قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن مجموعة من الوثائق الأمريكية المسربة زعمت أن الاستخبارات الأمريكية حذرت في فبراير/شباط 2023 من احتمالية فشل أوكرانيا في جمع ما يكفي من القوات والسلاح الضروري لهجوم الربيع المضاد المخطط له، وقد تتخلف "للغاية" عن الأهداف الرامية إلى استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا.
حيث أشارت الوثيقة المصنفة بأنها "سرية للغاية" إلى أن كييف كانت تواجه نقصاً هائلاً على صعيد "تشكيل القوات واستدامتها"، ومن ثم كانت على الأرجح لن تحقق إلا "مكاسب متواضعة على الأرض".
فيما تقدم الوثيقة لمحةً عن الموقف في مطلع فبراير/شباط الماضي، ولا يتضح إلى أي مدى استطاعت أوكرانيا، بمساعدة الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تعويض هذا النقص منذ ذلك الحين.
تشكيل كتائب لقيادة الهجوم
في حين تعطي وثيقة أخرى، يعود تاريخها إلى 23 فبراير/شباط واطلعت عليها الصحيفة، لمحة عامة عن التقدم المُحرز على صعيد تشكيل 12 "كتيبة قتالية موثوقة" جديدة لقيادة الهجوم المضاد، ومُزودة بمستهدف تسليح يتألف من 253 دبابة وحوالي 1500 مدرعة أخرى من أنواع مختلفة.
وكانت ثلاث كتائب سوف يجري تشكيلها عن طريق أوكرانيا وحدها، بينما كانت الكتائب التسع الباقية سوف تُشكل بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها.
كما كانت هذه الكتائب المُقرر تشكيها بعيدة للغاية عن التأهب في تاريخ الوثيقة، فلم تبدأ سوى خمس منها في التدريبات، فيما كانت ست كتائب لا تملك إلا نصف المعدات التي احتاجت إليها، أو أقل من نصفها.
تحقيقات أمريكية
من جانبه، لم يؤكد البيت الأبيض رسمياً على موثوقية الوثائق، لكن مسؤولي الولايات المتحدة أشاروا حتى الآن إلى وثيقة واحدة فقط تتعلق بخسائر الأرواح في صفوف الروس والأوكرانيين، وهي وثيقة أُعيد نشرها على تطبيق التراسل تليغرام، وقالوا إنها جرى التلاعب بها.
ومنذ ذلك الحين بدأت وزارة العدل تحقيقاً جنائياً حول التسريبات، وأكدت إدارة بايدن أنها تتحدث مع الشركاء للحد من الأضرار التي قد تلحق بسلسلة من العلاقات الثنائية.
في السياق، قال دبلوماسي أوروبي: "الولايات المتحدة هي أكبر داعم لهم، ولذلك سوف تتجاوز [أوكرانيا] الأمر. كانت الولايات المتحدة متشائمة باستمرار على صعيد قدرات أوكرانيا، وهي تواصل استيعاب الأمر بصورة خاطئة. ومن ثم فإن ذلك ليس جديداً. الجانب الضار هو أنها تكشف عما يعرفه الأمريكيون ولا يعرفونه بشأن الروس. وتلك مشكلة".
علاقات "مشحونة"
على صعيد آخر، كشفت الوثائق المسربة كذلك عن العلاقات المشحونة بين الحلفاء والشركاء المفترضين، بما في ذلك بعضهم الذين بدوا أكثر ميلاً تجاه موسكو.
إذ تُظهر إحدى الوثائق، التي أُخذت من تقارير استخباراتية لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وصف الولايات المتحدة بأنها واحدة من أكبر ثلاثة خصوم لحزبه فيدس (الاتحاد المدني المجري)، وذلك خلال إحدى جلسات الاستراتيجية السياسية الداخلية التي عُقدت في 22 فبراير/شباط الماضي.
ودار النقاش خلال اجتماع للمجموعة البرلمانية لحزب فيدس في مدينة بالاتونفوريد بمقاطعة فسبرم المجرية، فيما ذكر مصدر مؤيد للحكومة في بودابست أن أوربان لم يحدد الولايات المتحدة، بل أشار إلى إدارة بايدن تحديداً بوصفها أحد أكبر الخصوم، وجادل بأن ذلك التمييز يمثل "فارقاً مهماً".
أضاف المصدر: "أعضاء حزب فيدس خشوا من أن تتدخل الحكومة الأمريكية في الانتخابات بطريقة ما".
وتجدر الإشارة إلى أن وثيقة أخرى يعود تاريخها إلى 23 فبراير/شباط الماضي وصنّفت بأنها سرية، وصفت بالتفصيل كيف سوف تُستنزف منظومات الدفاع الجوي السوفيتية إس-300 التي تملكها أوكرانيا بحلول 2 مايو/أيار المقبل، بمعدل الاستخدام آنذاك.