بالنسبة للأسنان، قد يعاني كثير من الناس من حالة حساسية شديدة عند تناول أو شرب الحلويات القوية؛ إذ يمكن للمواد السكرية أن تلحق أضراراً كبيرة بالأسنان، مما يجعلها عرضة للحساسية.
إذا كنت تأكل كثيراً من السكريات ولا تمارس خطوات تنظيف الفم بشكل ثابت وبعناية، فقد تحدث أضرار إضافية للأسنان واللثة، خاصة على المدى الطويل.
هذه التداعيات بدورها يمكن أن تسبب حساسية الأسنان للحلويات، بالإضافة إلى المشكلات الأخرى، مثل حساسية الحرارة أو البرودة.
أعراض وتداعيات حساسية الأسنان للحلويات
عند تناول السكريات بأنواعها، بما في ذلك الفواكه الطبيعية، فقد يعاني الشخص المصاب بحساسية الأسنان للحلويات من شعور قوي ومفاجئ بالتالي:
- التنميل والطنين في الأسنان والفك.
- ألم حاد وطاعن في الأسنان، وكأنها ستنخلع.
- الألم في عظام الفك والعينين أو الجيوب الأنفية بشكل ارتدادي.
وعلاوة على شعور مزمن وقوي بالألم، يمكن أن يؤدي تلف الأسنان إلى زيادة الحساسية للسكر بالتبعية، ما يدخل المصاب في حالة مفرغة من الألم، وهناك عدد من الأسباب التي تفاقم المشكلة، من بينها ما يلي:
1- فقدان مينا الأسنان
تحتوي الأطعمة والمشروبات السكرية على كربوهيدرات قابلة للتخمر. عندما تختلط الكربوهيدرات المخمرة بالبكتيريا الضارة التي تعيش في الفم، ينتج الحمض.
ما لم يتم شطف الحمض أو إزالته بالمضمة وتفريش الأسنان بالمعجون، فإنه يزيل المعادن من مينا الأسنان مع الوقت، مما يتسبب في حدوث التآكل الذي يؤدي بدوره لتفاقم مشاكل حساسية الأسنان للحلويات والمشروبات الساخنة والباردة.
في المقابل، يحتوي اللعاب على معادن تساعد في إعادة المعادن إلى مينا الأسنان. ومع ذلك، إذا كنت تتناول الوجبات الخفيفة والسكريات باستمرار، فإن اللعاب سيكون لديه فرصة أقل لاستبدال المعادن التي يحتاجها مينا الأسنان لإعادة بناء نفسه.
2- تسوس الأسنان
تسبب البكتيريا التي تتغذى على السكر في الفم طبقة لزجة تسمى البلاك، والتي تتكون على الأسنان وتحت اللثة، خاصة إذا لم يلتزم الشخص بعادات تنظيف الفم القوية.
وقد يتسبب المحتوى الحمضي للبلاك في نزع المعادن من مينا الأسنان. وبمجرد تآكل المينا، يمكن للبكتيريا والحمض أن يدخلا الأسنان ويصلا إلى العاج الناعم بالداخل ويضعفها.
التهاب وأمراض اللثة
يمكن أن يؤدي تراكم البلاك أيضاً إلى أمراض اللثة، ولكن عندما يتصلب البلاك على الأسنان، فإنه يتحول إلى جير. يمكن أن يتسبب الجير والبلاك في تهيج اللثة، مما يتسبب في: الحكة، والالتهاب، والعدوى، والتورم، والنزيف.
يمكن أن يؤدي التهاب وتقرح أنسجة اللثة إلى زيادة حساسية الأسنان بسبب تعرض جذور السن التي تحتوي على نهايات عصبية للالتهابات والألم.
فقد صُممت اللثة لتغطية العظام وحماية جذر كل سن، لكن مع التقدم في العمر، قد تبدأ اللثة في الانحسار، مما يؤدي إلى كشف جذور الأسنان، وبالتالي ضعفها تدريجياً وتفاقم معاناتها من الألم والحساسية مع الاستخدام.
يُذكر أن تدخين السجائر وتنظيف الأسنان بقوة قد يؤدي بدوره إلى تفاقم انحسار اللثة. كما قد تلعب صحة الفم السيئة وأمراض اللثة دوراً مهماً أيضاً.
الحلويات التي يجب تجنبها للمصاب بحساسية الأسنان
تناول الحلويات وشربها يمكن أن يسبب عدم الراحة في الأسنان التالفة أو التي أصبحت شديدة الحساسية. ومن بين أسوأ الأطعمة التي يمكن أن تفاقم المشكلة، بحسب موقع (Healthline) للصحة والطب ما يلي:
- الحلوى الصلبة ومستحلبات السعال: تبقى الحلوى الماصة اليابسة والقوية في الفم لفترة طويلة، مما يولد حماماً حمضياً للأسنان يفاقم من حساسيتها وتضررها، خاصة على المدى البعيد.
- الحلويات اللزجة أو المطاطة: تلتصق حلويات الجيلي مثل الدببة الصمغية والفواكه المجففة بالعسل بالأسنان، وتخلق طبقة لزجة قد تعلق في الثنايا وبين الضروس، مما يمنح البكتيريا الكثير من الفرص لتنمو وتتفاقم.
- عصير البرتقال أو الليمون: بالرغم من أنه ليس أسوأ الجناة على الأسنان، فإن عصير البرتقال يحتوي على نسبة عالية من السكريات، بالإضافة إلى حمض الستريك الذي يتمتع به بشكل طبيعي، والذي يمكن أن يزيد من تآكل الأسنان، وبالتالي معاناتها من الحساسية.
- المشروبات الغازية والصودا: الكولا والمشروبات الغازية الأخرى ليست مليئة بالسكر الصناعي الضار بالصحة والجسم فحسب، ولكنها أيضاً مشروبات حمضية تساهم مع الوقت في تآكل مينا الأسنان.
علاج حساسية الأسنان للحلويات
إذا كان الشخص يعاني من الأسنان الحساسة أو فقدان المينا، فإن استخدام معجون أسنان مصمم لمعالجة هذه الحالات يمكن أن يساعد.
يعمل معجون الأسنان الحساسة عن طريق طلاء أنابيب العاج في الأسنان وتعويض المينا المفقودة. وهي عبارة عن أنابيب مجهرية تمتد من أسفل المينا إلى طبقة عاج السن الداخلية.
أما إذا كان لديك تجاويف، فإن ملأها بالحشو المتخصص سيقطع شوطاً طويلاً في القضاء على الحساسية والإحساس بالألم.
كذلك يمكن علاج التهاب اللثة وأمراضها بالتنظيف العميق، والتقشير، والذي يتضمن استخدام المضادات الحيوية.
يمكن أيضاً علاج انحسار اللثة بالقشور والتنظيف العميق، ويمكن تصحيحها أحياناً بالمضادات الحيوية الموضعية. إذا كانت الحالة شديدة، فقد يوصى بالحلول الجراحية.