بريطانيا تقر بشن هجوم جوي ضد “داعش” في سوريا.. رفضت كشف ما إذا كانت حققت في قتل مدنيين خلال العملية

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/14 الساعة 21:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/14 الساعة 21:05 بتوقيت غرينتش
ريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا / GettyImages

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته، الثلاثاء 14 مارس/آذار 2023 إن وزارة الدفاع البريطانية ترفض أن تقول إن كانت قد أجرت تحقيقاً أم لا حول التقارير المتعلقة بخسائر الأرواح أو الإصابات في صفوف المدنيين في أعقاب هجوم نفذه سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) باستخدام طائرة مسيرة ضد هدف "إرهابي" شمال سوريا في ديسمبر/كانون الأول 2022.

حيث أبلغ وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أعضاء البرلمان، الإثنين 13 مارس/آذار 2023، بأن طائرة مسيرة من طراز "ريبر" استُخدمت لشن هجوم ضد "عضو بارز في تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الباب شمال سوريا" في 20 ديسمبر/كانون الأول، وهو أحدث هجوم في سياسة مثيرة للجدل تتعلق بمحاولات الاغتيالات المستهدفة.

داعش بريطانيا هجكات إلكترونية
صورة أرشيفية لانتشار عناصر داعش في شوارع سوريا/ رويترز

هجوم بريطاني في سوريا يوقع ضحايا مدنيين

كان الهدف من الهجوم شخصاً يدعى أبو ياسر اليمني، الذي يعتقد أنه أحد قادة داعش. غير أن هناك تقارير تفيد بأن هناك زوجاً من المدنيين أُصيبوا أيضاً في هجوم يثير مزيداً من التساؤلات حول الأضرار الجانبية التي تخلفها هجمات سلاح الجو الملكي في سوريا والعراق.

مع أن سلاح الجو الملكي أطلق أكثر من 4300 صاروخ في الحرب الجوية ضد داعش في سوريا والعراق خلال أكثر من 5500 مهمة قتالية منذ بداية العمليات في أغسطس/آب 2014، لكنه لم يعترف إلا بحالة واحدة فقط من خسائر الأرواح في صفوف المدنيين.

على النقيض من ذلك، يقول ائتلاف عملية العزم الصلب الذي تقوده الولايات المتحدة، إن 1437 مدنياً "قُتلوا عن غير عمد" خلال أكثر من 35 ألف هجوم جوي في حرب كان جزءاً كبيراً من القتال البري يُعهد إلى الأكراد السوريين.

الطيران البريطاني يدمر بناية في سوريا

ضرب الهجوم الذي نفذه سلاح الجو الملكي في ديسمبر/كانون الأول بناية ودمرها تماماً في الساعة الواحدة ظهراً في وسط مدينة الباب، التي تقع على بعد 23 ميلاً شمال حلب، وذلك وفقاً للتقارير السورية، التي أظهرت شظايا صواريخ غربية ضمن الحطام.

من جهته، أبلغ والاس النواب البريطانيين بأن نشاط الهدف كان "مرتبطاً بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية"، وأن الطاقم المسؤول عن الطائرة المسيرة "قلص من المخاطر المحتملة على المدنيين" قبل إطلاق صاروخين هيلفاير يزن كل منهما حوالي 45 كيلوغراماً ويكلف حوالي 115 ألف دولار.

بريطانيا
مجلس العموم البريطاني – رويترز

في سياق متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه لم يتضح ما إذا كان اليمني قد قُتل أو جُرح في الهجوم. فقد اصطُحب إلى المستشفى وسط "سرية فيما يتعلق بمصيره".

أفاد المرصد أيضاً بأن ما لا يقل عن اثنين من المدنيين أصيبا، ووصفتهما محطة تلفزيونية مستقلة بأنهما امرأة وطفل في ملف جمعته منظمة الرصد Airwars. وقد قيل إن كليهما أصيب إصابة طفيفة، بينما قالت وسائل إعلام أخرى إن هناك شخصاً ثالثاً أُصيب في الهجوم.

تساؤلات حول التحقيق

استناداً إلى تقارير الإعلام السوري، طرحت منظمة Drone Wars غير الحكومية، تساؤلاً على وزارة الدفاع البريطانية حول ما إذا كانت قد أجرت تحقيقاً "حول التقارير المحلية التي تفيد بوجود خسائر في صفوف المدنيين"، وما إذا كانت هناك تحقيقات بريطانية رسمية جارية.

في رد مكتوب، رفضت الوزارة البريطانية الإجابة، مشيرة إلى متطلبات الأمن القومي والاستثناءات الأخرى المرتبطة بالدفاع والعلاقات الدولية، وهو ما دفع منظمة Drone Wars للطعن على قرار الوزارة. ولا تزال المنظمة في انتظار النتيجة.

داعش
داعش يشن هجمات بين الحين والآخر على قوات الأسد في سوريا – رويترز

سأل كريس كول، مؤسس منظمة Drone Wars، إذا كانت حملة القصف البريطانية الجارية في سوريا والعراق ترتقي إلى "حرب أبدية"، قائلاً إنه بينما يبقى داعش "تهديداً إرهابياً خطيراً" في البلدين "فمن غير الواضح" إذا كان قادة التنظيم يجسدون "خطراً على المملكة المتحدة، أو ما إذا كانوا يجب أن يخضعوا للقوة العسكرية البريطانية".

أضاف أن إفصاح والاس عن هجوم الطائرة المسيرة الذي نفذه سلاح الجو الملكي في ديسمبر/كانون الأول، أثار تساؤلات أكثر من إعطاء الإجابات. وتابع قائلاً: "إن الرفض حتى عن الكشف عما إذا كانت المملكة المتحدة ستجري تحقيقاً حول التقارير المتعلقة بخسائر الأرواح في صفوف المدنيين بسبب الاغتيالات المستهدفة بالمسيرات، هو ببساطة غير مقبول أيضاً".

صورة للمنزل الذي شهد عملية اغتيال قائد تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، في شمال شرق سوريا/ الأناضول

أوضحت صحيفة The Guardian أن تحديث المراجعة المتكاملة للدفاع والسياسات الخارجية الصادر الإثنين، لم يذكر الإرهاب إلا مرات معدودة في وثيقة ركزت بدرجة كبيرة على التهديدات التي تشكلها روسيا، والمخاوف التي تثيرها الصين. لكنه يقول إن "التهديد القادم من الشرق الأوسط لا يزال باقياً".

علامات:
تحميل المزيد