قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته الجمعة 7 أبريل/نيسان 2023 إن نحو 20 مسرحاً في مدينة بروكسل البلجيكية بدأت باستخدام ملصقات تصنيفية "فيها مراعاة لشهر رمضان" تقسِّم العروض إلى فئات وفئات غير مناسبة. والغاية من ذلك تنبيه المسلمين إلى ما تشتمل عليه العروض من مضامين تتعلق بالعري والجنس والعنف، وحثِّهم في الوقت نفسه على حضور الفعاليات الثقافية المناسبة لهم خلال الشهر الكريم.
لكن نشر هذه الملصقات التصنيفية استثار بعض أنصار القومية الفلمنكية للتحذير مما دعوه بالرقابة الذاتية على الثقافة في البلاد. فكتب جان جامبون، وزير الثقافة في المنطقة الفلمنكية وأحد قادة حزب "التحالف الفلمنكي الجديد" (NVA)، إلى المسارح معترضاً على التدخل الديني في حرية الفنون، وما وصفه بوصاية المسلمين البلجيكيين عليها.
قرار بلجيكي يثير انتقادات قادة الأحزاب
كما كتب جان جامبون، وزير الثقافة في المنطقة الفلمنكية وأحد قادة حزب "التحالف الفلمنكي الجديد" (NVA)، في احتجاجه: "يبدو لي أن مثل هذا التدخل الديني في الممارسات الثقافية والدينية إشكالية كبيرة"، فقد يُقال إن الأمر يتعلق بتحذير الجمهور "لكنه قد يؤدي في الوقت نفسه إلى نوع من أنواع الرقابة الذاتية.. وينطوي على قدر من الوصاية على الفعاليات الثقافية".
زعم جامبون أن سياسة النيات الحسنة يمكن أن تفضي إلى مزيد من التحيز وقلة الثقة المتبادلة، "على خلاف ما تريده هذه الحكومة الفلمنكية فيما يتعلق بمكافحة الفصل العنصري".
على الرغم من أن حزب التحالف الفلمنكي الجديد ليس جزءاً من ائتلاف الأحزاب الحاكم في بلجيكا، فإن تصريحات جامبون لها ثقل سياسي؛ لأن حزبه لديه الأغلبية المسيطرة على إقليم الفلاندرز (الفلمنكي الناطق بالهولندية شمال بلجيكا)، أكبر الأقاليم الفيدرالية في البلاد وأغناها.
كان بارت دي ويفر، زعيم التحالف الفلمنكي الجديد وعمدة مدينة أنتويرب الكبرى، نشر كتاباً الشهر الماضي يحمل عنوان Over Woke، وأورد فيه مزاعم تحذر من أن الصوابية السياسية خطر يهدد بقتل الثقافة البلجيكية.
تنبيه المسلمين لمحتوى العروض المسرحية
في المقابل، أنكرت باربرا فان ليندت، المشرفة بمسرح كايثيتر ورائدة المبادرة التي استندت إلى حملة مماثلة لها في فرنسا، أن تكون مبادرتها تحمي أي أجندة أو نزعة رقابة. وقالت: "إنها ليست إلا تنبيهات، غرضها الوحيد الحيلولة دون تعرض الناس لتجربة لا تسعدهم"، إذا التحقوا بالعروض ووجدوا فيها ما يسوءهم.
أوضحت فان ليندت: "هذه التصنيفات تستخدم في أوروبا منذ مدة، لكنها لا تهدف تحت أي ظرف من الظروف إلى الحدِّ من حرية الفن والإبداع".
في حين يرى البروفيسور باتريك لوبويك، أستاذ الفلسفة في جامعة أنتويرب، أن تصنيفات الأفلام السينمائية والعروض على شبكات البث، مثل نيتفلكس، راسخة منذ زمن طويل، لكن يمكن اختراقها، "فعروض المسرح ينبغي أن تكون مثيرة للناس، وبالكشف عن جزء من محتواها، فإنك تدمر عنصر المفاجأة فيها"، والواقع أننا نشهد "تغيراً في رؤية الأجيال الشابة من العارضين للفنون، إنهم يريدون التحلي بالمسؤولية حيال المشاهدين، وعدم الإساءة للجمهور مهما كان الأثر" على عروضهم.