قادة الجيش الروسي ينجحون في تقليص نفوذ فاغنر في أوكرانيا.. بلومبرغ: تعاني من نقص في الذخيرة والرجال

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/24 الساعة 09:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/24 الساعة 10:47 بتوقيت غرينتش
مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريفوزين / رويترز

نقلت وكالة بلومبرغ الأمريكية عن أشخاص مطلعين، الخميس 24 مارس/آذار 2023، أن مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريفوزين، يسعى إلى تقليص عمليات قواته الخاصة في أوكرانيا، وذلك بعد أن نجح قادة الجيش الروسي في قطع الإمدادات الرئيسية عنه من الرجال والذخيرة. 

وقالت الوكالة إن المؤسسة الأمنية والسياسية في روسيا باتت تنظر إلى بريفوزين على أنه "تهديد متزايد"، ولذلك فهو يعاني من نقص في القوى العاملة والذخيرة في أوكرانيا، بعد أن مُنع من تجنيد نزلاء السجون الذين يمثلون مصدره الأساسي للتجنيد، وحرم من الإمدادات.

وحتى الآن فشلت قوات فاغنر في السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية التي تعتبر هدفها الرئيسي، رغم مرور شهور من المحاولات والخسائر الفادحة، بحسب الصحيفة.

وجهة جديدة إلى إفريقيا

ونقلت الصحيفة عن مصادرها "المطلعة"، أن بريفوزين يخطط الآن لتحويل تركيزه مرة أخرى إلى دول في إفريقيا، مشيرة إلى أن فاغنر نشرت، الإثنين 20 مارس/آذار، إشعاراً بالتجنيد يعرض عمليات نشر في الدول الإفريقية بين 9 إلى 14 شهراً.

يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة مرتزقة
يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة مرتزقة "فاغنر" – رويترز

في سياق متصل، نقلت بلومبرغ عن مقربين من الكرملين وأجهزة المخابرات، تحدثوا إليها شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة أمور غير علنية، أنه في الوقت الذي كان يكافح فيه مقاتلو بريغوجين للتقدم لأكثر من بضع عشرات من الكيلومترات في باخموت وحولها رغم شهور من القتال، تمكن كبار القادة الروس من زرع الشكوك لدى بوتين حول براعة فاغنر العسكرية، بحجة أن النتائج التي حققتها جاءت من استخدام أعداد كبيرة من المساجين أرسلوا إلى حتفهم. 

وهذا الأمر جعل الرئيس الروسي يتدخل في النهاية لنقل تجنيد السجناء إلى وزارة الدفاع، قاطعاً بذلك الطريق على تدفق المجندين إلى فاغنر. 

وختمت بلومبيرغ بما قاله أندريه كوليسنيكوف، الزميل البارز بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "لقد أصبح بريغوجين مستقلاً للغاية، الأمر الذي ينتهك التوازن بين عشائر النخبة"، وأضاف: "بوتين وحده هو من يقرر ما هي الحدود".

رئيس فاغنر "قلق"

يُذكر أن رئيس مجموعة فاغنر عبّر، مطلع مارس/آذار الجاري، عن "قلقه" من نقص الإمدادات من الذخيرة لمقاتليه والجيش الروسي بالكامل، لافتاً إلى أنه فتح 58 مركزاً للتجنيد في 42 مدينة روسية، إذ يهدف إلى إعادة بناء قواته التي تتكبّد خسائر فادحة في شرق أوكرانيا.

وتقف مجموعة فاغنر في الخطوط الأمامية للقتال الهادف إلى السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية، في حين اعترف رئيس المجموعة بريغوجين بنفسه بأن العديد من مقاتليه لقوا حتفهم هناك. 

بريغوجين اشتكى مرات عدة في خضم توترات مع وزير الدفاع، من أنه لم يعد قادراً على تجنيد مقاتلين من السجون الروسية، حيث جنَّدت فاغنر عدداً كبيراً من السجناء مقابل تخفيف أحكامهم.

وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت توترات بين هيئة الأركان العامة ورئيس فاغنر، في حين لم تحقّق روسيا خلال هجومها في دونباس سوى تقدّم طفيف. 

توتر بين فاغنر والجيش الروسي

ووجّه يفغيني بريغوجين في مناسبات عدة، انتقادات شديدة اللهجة للقيادة العسكرية الروسية، مشيراً إلى عدم كفاءتها وبطئها وقراراتها السيئة في أوكرانيا. 

إذ اتهم السلطات بعدم توفير الذخيرة اللازمة لرجاله، كما اتهم وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، بالرغبة في تدمير مجموعة فاغنر التابعة له.

وفي 20 مارس/آذار، حذّر رئيس ومؤسس فاغنر في رسالة بعث بها إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من هجوم أوكراني "وشيك"، قال فيها إن الجيش الأوكراني يخطط لشن "هجوم واسع النطاق" في أواخر مارس/آذار الجاري أو أوائل أبريل/نيسان المقبل.

وهذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها بريغوجين مثل هذه المراسلات بينه وبين وزير الدفاع، الذي دأب على انتقاد إدارته للحرب.

وهناك هدفان محتملان فيما يبدو للخطوة غير التقليدية، يتمثل أحدهما في إرباك زعماء أوكرانيا، والثاني في السعي إلى إثبات أن شويجو هو المخطئ وليس بريغوجين في حال نجاح المناورة الأوكرانية المحتملة، وفق رويترز.

تحميل المزيد