الجيش الإسرائيلي يعترف بشن حملة تأثير على المنصات خلال حربه على غزة.. سعى لتحسين سمعته

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/23 الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/23 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
تصاعد الدخان وسط غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع/ الأناضول

أقرّ الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، 22 مارس/آذار بأنه  شنَّ حملة تأثير على وسائل التواصل الاجتماعي خلال حربه على غزة عام 2021، معترفاً بأنه ارتكب خطأ في إطلاقه حملة إلكترونية سعت لتحسين نظرة الجمهور الإسرائيلي لأداء قواته في المعركة، بحسب وكالة The Associated Press الأمريكية، الأربعاء، 23 مارس/آذار 2023.

كانت الحملة الإلكترونية، التي فشلت في اكتساب التأييد الذي أرادته، واحدةً من عدة خطوات مثيرة للجدل، اتخذها الجيش الإسرائيلي في حربه التي استمرت 11 يوماً، وأسفرت عن مقتل أكثر من 260 فلسطينياً.

حسابات إلكترونية مزيفة 

صحيفة Haaretz الإسرائيلية كشفت لأول مرة يوم الأربعاء، 22 مارس/آذار، عن الحملة الإلكترونية التي شنها الجيش الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي، وذكرت أنه استخدم حسابات إلكترونية مزيفة لإخفاء المصدر الأصلي للمنشورات، والتأثير في مواطنيه على مواقع تويتر وفيسبوك وإنستغرام وتيك توك.

إلى ذلك، قال خبراء إن الجيش الإسرائيلي، وإن استخدم مراراً حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع المعلومات الاستخبارية عن الدول العربية والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، فإن هذه أول مرة معروفة يستهدف بها مواطنين إسرائيليين بحملة تأثير عسكرية من هذا النوع.

أوري كول، خبير الحملات الإلكترونية، قال إن الكشف عن هذه الحملة ربما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم هذه الوسيلة سراً ضد الإسرائيليين من قبل، "ففي ظل قوانين الرقابة العسكرية الصارمة، يكون للجيش الإسرائيلي دائماً الكلمة الأخيرة فيما ينشر وما لا يُنشر. وما نراه هنا إنما هو جزء بارز صغير من حملة تلاعب إلكترونية لم نعرف بها من قبل".

"غزة تندم"

وعملت الحسابات الإسرائيلية على نشر مقاطع فيديو وصور للدمار في غزة عبر وسم إلكتروني عبري يقول: "غزة تندم". وحاولت المنشورات أن تبث قدراً من التباهي بقوة الجيش الإسرائيلي للتقليل من تأثير الصور التي أظهرت وابلاً من الصواريخ الفلسطينية وهي تقصف تل أبيب، وانتشرت انتشاراً واسعاً.

اختصت الحسابات الإسرائيلية بتأثيرها التيار اليميني، واستدعت في منشوراتها حسابات المقدمين التلفزيونيين المحافظين والسياسيين اليمينيين المتطرفين، مثل وزير الأمن القومي الحالي، إيتمار بن غفير، ونشرت محتواها كذلك في المجموعات التي تضم أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لبثِّ الرسالة المرجوة بين الجمهور المتعاطف مع الحكومة.

حملت أكثر المنشورات وسم "غزة تندم"، واستدعت مزيداً من التعليقات العدوانية من إسرائيليين، مثل: "لماذا لا تزال هناك مبانٍ قائمة في غزة؟". وقال كول: إن هذه الحملة "تظهر الحالة الذهنية للجيش الإسرائيلي، فهو يريد طمأنة الشباب واستنفارهم للحرب".

 التعاون مع مؤثرين حقيقيين 

وأقرّ الجيش الإسرائيلي أيضاً بأنه تعاون في حملته مع مؤثرين حقيقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وزوَّدهم بصورٍ ومنشورات تتحدث عن إنجازاته المزعومة، وتعرض الأضرار التي ألحقها بقطاع غزة.

على الرغم من ذلك، قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إن كل جهود الجيش باءت بالفشل، فقد عجز الوسم الذي حاول نشره عن التأثير في الجماهير، ولم يحصل إلا على عدد قليل من الإعجابات والمشاركات، إن وجدت. وأرجع خبراء بعض أسباب هذا الفشل إلى أن حملات التأثير الناجحة التي تستخدم هويات مزيفة تحتاج إلى سنوات للإعداد لها، وإنفاق مئات الآلاف من الدولارات لكسب ثقة المتابعين.

"عدد محدود" 

من جانب آخر، اعترف الجيش الإسرائيلي في بيانٍ أنه استخدم "عدداً محدوداً" من الحسابات المزيفة على مدار يوم واحد "لزيادة الاطلاع"، وقد "تبين أن استخدام هذه الحسابات كان خطأ"، لذلك لم تُستخدم هذه الوسيلة منذ الحرب. وزعم أنه تواصل مع مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للانضمام إلى الحملة بصفة رسمية، والمشاركة ضمن وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي.

وزعم البيان أن الجيش الإسرائيلي "يحرص على نشر الحقائق، ويتمسك قدر الإمكان بنشر تقارير موثوقة ودقيقة".

لطالما كان لمكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دور بارز في الدفاع عن العمليات العسكرية الإسرائيلية أمام الرأي العام الدولي، لكن علاقة جيش الاحتلال بوسائل الإعلام الدولية توترت في بعض الأحيان، وتعرضت بعض وسائله للانتقاد، ومنها الاتهام بتوزيع تقارير مضللة على الصحفيين الأجانب أثناء حربه على قطاع غزة عام 2021، فضلاً عن الغارة الجوية الإسرائيلية التي دمرت مبنى شاهقاً كان يضم مكتب وكالة The Associated Press وشبكة "الجزيرة" القطرية.

تحميل المزيد