قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته الأحد 2 أبريل/نيسان 2023، نقلاً عن ديفيد بيزلي، رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قوله، خلال مقابلة إعلامية، إنَّ هناك أكثر من 350 مليون شخص "يتحركون نحو المجاعة"، وذلك بعد أن قال في تصريح سابق له أثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام نيابة عن وكالته في عام 2020، إن العدد هو 270 مليون شخص.
الرقم الذي تحدث عنه المسؤول الأممي هو رقم أعلى من عدد سكان الولايات المتحدة. وقد قال بيزلي في مقابلة مع إذاعة BBC يوم الجمعة: "اعتقدت أننا سننهي عمل برنامج الغذاء العالمي بالكامل"، حين تولى منصبه في 2017. وأضاف أنَّ أزمة الغذاء "ستزداد سوءاً"؛ مُرجِعاً سبب ذلك إلى تغير المناخ ووباء فيروس كورونا المستجد، والحرب في أوكرانيا.
تحذيرات أممية من مجاعة عالمية
من بين هؤلاء الـ 350 مليون شخص -الذين تعتبرهم الأمم المتحدة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، والذين يتعيّن عليهم بيع ممتلكاتهم الأساسية للحصول على الغذاء- قال بيزلي إنَّ 50 مليون شخص "يطرقون باب المجاعة". وتشير هذه الفئة الأخيرة إلى أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى ثلاث مجموعات غذائية أو أقل ويستهلكون 2100 سعرة حرارية أو أقل في اليوم.
في حين أكد بيزلي: "يجب أن يحصل 50 مليوناً على الطعام، وإلا سيموتون بلا شك". وصرح لوكالة The Associated Press بأنَّ برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى جمع 23 مليار دولار لمساعدة 350 مليون شخص. لكنه أردف: "بصراحة تامة، سأُفاجأ إذا حصلنا على 40% منها، في هذه المرحلة".
أوضح أيضاً لإذاعة BBC أنَّ أفضل شيء يمكن أن يحدث هو إنهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب، والسماح لأوكرانيا وروسيا باستئناف دورهما كسلّتي خبز للعالم.
حرب روسيا في أوكرانيا تضر بمبيعات الحبوب
قبل الحرب، احتلت أوكرانيا المركز الثالث بين أكبر بائعي ذرة والخامس لأكبر مُورِّد قمح في العالم، بينما كانت روسيا أكبر مصدر للقمح والأسمدة في العالم، وفقاً لمرصد التعقيد الاقتصادي، وهو موقع إلكتروني للبيانات. وقال بيزلي إنَّ الحرب تسببت في تراجع إنتاج وتصدير هذه المنتجات.
في حين رفض بيزلي الإفصاح عمّا إذا كان يتفق مع تأكيد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنَّ موسكو سلّحت الطعام. وقال لوكالة The Associated Press إنَّ على الصين ودول الخليج والمليارديرات "مضاعفة جهودهم بدرجة كبيرة".
الصين تدعم برنامج الأغذية العالمي
من جهتها، فقد قدمت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مساهمة بقيمة 12 مليون دولار إلى برنامج الأغذية العالمي العام الماضي. لكن هذا أقل مما قدمته دول مثل نيوزيلندا وأوكرانيا، اللتين بلغ إجمالي الإنتاج المحلي فيهما أقل من 2% من إجمالي معدل الصين في عام 2021. وكانت الولايات المتحدة أكبر مانح، حتى الآن؛ إذ قدمت 7.2 مليار دولار.
من جهته، لم يذكر بيزلي، وهو حاكم جمهوري سابق لولاية ساوث كارولينا، ما إذا كان سيعود إلى السياسة الأمريكية بعد ترك برنامج الأغذية العالمي. وقال لإذاعة BBC: "أتطلع إلى العودة إلى المنزل، والاسترخاء لبضعة أسابيع أو شهرين على الأقل، ثم سنرى ما يحدث بعد ذلك".
في حين أنه من المقرر أن تأتي سيندي ماكين، التي تعمل ممثلة لواشنطن في وكالات الأمم المتحدة في روما، خلفاً لبيزلي .