في قالب درامي اجتماعي، يسلط مسلسل "كاينة ظروف" المغربي، الضوء على حياة 3 شخصيات نسائية، من طبقات اجتماعية وأعمار مختلفة، تجمعهن أسوار السجن، بعد أن تم الحكم عليهن بسبب تهم مختلفة.
وبالرغم من اختلاف قصص كل واحدة منهن، فإن روابط الصداقة القوية بينهن ستجعل منهن واحدات من بين أهم النساء في السجن، اللواتي لهن كلمة مسموعة في المكان، ومكانة خاصة مقارنة بباقي السجينات.
إلا أن حياتهن ستنقلب رأساً على عقب بعد خروجهن من السجن، ففي الوقت الذي سيكون لكل واحدة أحلامها الخاصة، تطمح لتحقيقها بعد معانقة الحرية، سيجدن أمامهن العديد من المشاكل والعراقيل، التي تراكمت خلال سنوات حبسهن.
قصة مسلسل "كاينة ظروف"
مع بداية عرضه عبر القناة الأولى المغربية، تمكن مسلسل "كاينة ظروف" من احتلال الصدارة، إذ تمكن من شد الجمهور المغربي إليه، مقارنة بباقي الإنتاجات المغربية الرمضانية الأخرى.
وقد جاء نجاح المسلسل، الذي عُرضت منه بضع حلقات فقط إلى الآن، بسبب قصته المختلفة، والتي لم يتم التطرق لها من قبل، وهي المشاكل والصعوبات التي تواجه النساء المسجونات، سواء داخل السجن أو خارجه.
ومن بين أبرز القضايا التي يسلط عليها المسلسل الضوء، هي نظرة المجتمع القاسية للمرأة بعد خروجها من السجن، وكيف تتحول حياتها، لتصبح غير مرغوب بها، حتى من أقرب المقربين لها، لأنها عبارة عن عار لهم، ووجودها بينهم سيكون بمثابة فضيحة لهم.
إضافة إلى ذلك، فإن قصة المسلسل تحكي عن الثقة، وكيف يمكن لها أن تضيع حياة شخص بريء، في حال وضعت في الأشخاص الغلط.
المسلسل من إخراج إدريس الروخ، وسيناريو بشرى مالك، وبطولة كل من سامية أقريو، وابتسام العروسي، وراوية، وعبد الرحيم المنياري، ورباب كويد، ونرجس الحلاق.
قصة "نادية"
تبدأ قصة نادية، التي تلعب دورها سامية أقريو، وهي سيدة أعمال غنية ومشهورة، بعدما قامت بالموافقة على الدخول في صفقة، أجبرها زوجها على التوقيع عليها، ليتم الحكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات، بتهمة اختلاس الأموال.
تلتقي نادية بكل من حنان وفوزية داخل السجن، لتخلق بينهن صداقة قوية، وفي الوقت الذي يكون الحزن قد خيم عليها، بسبب إنهاء الفترة الحبسية لحنان، وبقائها وحيدة رفقة فوزية في السجن، ستحصل على الخبر السعيد، وهو حصولها ورفيقتها على الإفراج، بسبب حسن السير والسلوك.
بعد خروجها من السجن، يكون لنادية العديد من الأحلام المؤجلة، أولها لقاء ابنتها وأخذها للعيش معها، ثم البدء في التحضير لمشروع جديد، والعودة من قوة إلى عالم الأعمال.
لكنها لا تعلم أن ابنتها الوحيدة أصبحت تكرهها لدرجة كبيرة، وذلك بسبب تأثير سمعتها على مسارها الدراسي، حيث اضطرت لتغيير المدرسة التي تدرس بها أكثر من مرة، لأن الجميع ينعتها هناك بابنة المسجونة.
قصة "حنان"
كانت حنان واحدة من بين الفتيات المقبلات على الحياة، وكان همها هو السهر وقضاء وقت ممتع مع أصدقائها، دون الاكتراث إلى عواقب ما تفعله.
وبسبب هؤلاء الأصدقاء، تم الحكم عليها بالسجن 4 سنوات، بعد أن تم ضبط كمية كبيرة من المخدرات بحوزتها، عندما كانت في طريقها إلى مدينة أخرى.
إذ إنها وضعت ثقتها في بعض الأصدقاء الذين أعطوها حقائب لا تعلم ما بها، من أجل إيصالها إلى المدينة التي كانت تتجه إليها.
خلال فترة حبسها، أدار كل أفراد أسرة حنان وجوههم عنها، إلا جدتها التي كانت تزورها بشكل مستمر، فقد كانت السبب الوحيد الذي جعلها تشعر بالسعادة عند انتهاء فترة حبسها، لأنها ستتمكن أخيراً من لقائها، بعد أن مرت فترة طويلة على غيابها عنها بسبب المرض.
إلا أن الصدمة الكبيرة ستكون عندما تتجه حنان إلى منزل جدتها، لتجدها قد توفيت قبل ساعات قليلة من خروجها من السجن، ويتم طردها بشكل مهين من طرف خالها، الذي منعها من البقاء في المنزل.
ستعيش حنان بعد ذلك العديد من المشاكل الأخرى، بعدما وجدت نفسها في الشارع بدون مأوى، ليكون الحل الوحيد أمامها هو التوجه إلى منزل إحدى موظفات السجن، التي كانت تعتبر قريبة منها.
ومنها ستعرف حنان أن كلاً من فوزية ونادية سوف تخرجان من السجن كذلك، لتقرر استقبالهن، والعودة للعيش معهن من جديد.
قصة "فوزية"
حسب ما روته لزميلاتها في السجن، فإن فوزية كانت فتاة شابة فائقة الجمال، تعمل مغنية شعبية (شيخة) في الأعراس والمناسبات الخاصة.
وفي الوقت الذي كانت فيه في أوج شهرتها ونشاطها الفني، واجهها مشكل مع أحد أفراد فرقتها الموسيقية الذي كانت تربطها به قصة عاطفية، ليتحول إلى شجار قوي، فتقوم بقتله دون قصد.
يُحكم على فوزية بالسجن لمدة 30 سنة، لتكون حياتها قد انتهت بالنسبة لها، وتقول لنادية، بعد أن تم إعلان قرار الإفراج عنهما، أنها تشعر بالخوف، ولا تريد الخروج من السجن أبداً، لأنها لا تعلم كيف يمكن أن تكون حياتها بعيداً عن النظام الذي أسسته لحياتها هناك.
بعد خروجها من السجن ستجد فوزية صديقتها حنان تنتظرها أمام المدخل، وبسبب وضعها، ستقرر أخذها معها للعيش في منزلها، الذي كانت قد اشترته قبل دخول السجن.
لكن المفاجأة ستكون عند الوصول إلى المنزل، لتجد شاباً في مقتبل العمر يعيش هناك، ويخبرها بأن هذا المنزل ملكه الخاص، ثم يتبين بعد ذلك أنه ابن أخيها المتوفى.
ردود فعل الجمهور
عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات الخاصة بمسلسل "كاينة ظروف"، إذ كانت جميعها تشيد بهذا العمل الدرامي، الذي تفوق على الإنتاجات الأخرى، وتربع على عرشها.
ومن بين أبرز التعليقات التي إشترك فيها الجمهور المغربي، هي إعجابهم بقصة المسلسل، وأداء الممثلين المُثقن للأدوار، إضافة إلى الأحداث المليئة بالتشويق، والتي لا تجعل المشاهد يشعر بالملل إطلاقاً، بالرغم من أن مدة الحلقة الواحدة تقارب ساعة من الزمن.
وقد تمكنت الحلقة الأولى، التي عُرضت في اليوتيوب، إلى جانب القناة المغربية، من حصد ما يزيد على مليون ونصف مشاهدة، فيما تجاوزت بقية الحلقات الأخرى حاجز المليون.
وقد جاء من بين التعليقات: "مسلسل في المستوى، يعبر عن واقعنا المر"، فيما كتب شخص آخر: "مسلسل جميل وهادف أتمنى أخذ العبرة منه".