زار المدير التنفيذي لسلاسل الفنادق والمنتجعات الهندية Oberoi Hotels & Resorts، فيكرام أوبيروي، القاهرة في منتصف مارس/آذار الجاري لاستكشاف الفرص التي وفرتها الحكومة المصرية بالقرب من هرم خوفو الأكبر؛ حيث يعتزم وزير السياحة أحمد عيسى إنشاء 1500 غرفة إضافية في محيط المتحف المصري الكبير الجديد القريب من مجمع أهرامات الجيزة، حسب ما نشره موقع Africa Intelligence الفرنسي.
يأتي هذا بعد أن كشف تقرير أن انهيار قيمة الجنيه المصري شجّع الباحثين عن أشعة الشمس على العودة إلى مصر، المضطربة اقتصادياً، حيث تراجعت قيمة عملتها بنسبة 43% مقابل الجنيه الإسترليني خلال الأشهر الستة الماضية، الأمر الذي جعل مصر واحدة من أبرز الوجهات السياحية من حيث القيمة المادية، رغم ارتفاع معدلات التضخم بها، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وبذلك، تعود Oberoi Hotels & Resorts للموقع الذي غادرته منذ 10 سنوات. وبين عامي 1972 و2013، أدارت المجموعة الهندية فندق مينا هاوس، منتجع الصيد السابق الذي بُني عند سفح الأهرامات في عام 1869 من أجل حاكم الدولة آنذاك، الخديوي إسماعيل باشا. وحالياً، تمتلك المجموعة الأمريكية Marriott International عقد إدارة الفندق الأسطوري، المملوك للشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق الحكومية (إيجوث).
ويُعتقَد أنَّ فيكرام أوبيروي مهتم أيضاً بافتتاح منشأة جديدة مطلة على البحر الأحمر وتمتلك مجموعته بالفعل فندقاً هناك في منتجع سهل حشيش، وتُدير باخرتين سياحيتين في نهر النيل، وتحديداً في صعيد مصر.
3 ملايين سائح إضافي
المجموعة الهندية ليست هي الفاعل الوحيد من قطاع السياحة الفاخرة الذي تجدّد اهتمامه بمصر. فعقب سنوات من غياب الاستقرار في فترة ما بعد الثورة وأزمة "كوفيد-19″، عاد المسافرون الدوليون يتدفقون إلى الدولة. وارتفع عدد السياح الوافدين إلى مصر من 7.9 مليون إلى 11.2 مليون زائر بين عامي 2021 و2022.
ويرجع هذا الانتعاش جزئياً إلى فتح خطوط جوية جديدة ستستمر بعد الافتتاح الأخير لمطار سفنكس الدولي، قرب هضبة الجيزة. وستهبط الرحلات المباشرة من مدينة فرانكفورت، التي تُسيِّرها شركة الخطوط الجوية الألمانية Condor، هناك، اعتباراً من 30 مارس/آذار.
وجذبت الطفرة في السياحة المصرية فاعلين كباراً آخرين؛ إذ سيفتتح العملاق الأمريكي Hilton فندقين جديدين في العاصمة هذا الصيف؛ هما: Waldorf Astoria Cairo Heliopolis وHilton Cairo Nile Maadi. ويستعد فندق Marriott International، بدوره، لتدشين فرع جديد من سلسلة فنادق W Hotel في 2025 بالقاهرة الجديدة وشارع 90 الراقي.
ومن المقرر أن تفتتح مجموعة الفنادق Mandarin Oriental أول منشآتها في مصر في العام القادم بقلب القاهرة، وتحديداً في ميدان التحرير. وستستحوذ مجموعة الفنادق -ومقرها هونغ كونغ- على إدارة فنادق Shepheard التاريخية، التي افتُتِحَت في عام 1841، والتي يعمل ذراع الإنشاءات التابع لمجموعة الشريف القابضة السعودية حالياً على ترميمها.
السياحة تنتعش في مصر
وتوصلت أبحاث أجراها مكتب البريد المالي البريطاني، إلى أن ما سيدفعه البريطانيون الذين يزورون مصر الآن مقابل الضروريات، سيقل بنسبة 17.5% عن العام الماضي.
فيما قال خبراء إن هذا الانهيار في العملة فاق آثار التضخم الذي بلغ 25.8%، في يناير/كانون الثاني. فالبريطاني الذي يشتري ما قيمته 500 جنيه إسترليني من الجنيهات المصرية يحصل الآن على 174 جنيهاً إسترلينياً زيادة، بزيادة قدرها 53% عن العام الماضي، والتي تعد أكبر زيادة بين العملات الـ21 التي رُصدت في تقرير المال السنوي لمكتب البريد.
وسجلت شركات طيران وشركات سياحية زيادة الاهتمام بمصر، وخاصة منتجعاتها الفخمة المطلة على البحر الأحمر. وقالت شركة Skyscanner، أكبر منصة لمقارنة الرحلات الجوية، إن البحث عن مصر الشهر الماضي ارتفع بنسبة 53% مقارنة بعام 2019.
فيما أفادت شركة Travel Republic أن الحجوزات في الأيام الثلاثين الماضية ارتفعت بنسبة 163%، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2019. وحوالي 70% من هذه الحجوزات كانت لمنتجعات من فئة الـ5 نجوم.