تونس تبدأ قطع الماء ليلاً ببعض المناطق وسط أزمة جفاف.. وخبراء يحذّرون من “صيف العطش”

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/28 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/28 الساعة 10:44 بتوقيت غرينتش
دول إفريقية تعاني من الجفاف/ رويترز

أفاد سكان بعض مناطق العاصمة التونسية، وبعض المدن الأخرى، بأن سلطات البلاد بدأت منذ أسبوع قطع مياه الشرب ليلاً، في إطار ما يبدو أنها خطة لخفض الاستهلاك، وسط أزمة جفاف شديدة تحاصر تونس بسبب ندرة الأمطار، خلفت سدوداً شبه فارغة، بينما حذّر خبراء من صعوبة الوضع خلال "صيف العطش".

شمل قطع المياه بعض مناطق العاصمة تونس ومناطق في محافظات الحمامات وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس، وامتنع مسؤولون في شركة توزيع المياه العامة عن التعليق، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الثلاثاء، 28 مارس/آذار 2023.

موجة جفاف خطيرة تضرب تونس

تعاني تونس من موجة جفاف خطيرة مستمرة منذ 4 سنوات، مما يهدد البلاد بالعطش، وهو ما دفع مسؤولين في وزارة الزراعة للقول إن الوزارة قد تشرع بقطع المياه ليلاً في الصيف؛ لترشيد الاستهلاك في ظل شح مخزونات المياه.

 لكن يبدو أن استمرار قلة الأمطار دفع المسؤولين إلى اتخاذ هذا القرار مبكراً في بعض المناطق. وقال ياسين مامي، النائب بالبرلمان الجديد، إن مسؤولاً في الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه المملوكة للدولة أخبره بأن سبب الانقطاع المتكرر للمياه في مناطق مدينة الحمامات ليس بسبب أعمال صيانة، وإنما يعود إلى سياسة تقسيط المياه؛ لأن البلاد مهددة بشح المياه.

فيما تخاطر السلطات بإثارة توتر اجتماعي بسبب قطع المياه المتكرر دون إعلام، في البلد الذي يعاني سكانه بالفعل إحباطاً متزايداً بسبب سوء الخدمات العامة وارتفاع التضخم بشكل كبير، واقتصاد شبه منهار. 

لكن مختصين يقولون إن السلطات لا بديل لها سوى تقسيط المياه؛ سعياً لخفض الاستهلاك، وسط موجة جفاف غير مسبوقة، وسدود شبه فارغة، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

بينما قال حمادي الحبيب، مدير عام مكتب التخطيط والتوازنات المائية بوزارة الفلاحة، إن إيرادات السدود التونسية سجلت انخفاضاً قدره مليار متر مكعب بسبب ندرة الأمطار من سبتمبر/أيلول 2022، إلى منتصف مارس/آذار 2023.

فيما أظهرت الأرقام الرسمية أن مخزون سد سيدي سالم في شمال البلاد، وهو مزود رئيسي لمياه الشرب لعدة مناطق في البلاد، انخفض إلى‭‭16 ‬‬% فقط من سعته القصوى البالغة 580 مليون متر مكعب.

تحذير من صيف صعب على التونسيين

من جهته، نبّه المختص في التنمية والتصرف في الموارد بكلية العلوم بتونس، حسين الرحيلي، الإثنين، إلى أنّ الصيف القادم سيكون صعباً للغاية بخصوص التزوّد بالموارد المائية، واصفاً إياه "بصيف العطش".

كما أقرّ الرحيلي، في تصريح لموقع راديو "موزاييك" التونسي، بحساسية الوضع المائي الراهن، معتبراً أنّ انقطاعات الماء الأخيرة غير المعلنة من قبل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، والتي شهدتها بعض مناطق تونس الكبرى والوطن القبلي والساحل، منطقية للغاية، في إطار التصرف في ما هو متاح من الموارد المائية المتوفرة في السدود.

بينما لفت إلى أنّ مناطق الجنوب والوسط لا تتزود مباشرة من السدود، بل تتزود بشكل مباشر من الموائد المائية، حيث سينقص تجدّدها، وسيصير نوعاً من الاستنزاف لهذه الموائد، ما سيؤثّر على ديمومة الحياة في تلك المناطق، لاسيما وأنّها توفّر الماء لكلّ الأنشطة.

فيما شدّد المختص على أنّ تونس تصل لأول مرة إلى هذا الوضع المتدهور جداً، نتيجة لتراجع التساقطات خلال فصلي الخريف والشتاء، باستثناء بعض المناطق، على غرار جندوبة وباجة الشمالية وبنزرت في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني وبداية ديسمبر/كانون الأول، ليتواصل انحباس الأمطار في ما بعد بما أثر بشكل كبير على مخزونات السدود.

تحميل المزيد