أجرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الخميس 16 مارس/آذار 2023، زيارة للإمارات أجرى خلالها محادثات رفيعة المستوى، في وقت تسعى طهران لتعزيز التواصل مع دول الخليج العربية، في ظل تنامي التوترات مع الغرب بشأن أنشطتها النووية ومبيعاتها من الطائرات المسيرة لروسيا.
تأتي زيارة المسؤول الإيراني بعد أيام من توصل طهران والرياض لاتفاق بوساطة صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات خلال شهرين، بعد سنوات من العداء.
وكالة أنباء الإمارات قالت إن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، استقبل شمخاني وإن "الجانبين بحثا القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وأهمية العمل على دعم السلام والتعاون في المنطقة بما يحقق تطلعات شعوبها".
كما أوردت أن اللقاء بحث "العلاقات الثنائية وسبل مد جسور التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة".
مرحلة جديدة للعلاقات
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن شمخاني، قوله الخميس: "بالنظر إلى المنصات الملائمة التي تم إطلاقها منذ عام لتطوير العلاقات بين إيران والإمارات، فإني أرى أن هذه الرحلة بمثابة مرحلة جديدة للعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية".
شمخاني أضاف قبيل مغادرته إلى أبوظبي: "في حال توصلت الدول الإقليمية جميعاً إلى هذه القناعة، بأنه فقط من خلال تضافر الجهود لبناء منطقة مقتدرة يمكن الحصول على أمن واستقرار مستدامَين، عندها تتوافر إمكانية التعويل على وقوع تطورات إيجابية حديثة على صعيد العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف داخل المنطقة".
وبحسب "إرنا"، يرافق شمخاني في زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ وفد يضم حاكم البنك المركزي الإيراني، ومسؤولاً كبيراً بوزارة الأمن، ومساعد وزير الخارجية لشؤون منطقة الخليج.
وكانت الإمارات خفضت مستوى العلاقات مع إيران بعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران في يناير/كانون الثاني 2016، بسبب اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية بالعاصمة الإيرانية بعد إعدام الرياض رجل دين شيعياً بارزاً.
وبعد سنوات من الخصومات السياسية، بدأت الإمارات إعادة فتح قنوات التواصل مع طهران في عام 2019.
وأدى ذلك إلى رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية، العام الماضي، بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تجارية تعود إلى أكثر من قرن.
وشكلت إمارة دبي منذ فترة طويلة، إحدى قنوات الربط الرئيسية لإيران مع الخارج.
ودفعت المخاوف المتزايدة بشأن تقارب العلاقات بين إسرائيل وخصومها العرب السابقين، وضمن ذلك اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية المعروفة باسم اتفاقيات أبراهام، رجال الدين الذين يتولون الحكم في إيران إلى السعي لتحقيق استقرار إقليمي.