن طريقة التعامل مع الصراع، وقال بعد أن استعاد الأسد السيطرة قبل نحو عامين، إنه يتعين كسر الجمود في الصراع.
وأثار وزير الخارجية أيمن الصفدي خطة السلام خلال لقاء مع الأسد في دمشق في فبراير/شباط الماضي، في أول زيارة من نوعها لمسؤول أردني كبير منذ نشوب الصراع السوري.
فيما استقبلت أبوظبي وسلطنة عُمان الأسد، الذي نأى عنه الغرب، بينما اكتسب التطبيع زخماً في أنحاء أخرى بالمنطقة في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.
في السياق، قالت السعودية، التي تقاوم منذ فترة طويلة التطبيع مع الأسد، إن هناك حاجة إلى اتباع نهج جديد مع دمشق، وذلك بعد تقارب بين المملكة وإيران، الحليف الرئيسي لسوريا في المنطقة.
ودعت الرياض وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد للقدوم لإجراء محادثات في زيارة تاريخية، الأربعاء 12 أبريل/نيسان، اتفق البلدان خلالها على إعادة فتح السفارتين قريباً.
واليوم الجمعة 14 أبريل/نيسان تستضيف السعودية اجتماعاً لوزراء خارجية دول الخليج بالإضافة إلى العراق والأردن ومصر، سيتناول عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وتعتزم السعودية دعوة الأسد لحضور القمة العربية المقررة في الرياض يوم 19 مايو/أيار المقبل، حسب ما قالت مصادر لرويترز، في خطوة ستنهي رسمياً عزلته الإقليمية، ولكن من غير الواضح ما إذا كان هناك توافق عربي بشأن الأمر.