أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، الإثنين 27 مارس/آذار 2023، تراجعه عن تمديد العمل بالتوقيت الشتوي، مبدياً موافقة الحكومة على البدء بالتوقيت الصيفي، وتقديم عقارب الساعة لستين دقيقة، بدءاً من ليل الأربعاء المقبل.
ميقاتي قال في تصريحات إن القرار الجديد بخصوص التوقيت اتُخذ بعد "نقاش هادئ"، وذلك بعدما أثار قراره السابق غضباً واسع النطاق في لبنان، عندما قرر يوم الخميس 23 مارس/آذار 2023 إرجاء العمل بالتوقيت الصيفي، حتى يوم 20 أبريل/نيسان 2023.
يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي عالمياً هذا العام يوم الأحد 26 مارس/آذار 2023، لكن رئاسة الحكومة اللبنانية أعلنت تمديد العمل بالتوقيت الشتوي.
ميقاتي وفي دفاعه عن قراره بتمديد التوقيت الشتوي، قال إن "استمرار العمل بالتوقيت الشتوي حتى نهاية شهر رمضان الذي تشاورت بشأنه مع رئيس مجلس النواب، سبقته اجتماعات مكثفة على مدى أشهر بمشاركة وزراء ومعنيين".
أضاف ميقاتي أن الهدف من القرار كان "إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن من دون أن يسبب ذلك أي ضرر لأي مكوّن لبناني آخر، علماً أن هذا القرار اتخذ مراراً في السابق"، بحسب ما أورده تلفزيون "الجديد" اللبناني.
قرار ميقاتي السابق أثار حفيظة السلطات المسيحية، التي قالت إن التوقيت الصيفي سيعتمد يوم الأحد الأخير من شهر مارس/آذار الجاري، كما جرت العادة كل عام، فالكنيسة المسيحية المارونية ذات النفوذ في لبنان، أعلنت تجاهلها للقرار ووصفته بـ"الفجائي".
كما قررت عدة مؤسسات لبنانية كبرى تجاهلها لقرار ميقاتي، إذ ستعتمد قناتان إخباريتان، LBCI وMTV، التوقيت الصيفي الأحد الأخير من هذا الشهر.
كذلك أعلنت البطريركية المارونيّة عدم تنفيذها قرار الحكومة، والتزامها بالتوقيت الصيفي العالمي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، وانتقد مكتبها الإعلامي في بيان اتخاذ القرار "من دون التشاور مع سائر المكوّنات اللبنانيّة، ومن دون أي اعتبار للمعايير الدولية، وللبلبلة والأضرار في الداخل والخارج".
واعترض أيضاً كل من التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، أبرز الأحزاب المسيحية، على القرار. وكان من أبرز المعترضين رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل، الذي كتب في تغريدة على تويتر: "قصة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كتير بمعانيها… ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها أو بعصيانها".
ميقاتي لفت في تصريحات إلى أن البعض اعتبر قراره بتمديد الوقت بمثابة تحدٍ، وقال: "لكني قطعاً لم أتخذ قراراً ذا بعد طائفي أو مذهبي، وما كان قرارٌ كهذا يستوجب كل هذه الردود الطائفية البغيضة والتي دفعتني لأتساءل عن جدوى الاستمرار في تحمل المسؤولية عمن عجز عن تحملها بنفسه".
أضاف ميقاتي: "لنكن واضحين، ليست المشكلة ساعة شتوية أو صيفية تم تمديد العمل بها لأقل من شهر، إنما المشكلة الفراغ في الموقع الأول في الجمهورية، ومن موقعي كرئيس للحكومة لا أتحمل أي مسؤولية عن هذا الفراغ، بل تتحمله القيادات السياسية والروحية المعنية، وبالدرجة الأولى الكتل النيابية كافة، تلك التي فضّت النصاب خلال 11 جلسة انتخاب سابقًا…".
أثارت حالة الخلاف حول التوقيتين الشتوي والصيفي بلبنان إرباكاً لدى السكان، الذين وجدوا أنفسهم وسط وقتين مختلفين في البلاد.
كان وزير التعليم اللبناني عباس الحلبي قد قال إن المدارس ستعمل بالتوقيت الصيفي خلافاً لقرار الحكومة، ومن جانبها قررت شركة الخطوط الجوية اللبنانية، شركة طيران الشرق الأوسط، اعتماد حل وسط، وقالت إن ساعاتها وأجهزتها ستبقى على التوقيت الشتوي، لكنها ستعدل أوقات رحلاتها لتتماشى مع التوقيتات الدولية.
الارتباك على مستوى التوقيت طال أيضاً مستخدمي الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية التي تحول بعضها تلقائياً إلى التوقيت الصيفي، إذ لم يتم إخطار العديد من المشغلين بالتغير الحاصل على مستوى تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي.