يرى محللون في المخابرات الأمريكية، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023، أن عرضاً عسكرياً نظمته كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة "ربما يكون قد بالغ" في التهديد الذي تشكله صواريخ بيونغ يانغ الباليستية العابرة للقارات على الولايات المتحدة، وفقاً لوثيقة يُعتقد أنها مسربة من الحكومة الأمريكية.
في حين اطّلعت رويترز على أكثر من 50 وثيقة ممهورة بخاتمي "سري" و"سري للغاية" ظهرت للمرة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/آذار 2023. وكشفت على ما يبدو عن تفاصيل القدرات العسكرية لبعض حلفاء الولايات المتحدة وخصومها. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة الوثائق.
عرض قاذفات صواريخ في كوريا الشمالية
بينما لم تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) صحة الوثائق المسربة، فإنها قالت الإثنين إن "كشفاً غير مصرح به لمواد سرية" قد حدث على ما يبدو. وقالت إن الصور المأخوذة من هذه الوثائق بدت مطابقة في الشكل لتلك المستخدمة في تقديم إفادات يومية لكبار القادة، رغم أن بعضها أُجريت عليه تعديلات على ما يبدو.
فيما أشارت ملاحظة موجزة من فقرة واحدة في إحدى الوثائق السرية التي اطّلعت عليها رويترز إلى أن كوريا الشمالية قد عرضت عدداً غير مسبوق من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في عرض نظمته يوم الثامن من فبراير/شباط 2023، وكانت "على الأرجح تحمل أنظمة غير قابلة للتشغيل".
لكن لم ترد البنتاغون ولا بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة على طلبات للتعليق على صحة الجزء المتعلق ببيونغ يانغ في الوثيقة.
تهديد نووي من كوريا الشمالية لأمريكا
ذكرت الوثيقة أن الهدف الذي سعت إليه كوريا الشمالية كان "على الأرجح تصوير تهديد نووي خطير للولايات المتحدة". وأضافت: "عرضت كوريا الشمالية هذه الأنظمة غير القابلة للتشغيل لإظهار أن لديها قوة صاروخية أكبر وأكثر قدرة مما تمتلكها بالفعل ولتخفيف الخطر الذي قد يلحق بصواريخها الحقيقية".
في سياق متصل، تواصل كوريا الشمالية تطوير برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية واختبرت إطلاق عشرات الصواريخ المتطورة العام الماضي، رغم قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة. واستمرت بيونغ يانغ في اختبار إطلاق الصواريخ هذا العام.
من جهة أخرى، أظهرت الصور المسربة نحو 11 صاروخاً من طراز هواسونغ-17، وهو أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية والذي يعتقد أنه قادر على ضرب أي مكان في العالم برأس حربي نووي.
بريطانيا تشكك في الوثائق
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الثلاثاء، إن تسريب المعلومات الأمريكية السرية، والذي تناقلته التقارير الإعلامية على نطاق واسع، ينطوي على "مستوى خطير من عدم الدقة".
فيما تحقق أجهزة الأمن القومي ووزارة العدل الأمريكية في أمر الكشف عن عشرات الوثائق السرية لتقييم الأضرار التي لحقت بالأمن القومي والعلاقات مع الحلفاء ودول أخرى تشمل أوكرانيا.
قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، في بيان نُشر على تويتر: "تسريب المعلومات الأمريكية السرية الذي تنقله التقارير على نطاق واسع يظهر مستوى خطيراً من عدم الدقة". وأضاف: "يتعين على القُراء توخي الحذر قبل تصديق مزاعم من المحتمل أن تنشر معلومات مضللة".
من جهة أخرى، قال مسؤولون أمريكيون إن بعض الوثائق التي تقدم تقديرات للخسائر البشرية في ساحة المعركة من أوكرانيا جرى تعديلها على ما يبدو لتقليل حجم الخسائر الروسية.