قال مسؤول قطري، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023، إن السعودية ستستضيف اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب يوم الجمعة 14 الشهر الحالي لمناقشة عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، رابطاً تغيير موقف الدوحة بحدوث "إجماع عربي" إضافة إلى "تغيير ميداني".
المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قال إن وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي سيجتمعون في مدينة جدة السعودية.
ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان وقطر والكويت.
أضاف المتحدث القطري في إحاطة لوسائل الإعلام المحلية: "الهدف الأساسي هو التباحث في الوضع في سوريا، هناك تطورات كثيرة فيما يتعلق بالوضع في سوريا ووجهات النظر العربية تجاه عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية".
من جانب آخر، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أن السعودية تعتزم دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية المقرر أن تستضيفها الرياض في 19 مايو/أيار المقبل.
الموقف القطري "لم يتغير"
على صعيد متصل، قال الأنصاري إن قطر، التي قالت في وقت سابق إنها لا تخطط لتطبيع العلاقات مع دمشق وتحدثت علانية ضد جهود بعض الدول للقيام بذلك، "لم تغير موقفها".
أضاف: "الموقف القطري ثابت ولم يتغير وهو تلبية تطلعات الشعب السوري في الحل السياسي والإجماع العربي حول هذه التحركات".
وسيمثل حضور الأسد أهم تطور في إعادته إلى الصف العربي منذ عام 2011 عندما تم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وقاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بسبب حملته الوحشية على الاحتجاجات والعنف الذي أدى إلى حرب أهلية طويلة الأمد.
وستكون عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية التي تضم 22 دولة رمزية إلى حد كبير لكنها تعكس تغييراً في النهج الإقليمي تجاه الصراع السوري، حيث قُتل مئات الآلاف في الحرب التي اجتذبت العديد من القوى الأجنبية وأحدثت انقسامات في البلاد.
خطة أردنية لتطبيع العلاقات مع الأسد
ويأتي اجتماع الوزراء العرب في السعودية، بعد أقل من أسبوع من الكشف عن خطة أردنية لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، تشمل ملفات مثل التهريب والميليشيات وإعادة اللاجئين، من جملة القضايا الرئاسية التي يسعى الأردن لحلها مع سوريا، في إطار خطته لتطبيع العلاقات العربية مع دمشق، وفق ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني مؤخراً.
ونقل الموقع عن محمد المومني، عضو لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين بمجلس الأعيان الأردني، إن الخطة تستند إلى فكرة التبادلية. وأوضح ذلك قائلاً: "(إي) ساعدونا كي نستطيع أن نساعدكم".
يقول المومني إن قضية اللاجئين تأتي على رأس أولويات تحركات الأردن الأخيرة للتوصل إلى اتفاق مع سوريا. تستند الخطة، التي يؤمل أن تحل القضايا العالقة بين سوريا والبلاد العربية الأخرى وأن تساعد في إنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ حوالي 11 عاماً، إلى "خطوات إيجابية سوف يتخذها النظام السوري حول اللاجئين، وهي تحديداً عفو عام سوف يُعلن عنه ويسمح للاجئين بالعودة".
في حين تدعو المبادرة أيضاً إلى إصلاح أمني في سوريا، وتشدد على الحاجة إلى منع الميليشيات المناصرة للأسد -التي تدعم إيران كثيراً منها- من تهديد الأمن الإقليمي، وذلك وفقاً للمومني.
واكتسب تطبيع سوريا مع جيرانها العرب زخماً في الأسابيع الأخيرة، وكانت السعودية آخر البلاد التي أعلنت عودة العلاقات مع دمشق. حيث تشعر البلاد العربية أنها فقدت نفوذها في سوريا؛ بعد أن قطع عديد منها العلاقات مع الأسد، في أعقاب حملته القمعية الدموية ضد الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا في 2011.