حذَّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2023، الصين من عواقب تزويد روسيا بالسلاح، معتبراً أن مثل هذه الخطوة ستكون "خطأً تاريخياً"، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الحلف لا يسعى لمواجهة مع روسيا.
ستولتنبرغ قال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع استمر يومين لوزراء خارجية دول الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، إن "أي مساعدة قاتلة من جانب الصين لروسيا، ستكون خطأً تاريخياً له تداعيات بالغة".
أوضح أن الصين رفضت إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، وقال إنها تنحاز بشكل متزايد إلى موسكو، كما أشار إلى أن الصين "تحاكي دعاية روسيا وتدعم اقتصادها، وتجري أنشطة عسكرية مشتركة في الجو والبحر".
في السياق ذاته، شدد ستولتنبرغ على أنَّ حلف "الناتو" لا يعتبر الصين خصماً، مستدركاً أن سلوك بكين "يتحدى المصالح والقيم الأمنية التي يمثلها الناتو".
كذلك اتهم ستولتنبرغ، الصين بأنها "تقمع الحقوق الديمقراطية على أراضيها وفي هونغ كونغ، وتحاكم الأقليات، كما أنها تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لمراقبة السكان".
من جانبها، قالت الصين إنها لم تكن إلى جانب موسكو في حربها، وجاء ذلك في تصريحات للسفير الصيني لدى الاتحاد الأوروبي، فو تسونغ، لصحيفة "نيويورك تايمز"، وأشار إلى أنه تمت إساءة فهم العلاقات بين بكين وموسكو، قائلاً إن علاقات البلدين قد لا تكون بلا حدود.
تسونغ أكد في تصريحاته، أن بكين لم تقدم مساعدة عسكرية لموسكو، ولم تعترف بضمِّ الأراضي الأوكرانية لروسيا، وضمن ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس، وقال إن الصين لم تُدن الهجوم الروسي على أوكرانيا، "لأنها تفهمت وجهة نظر روسيا بشأن الحرب الدفاعية ضد زحف الناتو".
كذلك، اتهم تسونغ، وزيرَ الخارجية الأميركي بلينكن بنشر الأكاذيب عبر الإعلام، بادعائه أن الصين تدرس تزويد روسيا بالأسلحة الفتاكة، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى أن يصوغ سياسة أكثر تماسكاً بشأن العلاقة مع بكين، بدلاً من اتباع نهج واشنطن.
"الناتو" لا يريد المواجهة
في سياق متصل، جدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2023، تأكيد أنَّ حلف "الناتو" لا يسعى إلى نزاع مع روسيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بلينكن في مقر حلف الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في أعقاب الإعلان رسمياً، أمس الثلاثاء، عن انضمام فنلندا إلى التحالف العسكري.
بلينكن قال إن "الناتو لا يسعى للانخراط في نزاع مع روسيا، ولكنه تحالف دفاعي، وعلى روسيا أن تفكر قبل أي عدوان على الحلف"، وشدد على أن الحلف والولايات المتحدة "سيستمران في دعم أوكرانيا طالما هي مستمرة في الدفاع عن استقلالها"، كما أشار إلى أن أوكرانيا بصدد التحضير "لهجوم مضاد لاستعادة أراضيها".
في موازاة ذلك، نوه بلينكن إلى دعم بلاده للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق "سلام عادل يحترم ميثاق الأمم المتحدة، ووحدة الأراضي الأوكرانية".
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم، في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة على موسكو.