خلال "الكلاسيكو" الأخير، نجح برشلونة في ضرب أكثر من عصفور بحجر، الأول هو تحقيق الفوز على ريال مدريد، والثاني نجاحه في تأكيد تفوقه على الغريم للمباراة الثالثة على التوالي، وفي ثلاث بطولات مختلفة (السوبر – كأس الملك – الدوري)، وربما الأهم هو توسيع الفارق إلى 12 نقطة، والاقتراب أكثر من لقب "الليغا" لموسم 2022-2023.
هذا الفارق الكبير لم يكن سهلاً، خاصة مع الإشارة إلى أن برشلونة كان خلف ريال مدريد بثلاث نقاط، مع نهاية الجولة التاسعة من الدوري الإسباني، لكن الفريق "الكتالوني" قلب الطاولة على الجميع وعلى "الميرنغي"، وبات يحلّق في الصدارة وحيداً.
اقرأ أيضاً
كيف تقدم برشلونة بفارق 12 نقطة عن ريال مدريد؟
وقال تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة، بعد الفوز في قمة الجولة الـ26 من "الليغا"، في تصريحات حذرة: "بالنسبة لي هذا الفارق ليس حاسماً، لا أشعر أننا أصبحنا أبطالاً للدوري، لكننا تقدمنا خطوة كبيرة إلى الأمام، حان الوقت لتقدير ما فعله هؤلاء اللاعبون، فهم لم يخسروا سوى عشر نقاط طوال المسابقة".
لكن شبكة opta المتخصصة في الإحصائيات والبيانات، اختلفت مع تشافي، وأكدت أنه لم يسبق لأي فريق أن نجح في تعويض هذا الفارق الكبير، في تاريخ الدوري الإسباني.
وسلّطت صحيفة marca الإسبانية الضوء على التحولات الكبيرة والمنعطفات من موسم برشلونة، منذ الخسارة في "كلاسيكو" الدور الأول بنتيجة 1-3، وأكدت أن الفريق "خضع لعملية تحول ساعدته على إحكام قبضته على الصدارة بيد من حديد".
وأشارت إلى أن الفارق النقطي بين الغريمين، هو أفضل انعكاس للتطور الذي مر به الفريق في هذه الأشهر الخمسة الأخيرة، وبالتحديد في فترة الـ155 يوماً التي فصلت بين موقعتي كلاسيكو "الليغا".
وخلال السطور التالية، نستعرض أبرز نقاط قوة برشلونة، التي ساهمت في منحه هذا التفوق الواضح على ريال مدريد على جميع المستويات.
اقرأ أيضاً
حارس مرمى يصنع الفارق
يعيش الألماني مارك أندري تيرشتيغن، حارس مرمى برشلونة، أفضل موسم له مع الفريق "الكتالوني".
فمنذ بداية الموسم وحتى الجولة التاسعة، اهتزت شباك شتيغن 4 مرات فقط، ثلاث منها أمام ريال مدريد في الدور الأول.
ومنذ الجولة التاسعة (ضد ريال مدريد) حتى موعد كلاسيكو مرحلة الإياب، وصلت الكرة إلى شباك شتيغن 5 مرات فقط، خلال 17 جولة، بما فيها ضد "الميرنغي".
وتوضح هذه الأرقام القيمة الفنية والمعنوية للحارس الألماني، وفضله على برشلونة في مسابقة الدوري منذ انطلاق الموسم.
خط دفاع من النخبة
لا يمكن الحديث عن براعة شتيغن، دون هضم حق خط الدفاع، وخاصة جوليس كوندي، ورونالد أراوخو، وأندرياس كريستنسن.
هذا الثلاثي لعب دوراً بارزاً في الذود عن مرمى برشلونة، ومنحوا الفريق إلى جانب شتيغن الكثير من الأمان والطمأنينة.
ولعل الدليل الأكبر هو ما حدث للفريق في الفترة التي غابوا فيها للإصابة، حيث تسبب ذلك في وداع برشلونة لمسابقة دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات.
قوة الفريق والتغلب على الغيابات المؤثرة
تؤكد "ماركا" أن برشلونة نجح في التعامل مع المباريات التي غاب عنها نجومه لأسباب مختلفة، كالإصابات أو تراكم البطاقات الملونة.
وخسر برشلونة جهود روبرت ليفاندوفيسكي، بعد إيقافه ثلاث مباريات بعد طرده أمام أوساسونا، لكن الفريق لم يتأثر على صعيد النتائج، وحقق انتصارات متتالية، حتى لو كان ذلك على حساب الأداء.
الأمر نفسه تكرر في ظل وجود بيدري وعثمان ديمبيلي على المدرجات بسبب الإصابات، فهذا لم يؤثر على قدرة برشلونة على تحقيق الانتصارات، وخير دليل على ذلك موقعتا الكلاسيكو في كأس الملك ثم الدوري.
التغيير التكتيكي
لا يمكن بأي شكل إنكار ما يقوم به تشافي، خاصة فيما يتعلق بالجانب التكتيكي، والاعتماد على تثبيت أربعة لاعبين في خط الوسط في المباريات الكبيرة.
هذا الجانب منح الفريق بعداً فنياً آخر، ساعده في السيطرة على الجزء الأكبر من وقت المباريات، علماً بأن الفريق كان يخسر أفضليته في بعض الوقت، لكن ذلك لا يبدو أمراً مهماً بالنظر إلى نتائج الفريق.
فريق يعرف كيف يعاني
من السمات المميزة الأخرى لتشافي، قدرته على "المعاناة"، بمعنى أنه جهّز فريقه بأفضل طريقة ممكنة، للتعامل مع أجواء المباريات المختلفة، وضغوطها.
ولعل أكبر دليل على ذلك، اكتفاء برشلونة سواء كان بإرادته أو مجبراً على الفوز بنتيجة 1-0، في تسع مباريات خلال مباريات "الليغا" هذا الموسم، منها ما تحقق في الوقت القاتل، وأخرى في ملاعب صعبة مثل ميستايا، معقل فالنسيا، وسان ماميس، ملعب أتليتك بيلباو، وواندا ميتروبوليتانو، الخاص بأتليتكو مدريد، ولا سيراميكا، ستاد فياريال.
متلازمة مدريد ما بعد كأس العالم
كل ما ذُكر قابله تراجع كبير في أداء ومستويات لاعبي ريال مدريد، بعد عودتهم من المشاركة في نهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022.
فنادٍ بحجم ريال مدريد، فقد 15 نقطة كاملة في مسابقة الدوري، فقط في الفترة التي تلت استئناف البطولة بعد كأس العالم.
وهناك من يقول إن اللاعبين عادوا من قطر بأجسادهم، لا بأرواحهم، مثقلين بدقائق كثيرة من اللعب، فضلاً عن توالي المباريات في "الليغا" ودوري أبطال أوروبا، ومشاركتهم أيضاً في كأس العالم للأندية.
تراجع لاعبي "الميرنغي" أمر لم يتمكن الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، من إنكاره في المؤتمر الصحفي قبل كلاسيكو "الليغا".